في وسط الصراعات الدامية التي تعيشها الإنسانية، ومحاولة القوى الكبرى الخدمة على حماية الكيان الصهيوني الذي نشأ على أشلاء أمة بأكملها، والتي تجلت فيه روح الجهاد عن الوطن فقدم الشهيد تلو الشهيد، والأسير خلف الأسير دون أن يكل أو يمل هذا الشعب من العمل على استرداد حقوقه ومقدساته، حتى أصبح لا يخلو بيت واحد من شهيد وأسير وأرامل وأيتام يسعون للحياة ويعملون للاستشهاد من أجل حرية وطنهم.
ومع ذلك خذلته الحكومات العربية والإسلامية، بل تعاونت مع الكيان الصهيوني من أجل توفير سبل الراحة لكل صهيوني محتل على حساب بني جلدتهم وأشقائهم في أرض فلسطين، ولم ينتفض حاكم لصد العدوان المستمر على حرية وأمن هذا الشعب المكلوم حتى انتشر عدد الأيتام في ربوع الأرض الفلسطينية – خاصة غزة الأبية.
عملت حماس – وفق ما ورد في الأرواق – من خلال العديد من الجمعيات لرعاية الأيتام، ومنها مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية – والتي أغلقتها أمريكا بعد ذلك بحجة أنها تابعة لحماس – والتي أنشئت عام 1988 وكان اسمها «صندوق الأرض المحتلة»، قبل أن يتحول اسمها عام 1992 إلى «مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية». وهي مؤسسة غير ربحية معفاة من الضريبة، مقرها الرئيسي في مدينة ريتشاردسون بتكساس، وكان لها مكاتب في نيوجرسي، وكاليفورنيا، وإلينوي.
تركزت أنشطة المؤسسة على تقديم المعونات لللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان والمناطق الفلسطينية، وقد شارك في تأسيسها كل من شكري أبو بكر (شقيق ممثل حماس السابق في اليمن جمال عيسى) وهو مديرها التنفيذي، ومحمد المزين (ابن عم القيادي في حماس موسى أبو مرزوق) وكان رئيس مجلس إدارتها، وغسان العشي (زوج أخت أبو مرزوق) وكان الرئيس السابق لمجلس أمنائها، وهؤلاء الثلاثة أبرز المتهمين في قضية دعم وتمويل حركة حماس.
وقد بدأت السلطات الاتحادية الأميركية بمراقبة أنشطة المؤسسة عام 1996، وقامت في سبتمبر/أيلول 2001 بمداهمة مقر شركة إنفوكوم التي تدير الموقع الرسمي للمؤسسة بزعم أنه كان يستخدم لجمع الأموال وتجنيد أنصار لحركة حماس.
وفي يوليو/تموز 2004 ألقت السلطات الاتحادية القبض على خمسة من مؤسسي «الأرض المقدسة»، وهم إضافة إلى الثلاثة السابقين مفيد عبد القادر (الأخ غير الشقيق لمدير المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل)، وعبد الرحمن عودة الممثل السابق للمؤسسة في نيوجرسي.
ومن هذه الجمعيات أيضا [جمعية روّاد للتنمية المجتمعية] حيث قامت عام 2013م وكل عام بتوزيع كفالات الأيتام المكفولين لديها، بتمويل كريم من مؤسسة وقف القدس بهولندا، ويبلغ عدد الأيتام المستفيدين من هذه الكفالات ستون يتيمًا، حيث يتم توزيع الكفالة شهريًا.
وفي عام 2015م وتحت رعاية وزيرة شؤون المرأة الدكتورة هيفاء الأغا، نظمت جمعية روّاد للتنمية المجتمعية أمس احتفالًا كبيرًا ومميزًا لتوزيع كفالات الأيتام لعدد 137 يتيمًا بقطاع غزة، ضمن مشروع كفالة الايتام والمُمول من مؤسسة «صدقة طاشي» التركية.
كما عملت الجمعية على توزيع كفالات للأيتام لمئات الأطفال المكفولين لديها، وذلك بدعم كريم من فاعلي الخير والإحسان من مختلف الأقطار العربية والأجنبية أواخر عام 2016م.
ومن هذه الجمعيات أيضا وهي جمعية خيرية تم إنشاؤها عام 2006م بهدف تقديم الخدمات لفئة الأيتام والأسر المحتاجة في قطاع غزة وذلك من خلال برامج وأنشطة تنفذها الجمعية مثل الكفالات الشهرية التي تقدم للأيتام والأسر المحتاجة، إلى جانب ما يقدم من مساعدات عبر المشاريع الموسمية، كالحقيبة المدرسية، والأضاحي، ومشاريع رمضان، والإغاثات الطارئة وغيرها من المشاريع التي من شأنها التخفيف من حدة معاناة هذه الفئات من شعبنا الفلسطيني، والتي قامت بالعديد من الحملات مثل: [أغيثوا غزة – وحملة شتاء دافئ لأهل غزة – وحملة مشروع الرغيف الخيري].
وأيضا جمعية معهد الأمل للأيتام، حيث يتبني معهد الأمل للأيتام ومنذ نشأته منهجًا واضحًا يرتكز على النهوض بواقع اليتيم بكافة مكوناته الاجتماعية والثقافية والنفسية والاقتصادية والحفاظ على كرامته وتأمين مستقبل كريم له من خلال السعي لتمكين اليتيم اجتماعيًا ونفسيًا واقتصاديا.
وتقدم الجمعية خدمة الإيواء للأطفال الأيتام من كلا الجنسين، والرعاية الشاملة للأطفال الأيتام المقيمين داخل أسوار المعهد من أهمها الغذاء والكساء والخدمات الصحية والتعليمية والتربوية والتثقيفية، والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الأيتام وأسرهم، وتنفيذ برامج ومشاريع تساهم في تمكين الطفل اليتيم وأسرته في مختلف المجالات الحياتية.
لقد عملت حماس على رعاية الأيتام من خلال الجمعيات الخيرية، والتي انتشرت في غزة والمدن الفلسطينية، حتى أصبحت رائدة في هذا المجال التكافلي.
.