اهتم الإسلام بتربية الأطفال وربطهم بأركان الدين منذ نعومة أظافرهم، وقد كان لتلك التربية أثر عظيم في تخريج جيل رائد من الصحابة والتابعين، حمل لواء نشر الإسلام وقيادة العالم نحو النور.
وفى هذا الصدد أشار الباحث محمد شعبان أيوب، إلى الوسائل النبوية في التربية بأركان الدين، وكذلك وسائل صحابته من بعده في تربية الأطفال وربطهم بالفروض وأركان الدين، والذى بدت آثاره فيما بعد واضحة في عظمة الجيل الذى تربى تلك التربية، وخضع لتلك المعايير التربوية العظيمة.
تربية النبي للأطفال على أداء الصلاة
من عظمة التربية الإسلامية أنها بدأت بالإنسان المسلم منذ نعومة أظفاره:
- فقد أكد النبي ﷺ على أن الأطفال جزء أصيل من الأمة المسلمة.
- اهتم ﷺ بتعليم الإيمان والعقيدة الصحيحة في صدور وقلوب وحواس الأطفال.
- حرص ﷺ على تربيتهم وتعليمهم أركان الدين.
- جعل ﷺ الصلاة جزءًا أصيلًا من الكيان العام للطفل المسلم.
- قال ﷺ: «مروا الصبيان للصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها في عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع».
- كان ﷺ يرتب بنفسه ويخصص أماكن للصبيان في المسجد؛ فعن أبي مالك الأشعري أن النبي ﷺ أقام الرجال يَلُونَهُ، وأقام الصبيان خلف ذلك، وأقام النساء خلف ذلك.
- كان ﷺ يطمئن إلى حال غلمان المسلمين مع ربهم من خلال الصلاة، وامتحانهم على ذلك، وسؤاله المتكرر، فعن ابن عباس– رضي الله عنهما- قال: بِتُّ عند خالتي ميمونة- أم المؤمنين رضي الله عنها- فجاء رسول الله ﷺ بعدما أمسى فقال: «أصلى الغلام؟» قالوا: نعم، فاضطجع.
- كان النبي ﷺ يُشرك الصغار في تشييع موتاهم، فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن رسول الله ﷺ مرّ بقبر؛ فقال: «متى دفن هذا؟» قالوا البارحة، قال: «أفلا آذنتموني»، قالوا دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك، فقام فصففنا خلفه، قال ابن عباس: وأنا فيهم، فصلى عليه.
- ولعل من أعظم الوسائل التربوية التي أقرها النبي ﷺ أنه كان يوافق على إمامة الصبي الحافظ.
تربية الأطفال على الأركان في عصر الخلفاء الراشدين
وفي زمن الخلفاء الراشدين سار المجتمع على الهدي النبوي، حتى أن بعض الصحابة قدم بعض الأطفال للإمامة، ومنهم الأشعث الذي لما قدم غلامًا عاب الحاضرون ذلك عليه، فقال: «ما قدمته، ولكني قدمت القرآن».
أما الصوم فقد حرصت الصحابيات على تعويد أبنائهن على تحمل الصوم، من ذلك ما روته الصحابية الجليلة الربيع بنت معوذ التي قالت: أرسل النبي ﷺ غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: «من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم». قالت: فكنا نصومه بعد، ونُصَوَّمُ صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العَهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام؛ أعطيناه ذاك، حتى يكون عند الإفطار.
كذلك كان الصحابة يشركون أبناءهم معهم في القيام بفريضة الحج، فعن عبيد الله بن أبي يزيد قال: سمعت ابن عباس- رضي الله عنهما- يقول: بعثني أو قدمني النبي ﷺ في الثقل من جمع (أي المزدلفة) بليل، وعن السائب بن يزيد قال: حج بي أبي مع رسول الله ﷺ في حجة الوداع وأنا ابن سبع سنين.
.