Business

العنف المدرسي وأثره على التحصيل الدراسي والسلوكي للطفل

اقتحم مفهوم العنف في القرن الواحد والعشرين مجال تفكيرنا وممارساتنا وسلوكاتنا في كافة المجالات، وصار مصطلح العنف غير غريب على مسامعنا حيث صرنا نرى ونسمع ونشاهد صنوفًا وأنواعًا من العنف، كالعنف الأسري والعنف ضد المرأة والعنف الديني والعنف المدرسي، وغير ذلك من المسميّات.

وفى هذه الدراسة تتناول الباحثة الاستاذة إباء محمد الدريعي -مديرة الشؤون التربوية العامة في مجمَّع البيان التربوي- لبنان، ظاهرة العنف المدرسي وأثره على التحصيل الدراسي والسلوكي للطفل.

 

الأسباب المؤدية لتأسيس سلوك العنف لدى الأطفال

1- العوامل الأسرية:

  • أساليب التنشئة الخاطئة، مثل: القسوة – الإهمال – التباهي باستخدام العنف– القمع على المستوى الفكري والحركي من خلال التربية على الحلال والحرام دون تفسير.
  • فقدان الحنان: نتيجة الطلاق أو وفاة أحد الوالدين.
  • الشعور بعدم الاستقرار الأسري: نتيجة لكثرة المشاجرات الأسرية.
  • كثرة عدد أفراد الأسرة.
  • بيئة السكن: حيث يُؤثر مكان السكن في مناطق مكتظة أو فقيرة على تَبَنِّي سلوك العنف.

2-العوامل الاجتماعية:

  • تلعب الثقافة دورًا كبيرًا في تأسيس العنف في المجتمع، فإذا كانت الثقافة والممارسة داخل المجتمع تشجع على العنف وتفتخر به، فلا شك أن الفرد سيعتبر هذه الممارسات نوعا من أنواع البطولة.
  • إذا ساد العنف في الأسرة فلا شك أن هذه الممارسات ستنتقل إلى المدرسة.
  • المناطق المهمّشة والمهملة داخل المجتمع: يميل ساكنوها إلى تبني العنف نتيجة الإحباط وفقدان الفرص.
  • الفقر: حيث يعتبر من الأسباب الرئيسة في انتشار العنف.
  • عدم الاستقرار داخل المجتمع: ويشمل نواحي العدالة والمساواة وفرص العمل مما يولد شعورًا بالغربة داخل الوطن.
  • الحروب والغزو والاحتلال: تؤثر بشكل مباشر على سلوك الفرد وعلى الأطفال الذين يعانون من عدم الأمان والاستقرار، الذي يصل إلى التهجير والسلب والقتل.

3-العوامل النفسية:

  1. الإحباط.
  2. محاولة إثبات الذات: وبالأخص عند الأطفال الذين يعانون من التهميش في المحيط الأسري.
  3. التعرض المسبق للعنف: فالعنف يولد العنف.
  4. حماية الذات: قد يستعمل الطفل العنف كوسيلة للدفاع عن النفس.
  5. ملء أوقات الفراغ: وذلك لعدم وجود أنشطة تهم الطفل وتملأ وقته وتعزّز قدراته الفكرية والجسدية وتصرف الطاقة الزائدة.
  6. وسائل الإعلام: حيث يلعب الإعلام دورًا كبيرًا في تأسيس سلوك العنف لدى الأطفال من خلال البرامج والمسلسلات، والتي تكرس مفهوم السيطرة والقتل والعدوان.

 

جدول تأثير العنف على الطلاب في المجال: السلوكي – التعليمي – الاجتماعي – الانفعالي:

المجال السلوكي

المجال التعليمي

المجال الاجتماعي

1- عدم القدرة على التركيز

2- عدم القدرة على الانضباط.

3- اللامبالاة بالأنظمة والقوانين.

4- العصبية الدائمة في الموقف.

5- مخاوف غير مبررة.

6- تشتت الانتباه.

7- سرقة أغراض الزملاء.

8- الكذب.

9- عنف بالكلام أو أثناء الحوار.

10- رغبة في ضرب الحيوانات وتعذيبها.

11- ممارسات شاذة.

1- هبوط في التحصيل التعليمي

2- تأخر عن المدرسة.

3- غياب متكرر غير مبرر

4- رفض للمشاركة في الأنشطة المدرسية.

5- الهروب من المدرسة بشكل دائم أو متقطع.

1- حب الانعزال عن الناس

2- عدم وجود علاقات اجتماعية مع الأطفال.

3- عدم المشاركة في نشاطات جماعية.

4- العدوانية تجاه الآخرين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

العنف المدرسي

1- الأسباب التي تدفع بالمعلم إلى ممارسة العنف:

  1. عدم معرفة المعلم بقواعد النمو السليم وبحاجات التلميذ وإمكاناتهم.
  2. وجود إدراك خاطئ لدى المعلم عن قدرات الأطفال وإمكاناتهم، ما يجعله يفسّر عدم انتباههم أو حركتهم تفسيرا خاطئا.
  3. وجود إحباط في سيرة المعلّم أو تعرّضه في طفولته إلى شكل من أشكال العنف مما يحدوه إلى ممارسته على طلابه.

2- كيفية الحماية من العنف المدرسي:

مما لا شك فيه أن معظم حالات التسرب المدرسي والنزول إلى سوق العمل في عمر الطفولة وانخفاض المستوى التعليمي لدى الأطفال تعود أكثر أسبابها إلى العنف سواء كان داخل الأسرة أو المدرسة، لذا فإنه من الضرورة بمكان أخذ الإجراءات التالية:

  1. إعداد مسح شامل لظاهرة العنف المدرسي لتحديد حجمه.
  2. صياغة أسس تربوية وقوانين جديدة تلغي العقاب المدرسي الجسدي.
  3. تأهيل المعلمين وتفعيل تدريبهم.
  4. تشديد الدولة على آلية تنفيذ هذه القوانين.
  5. إنشاء محاكم مختصَّة في قضايا الأطفال.
  6. إنشاء هيئة تابعة لوزارة التربية والتعليم تعنى بالشكاوى.
  7. إلزام المدارس على المستوى الرسمي والخاص بأن تُلْحِق بجهازها البشري ذوي اختصاص، مؤهلين لتَقَصّي حالات العنف 
  8. تفعيل دور العاملين في مجال حقوق الإنسان لصياغة قوانين تحد من ظاهرة العنف المدرسي.
  9. التوعية الاجتماعية عبر وسائل الإعلام للوالدين وأولياء الأمور بشكل عام في أساليب التنشئة الاجتماعية المناسبة لكل مرحلة عمرية.
  10. تأسيس مركز علاجي على المستوى الوطني يعنى بتوجيه وعلاج الأطفال الممارسين للعنف أو الأطفال الذين مورس عليهم العنف.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم