بحسب رأي بعض علماء السنة مثل يوسف القرضاوي، ومحمد صالح المنجد، وعطية صقر، فإنه لم يثبت عن النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم تخصيصه هذه الليلة بعبادة، ولم يثبت عن الصحابة شيء في هذا. ولم يأت فيها حديث وصل إلى درجة الصحة، والدعاء الذي يقرأه بعض الناس في بعض البلاد، ويوزعونه مطبوعًا، دعاء لا أصل له.
بينما يرى علماء آخرون مثل محمد علوي المالكي، وحسنين محمد مخلوف، وعبد الله صديق الغماري وغيرهم، بأن الأحاديث الواردة في فضل هذه الليلة صحيحة، وحتى الضعيف منها فيعمل به في هذا الباب لأنه من فضائل الأعمال.
ويقولون بأنه قد ورد عن جماعة من السلف اعتناؤهم بهذه الليلة واجتهادهم بالعبادة فيها كما قال ذلك ابن رجب الحنبلي: «وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها، ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها».
وكما قال ابن تيمية: «وأما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها، فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا».
لذا فإنهم يعتنون بهذه الليلة أشد الاعتناء، حتى قال عبد الله صديق الغماري ناصحاً:
فقم ليلة النصف الشريف مصلياً فأشرف هذا الشهر ليلة نصفه
فكم من فتى قد بات في النصف آمناً وقد نسخت فيه صحيفة حتفه
فبادر بفعل الخير قبل انقضاءه وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه
وصم يومه لله وأحسن رجاءه لتظفر عند الكرب منه بلطفه
.