تصيبنا الدهشة والحيرة عند قراءة الحوادث المؤسفة عن العلاقة الأخوية، تلك العلاقة التي تعد من أجل وأسمى العلاقات الإنسانية، والذي أثار الدهشة أن هذه السلوكيات غريبة عن المجتمع الإسلامي، فكيف يتحول الأخ إلى خصم، أو إلى عدو؟
لن تندهش حين نسمع أساتذة الصحة النفسية يقولون: إن العيادات النفسية الآن زاخرة بمرضى لا يشكون من الآخر الغريب، بل من الأخ القريب، وأصبح مفهوم ظلم ذوي القربى من الحالات المتكررة في العيادات النفسية.
وفى هذه الدراسة التي أعدّها الباحث نعيم نعيم السلاموني، نتعرف عن صور الخلل فى علاقات الأخوة، وكيفية لمحافظة على رباط الأخوة وغرس المحبة بين الأبناء.
أسباب الخلل في علاقات الأخوة؟
- التفرقة بين الأبناء، حيث يتعامل الآباء والأمهات، مع أبنائهم بدون عدل، فيفضلون طفلا لذكائه، أو جماله، مما يزرع في نفس إخوته الإحساس بالغيرة والحقد.
- عدم وجود مجموعة من القيم والمعايير الإيجابية في الأسرة، كالحب والخير والأمانة والصدق ومساعدة الآخرين.
- سقوط ما يسمى باحترام الكبير داخل الأسرة، أي احترام الأخ الأكبر من الأصغر.
- أصبح تقييم الأخوة الآن بمدى الإنجازات الاقتصادية، فالأخ الغني هو القوي الذي له الكلمة العليا عن بقية الأخوة، وعندما تسود القيم الاقتصادية بين الأخوة تتوارى القيم الانسانية، فيحدث الخلل بين الأسرة.
- دور الأب في الأسرة أصبح هامشيًا، فهو إما غائب أو مطحون في توفير احتياجات الأسرة، بينما يسمح للعدوان بأن يتحرك بين الأخوة بدون ضوابط.
- ضعف انتماء الأخ لأسرته، فنجد الأخ أنانيًا لا يهمه الآخر، يهرب منه ولا يقترب إلا في حالة المصلحة والأخذ.
- التذبذب في معاملة الأبناء ما بين القسوة الشديدة إلى التدليل لنفس السلوك الواحد، أي معاملة الأبناء حسب الحالة المزاجية.
- زيادة الضغوط الحياتية التي تجعل الفرد ينشغل بأحواله عن كل من حوله، فالكل يلهث وراء لقمة العيش، وهذا ليس مبررًا، بأن يجعل الشقيق لا يسأل عن شقيقه لفترة زمنية طويلة.
للمحافظة على رباط الأخوة وغرس المحبة بين الأبناء يجب:
- إعطاء الطفل قدرًا من الحنان والاهتمام.
- يجب أن يعدل الوالدان بين أولادهم، فلا يفضلان أحدهم على الآخر.
- على الآباء ألا يقارنوا بين أبناءهم، لأن لكل إنسان شخصيته وظروفه وإمكانياته التي تميزه عن غيره، فالمقارنة كارثة.
- العلاقة بين الأخوة والأخوات خاصة في السن الصغيرة ممكن أن تتحول بفضل الأسرة إلى نواة لعلاقة قوية، أو علاقة سيئة تربط بينهم طوال العمر، فالتناغم في العلاقة مسؤولية الأبوين.
- إذا تخاصم الأبناء؛ على الآباء شرح لكل منهما خطأه، وتركهما معا ليتصافوا دون تدخل منك.
- ترغيب الأبناء في توقير الكبير، ورحمة الصغير وحب المساكين.
- الإسلام يدعو إلى صلة الأرحام، فإنه بذلك يدعو إلى تزكية النفس وتقوية الروح ويعمل على الترابط، والتعاون والتلاقي وعدم التنافر، كما يدعو إلى نشر العدل والرحمة، ولهذا يعيش أفراده في وئام وسلام، فلا يبغي بعضهم على بعض، ولا يقسو بعضهم على بعض، مجتمع يرحم الكبير فيه الصغير، ويوقر الصغير فيه الكبير.
- إن الطفل حين يجد من أبويه ومربيته القدوة الصالحة في كل شيء، فإنه يتشرب مبادئ الخير، فإن أفضل التربية هي التربية بالقدوة.
- المجتمع الإنساني في نظر الإسلام هو ما كانت فيه العلاقات بين أفراده علاقات إنسانية تقوم على الأخوة والمودة والتعاون، وتنأى بأفراده عن الأنانية، وترتفع بهم فوق المادية.
- يجب أن نعلم أولادنا منذ نعومة أظفارهم كيف يتسامحون، لأن هذا التسامح يغرس فيهم التواصل والود والمحبة.
- يجب أن نعلمهم كيف يتحاورون، وتؤدي المحاورة إلى علاقات ودودة بعيدة عن التشاحن والمنازعات.
- ويجب أن نغرس فيهم حب العدالة في المعاملة، وفي التعامل، فإن العلاقة الحميمة بين الأخوة تؤسس الأسرة على السكينة والأمانة.
- إن العلاقة الأسرية التي يسودها الوفاق بين الأب والأم تعكس بدورها على الأبناء؛ فيشبوا متعاونين على البر والتقوى والإحسان.
- عدم انتقاد الطفل أو معايرته أمام الغير.
.