إن المعلم مصدر الحياة، وهو أب روحي يعطينا غذاءً روحيًا وفكريًا ثمينًا، فيجب تعظيمه وتوقيره واحترامه، والتعاون معه في سبيل التعلم؛ لأن التعليم عملية تعاون بين المعلم والمتعلم، فيجب على المتعلم أن يحسن الإصغاء والاستماع والإقبال على المعلم بكل نفسه، ففي ذلك تعظيم وتوقير وإجلال لمقام المعلم وشأنه.
فنجاح المعلم وتميزه يقاس بقدر الفائدة والنفع التي يحققها لطلابه، فلذلك ينبغي على المعلم أن يكون حريصًا على نفع طلابه وإفادتهم في مجال تخصصه، فلا يبخل عليهم بمعلومة تنفعهم، ولا يتوانى ببذل جهد يحسن من مخرجات التعليم والتعلم لديهم.
فالشعوب لا تتخلص من غياهب الجهل، ولا تتقدم في معارج الحياة التقدم المنشود، بل لا تكون ذات قوة وسلطان ومنزلة عليا مالم يكن فيها معلمون ذوو اختصاص يدربونها فيصلون إلى حياة المعلم الصحيح، حياة العز والسؤدد.
فإذا وجدت شعبًا يتقدم نحو الكمال بخطوات رصينة؛ أيقنت أن وراءه معلمين ينتشلونه من حضيض الجهل والهوان، إلى ذروة العلم والمجد، فبهذا الاعتبار لزم أن يكون المعلم محترم الجانب عزيز الكرامة.
تقدير المعلم واحترامه
مما لا شك فيه أن المعلم واجب علينا تبجيله واحترامه وتقديره، ومن الطبيعي أن هناك بعض الأشياء التي تدل على احترامنا له مثل:-
- أن نعترف بأفضاله على الطلاب في دوره في تعليمهم كافة المعلومات ومساعدتهم على أخذ المعلومة الصحيحة، وأن نتواضع معه في التعامل.
- أن نوقره ونهابه ونعظمه، فعلى سبيل المثال، قيل قديمًا: أن الربيع كان لا يستطيع أن يشرب الماء عندما يكون الشافعي ناظرًا إليه، والشافعي كان معلم الربيع، وهذا إن دل على شيء فيدل على شأن المعلم والمقام العالي له وهيبته واحترامه.
- يجب أن نلقي على معلمنا التحية عندما نراه وألا نتجاهله.
- يجب علينا أن نتأدب في جلوسنا أمام معلمتنا أو معلمنا، فيجب علينا أن نكون ساكنين وهادئين، كما علينا أن نحرص على المسافة الكافية بيننا وبينهم.
- يجب علينا عندما نهم بالدخول إلى مكان يتواجد به المعلم أن نستأذن قبل دخولنا، وأن نحرص على لباقتنا وأن نراعي مظهرنا العام من حيث النظافة والتأنق، بداية من ملابسنا إلى شعرنا.
شخصية المعلم الناجح
- المعلم قدوة: أن يمثل القدوة الحسنة لكل الطلبة والطالبات، وهذا لا يحدث إلا من خلال أن يتمتع باحترامها، وذلك بما يفعله من أفعال حميدة وأقوال محسوبة عليه، فوقوع المعلم في أي أخطاء تربوية يترك أثرًا سلبي لدى الطلبة.
- المعلم ممثل للقيم: عندما يتبع المعلم أسلوبًا تربويًا فعالًا، يستطيع أن يستخرج من الطلبة أفضل ما بداخلهم، ويستطيع أن يفعل ذلك المعلم من خلال تعمقه في قصص الأنبياء والعظماء وكذلك الصحابة، لأنهم هم الذين كان بمقدورهم أن يبنوا الأجيال السامية التي استطاعت النهوض بمجتمعها.
- راعٍ للإبداع: فبذرة الإبداع موجودة كامنة عند أكثر الطلبة، لذلك ينبغي على المعلم ـ إن آنس من بعض طلابه تميزا ـ أن يسعى لتنمية إبداعاتِهم ومواهبهم بالتشجيع والتواصل المستمر، كما ينبغي عليه أن يُطلِعَ إدارة الهيئة التعليمية التي يعمل لديها على ذلك لعناية بهم.
- قوي الصلة بتلاميذه: لا ينبغي أن يقتصر دور المعلم على الجانب المعرفي فحسب، بل عليه أن يمارس دوره في التَّوجيه والإرشاد للأخلاق الفاضلة، والسلوك القويم، وأن يقدم النصح لطلابه فيما ينفعهم في الحال والمآل. كما أن المعلم الناجح هو ذاك الذي يبني علاقات إيجابية مع طلابه، فيبادلهم المودة والاحترام والتقدير، سواء كان ذلك داخل المؤسسة التعليمية أو خارجها.
- عادل: إن عيون الطلاب مفتوحة على تصرفات معلميهم، ترقب حركاتهم وكلماتهم ونظراتهم، فلذلك ينبغي على المعلم أن يكون عدلا بين طلابه، فلا يظهر ميله لطالب دون طالب مهما كانت الدوافع، بل لا يفرق بينَهم في النظرات والبسمات.
- التواصل العميق مع أولياء الأمور – بقدر المستطاع - حول مستوى أبنائهم، ومناقشهم مشاكلهم النفسية والاجتماعية للوصول لوسائل تحمي الطالب من تبعات ذلك.
- تعميق العقيدة الدينية حيث يستطيع المعلم من خلال تعمقه الصحيح بتعاليم الدين أن يرسخ مفهوم العقيدة الدينية داخل الطلبة، وكلما نجح المعلم في ذلك كلما قام بتفعيل رقابة الطالب الذاتية على نفسه، وهذا يعتبر من أهم أسس بناء الحضارات.
.