Business

ماذا بعد رمضان؟

إن المسلم العاقل الذي استثمر وقته وماله في طاعة الله في شهر رمضان؛ يجب أن يسأل نفسه سؤالًا هامًا: وهو ماذا سيفعل بعد شهر رمضان؟

وفى هذه الدراسة يرى الباحث صلاح نجيب الدق، أن الله تعالى جعل أبواب الحسنات سهلة وميسرة طوال العام؛ فالسعيد من سارع إليها لينهل منها ما شاء من الحسنات، من أجل ذلك أحببت أن أذكر نفسي وإخواني الكرام ببعض أبواب الخير بعد رمضان.

 

المحافظة على صلاة الفرائض جماعة في المساجد

إن المسلم الذي اعتاد على المساجد في رمضان يجب عليه أن يستمر على هذه العادة المباركة، وليعلم أنها باب عظيم من أبواب الحسنات، واعلم أخي الكريم أن صلاة الجماعة في المساجد واجبة على كل مسلم ذكر بالغ عاقل قادر على الذهاب إلى المسجد ولو بمساعدة الآخرين.

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة».

 

المواظبة على قيام الليل

الصلاة صلة بين العبد وربه، فإذا كان المسلم قد اعتاد على صلاة التراويح وأحيا العشر الأواخر من رمضان؛ كان من السهل عليه أن يحافظ على صلاة الليل بعد رمضان. ففي الليل يخلو المسلم بربه سبحانه وتعالى فيستغفره ويطلب من الله ما أراد من حوائج الدنيا والآخرة. فإذا كنت أخي الكريم لا تستطيع أن تقوم في آخر الليل؛ فاجعل لنفسك ركعات قبل أن تنام، واعلم أن قيام الليل هو دأب الصالحين المخلصين لله تعالى.

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: «أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا»، فلما كثر لحمه صلى جالسًا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع.

وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام».

 

الإكثار من الدعاء في السراء والضراء

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «الدعاء هو العبادة».

وعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء».

 

تلاوة القرآن وحفظه

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه».

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف».

 

الإكثار من الذكر والاستغفار

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «يا أيها الناس: توبوا إلى الله؛ فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة».

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلى بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلّي ذراعا، تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله ﷺ فقال: «أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟»، فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟، قال: «يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة».

 

صيام النوافل

والصوم من العبادات التي تطهر قلوب الناس من أمراضها؛ ولذا فإن شهر رمضان موسم لطهارة القلب وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم ليخرج من رمضان بقلب جديد مملوء بالإيمان والحرص على الطاعات، وصيام الأيام الست من شوال بعد رمضان فرصة عظيمة؛ حيث يقف المسلم على باب طاعة أخرى تقربه إلى الله تعالى.

  • فضل صوم الأيام الست من شوال

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر».

قال الإمام النووي رحمه الله- تعليقًا على هذا الحديث: قال العلماء: وإنما كان ذلك كصيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين.

وقال الإمام النووي: قال أصحابنا (علماء الشافعية): والأفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر، فإن فرقها أو أخرها عن أوائل شوال إلى أواخره حصلت فضيلة المتابعة؛ لأنه يصدق أنه أتبعه ستًا من شوال.

 

الإنفاق في وجوه الخير ومساعدة الفقراء

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: قال الله: [أَنفق يا ابن آدم؛ أُنفق عليك].

وعن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار».

 

صلة الأرحام

إذا كانت الأرحام موصولة في شهر رمضان؛ فيجب على المسلم أن يواظب على صلة الأرحام باقي العام، وليعلم أن الله قد وصانا بالأرحام خيرًا، وهي سبب من أسباب سعة الأرزاق.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}. (النساء: 1).

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه».

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: «الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله».

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم