Business

قصص تربوية عن صلة الأرحام

صلة الرحم جزء مهم من تعاليم ديننا الحنيف، فقد أمرنا بها الله تارة، ورسوله تارة أخرى، فتلك الصلة هي ما يبقى للإنسان، إنسانيته وفطرته الطيبة، التي جبله الله عليها، ولكن هل ندرك جميعًا هذا الأمر؟

ومن المفاهيم والقيم الخاطئة عند بعض الناس قولهم: نحن نزور من يزورنا، ونقطع من يقطعنا! وهذا الفهم بلا ريب مخالف لهدي وسنة النبي صلى الله عليه وسلم القائل: «ليس الواصل بالمكافئ، لكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» (رواه البخاري).

وقد عُرِف النبي صلى الله عليه وسلم بصلة رحمه من قبل بعثته، كما جاء في صحيح البخاري من قول أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- في قصة بدء الوحي: «كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم...».

ولقد حفلت المدرسة الإسلامية بالكثير من القصص التربوية عن عظمة صلة الأرحام.

قصص الصحابة عن صلة الرحم

 ولقد عرف أصحاب نبي الله أهمية صلة الرحم؛ فدعوا المؤمنين لها وحافظوا هم عليها ووجهوا إليها، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال -كما في البداية والنهاية: «أوصيكم بصلة الرحم، فإنها مثراة في المال منسأة في الأجل محبّة في الأهل»، وقال أيضا: «ألا وقولوا الحق تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم، وصلوا رحم من قطعكم، وعودوا بالفضل على من حرمكم».

وجاء صحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «إنَّ لي قرابةً أصلهم ويقطعونني، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فماذا تأمُرني؟ قال: لئن كنتَ كما قلتَ لكأنَّما تُسِفُّهُم المَلَّ -أي: الرَّماد الحامي- ولا يزال معك من الله ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ على ذلك».

بين الملك والفلاح وبركة صلة الأرحام

كان في قديم الزمان ملك عظيم جدًا ذو سيطرة ونفوذ، خرج الملك ليتفقد أمور بلاده ويتجول بين الناس، وأثناء سيره بين الحقول شاهد فلاحًا يعمل بكل نشاط وهمه وترتسم على وجهه ابتسامه رضا وسعادة غريبة، على الرغم من أن حالته وهيئته توحي بفقره الشديد، كما أنه كان يعمل تحت الشمس الحارقة في أرض تكاد تكون قاحلة، ورغم كل هذا فإن ابتسامته لم تفارق وجهه.

تعجب الملك من سر سعادة ونشاط هذا الفلاح الفقير، فاقترب منه وقال له: يا أيها الفلاح المسرور أيمكنني أن أسألك سؤال؟ قال الفلاح: نعم، وقال الملك: أهذه الأرض التي تحرث وتعمل بها بكل نشاط رغم حرارة الأرض ملكًا لك؟

أجابه الفلاح: لا يا أيها الملك، فأنا أعمل هنا مقابل أجرة يومية من صاحب الأرض، قال الملك: إذن، وكم يمنحك صاحب هذه الأرض كأجرة يومك كله ونظير كل هذا المجهود؟، رد الفلاح مُبتسمًا: يعطيني أربعة جنيهات كل يوم.

قال الملك باستغراب: وهل يكفيك هذا المبلغ الضئيل؟ رد الفلاح بكل رضا وقناعة: نعم يا سيدي يكفيني، بل ويفيض عن حاجتي أيضًا، سأله الملك بمزيد من التعجب: كيف لهذا المبلغ أن يكفيك ويزيد؟

أجابه الفلاح: أقسمه يا سيدي كالآتي: جنيه لمعيشيتي أشتري به طعاما وشرابا، وجنيه أسدد به دينًا علي، وجنيه أسلفه لغيري، أما الرابع فأنفقه في سبيل الله.

رد الملك: لقد زادت حيرتي، هل هذا لغز يا هذا؟، قال الفلاح مُبتسمًا: سأوضح لك الأمر يا جلالة الملك، الجنيه الأول أصرفه على نفسي وزوجتي، والثاني أسدد به ديني أي أنفقه على والدي ووالدتي، فلهم دين علي عندما ربوني وأنا صغير وأنفقوا عليّ من عمرهم وأموالهم والآن حان وقت سداد هذا الدين.

أما الجنيه الثالث الذي أسلفه لغيري، فأعطيه لأطفالي، أطعمهم وأربيهم حتى إذا كبروا ردوا ديني هذا عليهم كما أفعل مع أمي وأبي الآن، وعن الجنيه الرابع الذي أنفقه في سبيل الله، فأنا أنفقه على أخي المريض ليشتري به العلاج.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم