Business

تنمية ذكاء الأطفال وقدراتهم العقلية

التربية العقلية هي تربية النشء من الناحية العقلية من خلال تنمية الملكات والقدرات العقلية، وتوجيه الميول العقلية نحو ما يناسبها، مع مراعاة الفروق الفردية بين النشء، والعمل على تكوين جيل متعلم يحمل فكرة يعيش من أجلها ويدافع عنها، كل ذلك في إطار من الشرعية الدينية.

وفى هذه الدراسة التي أعدّها الباحث شريف عبدالعزيز الزهيري، يتضح لنا أن التربية العقلية للنشء تكون في ثلاث مجالات تتواصل فيما بينها، حتى نصل بالنشء لأعلى درجات النضج العقلي والفكري وهي:

 

أ- مجال القدرات العقلية

الذكاء كقدرة عامة: هو سرعة الفهم على الوجه الصحيح، أو هو القدرة على التعلم واكتساب الخبرة، والحكم الصحيح على الأمور، واستنتاج المقصود منها. ويجب على الآباء تنمية هذا الجانب من خلال البرنامج العملي التالي:

  • إذا رأى الوالد أو المربي من ولده ذكاء، أو حيوية وحركة شديدة، فلا يحاول كبتها، بل يشجعه على استغلال هذه الطاقة.
  • العمل على تنمية الذكاء ببعض الأساليب: مثل أن يأمر الولد بشراء بعض احتياجات البيت، أو مقابلة الضيوف، مع التدرج في التكليف كلما زاد السن؛ ليرقى ذكاؤه.
  • العمل على تنمية الذكاء، وشحن ذهن الولد لتنمو عنده ملكة الاستنتاج: من خلال تعويد الولد على التعبير عن نفسه، وإجابة أسئلته ولو كانت ساذجة، وتعليمه كيف يسأل، ومتى؟
  • العمل على جلب الألعاب التي تنمي الذكاء، وترفع درجته ونهتم بجلب الألعاب التي تعمل على بث روح الابتكار والاختراع في المجال العلمي والمهني.

التعليم وتنمية القدرات العقلية:

التعليم: هو غاية التربية العقلية وأساسها الأول، ومعيارها للحكم على القدرات العقلية لأي إنسان كان، وليس المقصود بالتعليم الشهادة الدراسية. والبرنامج العملي لتعليم الناشئة يتضمن عدة نقاط هي:

  • يقوم الوالد أولًا بغرس حب العلم في قلب الصبي؛ لينشأ على حبه؛ وذلك بقراءة الآيات والأحاديث التي تدل على فضل العلم والعلماء.
  • العمل على استغلال ملكة الحفظ لدى النشء- التي تكون في أوجها في هذه الفترة- في حفظ أصول الدين، وأركان الإيمان، وأول ما يجب حفظه كتاب الله.
  • العمل على إتقان اللغة العربية التي هي مفتاح العلوم كلها، وكلما كان الطفل متقنًا للغته كان ذلك سببًا في قدرته على إتقان أي علم من العلوم أسرع من أقرانه.
  • العمل على إتقان إحدى اللغات الأجنبية، وذلك بعد العربية؛ لينشأ الولد على دراية بالعالم المحيط به؛ فينتفع بالعلوم النافعة، ويأمن من مخططات المكر والخداع.
  • العمل على إتقان القراءة والكتابة، وذلك عن طريق تأصيل حبهما في قلب الفتى: بإعداد مكتبة صغيرة في البيت؛ فرؤية الكتب تحبب الطفل فيها، مع مراعاة عدم إجبار الطفل على القراءة والكتابة قبل الرابعة أو الخامسة، وتكون بداية التعليم بتحفيظ الحروف الهجائية، وبعض الكلمات الصغيرة المكتوبة بصورة جذابة، ويكون أول ما يكتب له ليقرأه ويكتبه شهادة التوحيد.
  • يجب على الوالد والمربي مراعاة مسألة الفروق الفردية بين الأولاد، وأن العقل حاسة مثل باقي الحواس يتفاوت فيها الناس بين قوي وضعيف.

 

ب- مجال الميول العقلية

الميول: هي استعدادات فطرية عند الفرد للاهتمام بنشاط معين يوليه شغفه وانتباهه وتركيزه، ويرتبط به وجدانيًّا، ويسخر له كل طاقاته الذهنية أو الجسدية. ويجب على الآباء والمربين مراعاة ما يلي في توجيه الميول العقلية للطفل:

  • مراقبة ميول الطفل ومواهبه وهواياته واحتياجاته؛ كي يستطيع الوالد التعرف على الوجهة السليمة لهذه الميول، والتوجيه اللازم لها، وتقويمها في حالة انحرافها.
  • مراعاة المستوى العقلي للطفل، والمستوى السِّني للميول العقلية عنده أي مراعاة مراحل النمو العقلي.
  • مراعاة طاقة الطفل في التعلم، وفي توجيه ميوله العقلية.
  • إظهار الاهتمام الكامل والرعاية الشاملة للطفل صاحب الميول العقلية العالية؛ لأن ذلك طريق إظهار العلماء والأذكياء، وكثير من أصحاب المواهب والقدرات تم إنهاؤهم تربويًّا بعدم الاهتمام والرعاية.

 

جـ- مجال التربية الفكرية

المقصود بالتربية الفكرية: ربط الإنسان منذ صغره بالفكرة التي يعيش لها، والمبادئ التي يجاهد في سبيلها. والخطوات المقترحة للبناء الفكري ترتسم كما يلي:

  • أن يعمل الوالد على تلقين ولده في مرحلة الطفولة المتأخرة (بعد سبع سنوات) حقائق الدين الإسلامي، وأنه الدين الحق، وأنه سبيل الفلاح في الدنيا والآخرة، وأن كل ما يخالف دين الإسلام باطل.
  • يعرّف ولده مخططات أعداء الدين، والمذاهب الهدامة الباطلة التي تحارب الدين، ويروي له قصص التآمر عبر التاريخ للقضاء على الإسلام.
  • أن يربي الوالد في ولده النظرة الصحيحة للإنسان وحقيقته، كونه مخلوقًا من تراب، ومع ذلك فهو أكرم المخلوقات؛ لقدرته على التعلم والمعرفة، والتمييز بين الخطأ والصواب عاجلًا وآجلًا، وأن حياته ليست هملًا ولا عبثًا.
  • أن يربي الوالد ولده على النظر في الكون الفسيح من حوله، والتدبر فيه وما فيه من آيات وعجائب، وما فيه من لون وضوء وحركة وصوت؛ وهي مكونات الوعي الجمالي عند الطفل.
  • أن يربى الوالد ولده على أن الحياة مرحلة أولى، واختبار يجتازه الإنسان؛ فمن ينجح ينتقل للحصول على الجوائز في الآخرة.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم