8- أسلوب الترغيب والترهيب:

يقصد بالترغيب: «وعد من المربي للمتعلم بالإثابة والجزاء الحسن؛ بهدف دفعه إلى السلوكيات الإيجابية المحببة».

ويقصد بالترهيب: «وعيد من المربي للمتعلم بالعقاب؛ بهدف منعه عن أن يسلك سلوكًا سلبيًا غير مرغوب فيه».

تأصيل الأسلوب:

يكثر أسلوب الترغيب والترهيب في القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ ومن ذلك في القرآن الكريم على سبيل التمثيل قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)} ( الليل).

تطبيق أسلوب الترغيب والترهيب:

أ- البيت:

يمكن استخدام الترغيب بأن نعد الابن المتكاسل عن أداء واجباته المنزلية، أو هدية، أو رحلة... الخ، وكذلك عندما نريد ترغيبه في أداء الصلاة لوقتها، وحفظ القرآن الكريم، ومساعدة المحتاجين.. إلى غير ذلك من السلوكيات المحببة المرغوب فيها.

وفي الترهيب يمكن أن نحذره من التكاسل بحرمانه من المصروف، أو من الرحلة، وكذلك الحال في بقية السلوكيات السلبية.

ويجب أن نستخدم الترغيب والترهيب بحذر، وألا نسرف فيهما، كمثل السكر والملح، يحتاج الإنسان إليهما في طعامه، لكنه إذا أسرف وقتر، فربما أضرا به، كذلك الحال في الترغيب والترهيب، إذ الإسراف فيهما أو التقتير، أو استخدامهما في غير موضوعهما قد يضر بالمتعلم؛ الإسراف في الترغيب ربما يؤدي بالمتعلم إلى تعوده ألا يعمل عملًا مرغوبًا فيه إلا إذا كان مردوه سريعًا، وكذلك الحال في الترهيب، حيث إن الإسراف فيه يغرس في الأبناء صفات سلبية؛ كالخوف، والجبن، وضعف الثقة بالنفس.. وقد يؤدي عدم الأخذ بالترغيب والترهيب إلى فتور في أداء المتعلم، واللامبالاة في نفسه، وشعوره بعدم المحاسبة... الخ.

ب- المدرسة:

يمكن للمعلم أن يستخدم الترغيب في مواقف متعددة؛ منها: تفعيل الفصل إن لم يستجيبوا لأسئلة المعلم وحواره؛ بأن يعدهم بأن من يجيب عن السؤال الآتي ـ مثلًا ـ سأضع له الدرجة النهائية في الاختبار .

ويمكن للمعلم ـ أيضًا، أن يستخدم الترهيب في مواقف متعددة؛ منها: إذا أصر التلميذ على عدم حفظ القرآن الكريم المقرر عليه، وتكرر ذلك منه، فيمكن للمعلم أن يحذره من أنه إذا لم يأت الحصة القادمة وقد حفظ ما قرر عليه، فإنه سيضطر إلى استدعاء ولي أمره؛ لإطلاعه على مستواه الضعيف في القرآن الكريم.