Business

الاعتكاف.. أحكام وآداب

الاعتكاف طاعة من أحب الطاعات المستحبة إلى الله تعالى. قال الله تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (البقرة: 125).

والاعتكاف شرعًا: لزوم المسلم المسجد بنية مخصوصة، بصفة مخصوصة. ويقال للاعتكاف المجاورة، وهو اسم شرعي وإن غلب الأول، وعن عائشة–رضي الله عنها- قالت: «كان النبي ﷺ يصغي إلي رأسه وهو مجاور في المسجد فأرجله وأنا حائض».

وفى هذه الدراسة يتناول الباحث محمد عبد العزيز، حكم الاعتكاف، ومحل الاعتكاف، وشروطه، وآدابه، وبعض الاحكام الفقهية المتعلقة به. 

 

حكمه

والاعتكاف مشروع بالكتاب، والسنة، والإجماع قال تعالى: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (البقرة: 187).

وقد اعتكف النبي ﷺ حتى توفاه الله، فلم يترك الاعتكاف قط في العشر الأواخر من رمضان، ولما تركه عامًا قضاه في شوال، وقد اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يومًا.

فعن عائشة –رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله ﷺ يعتكف العشر الأواخر حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده».

وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: «كان النبي ﷺ يعتكف في كل رمضان عشرة أيام؛ فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما».

   وقد نقل الإجماع على مشروعيته غير واحد من أهل العلم منهم: ابن المنذر، وابن حزم، وابن هبيرة.. قال ابن المنذر في كتابه الإجماع (ص 53): «وأجمعوا على أن الاعتكاف سنة لا يجب على الناس فرضا إلا أن يوجبه المرء على نفسه نذرا فيجب عليه».

   وقد يجب الاعتكاف بإيجاب المرء على نفسه بالنذر، فإن نذر التبرر يجب الوفاء به. والاعتكاف عبادة قديمة كانت في الأمم السابقة وهي من ملة إبراهيم –عليه السلام- قال الله –تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (البقرة: 125).

 

محل الاعتكاف

مكان الاعتكاف كل مسجد تقام فيه الجمع والجماعات على الصحيح لقوله –تعالى-: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (البقرة: 187). ويدخل المعتكف المسجد قبل غروب شمس يوم العشرين من رمضان ليلة الواحد والعشرين. وأما حديث عائشة –رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه».  ففيه أنه دخل المعتكف بعد صلاة الفجر، والمراد به مكان الاعتكاف، وهو الخباء الذي كان يضرب له، ففي صحيح مسلم أنه ﷺ اعتكف في قبة تركية.

 

شروط الاعتكاف

  • الإسلام، وهو شرط لصحة الاعتكاف.
  • التمييز.
  • العقل.
  • المسجد الجامع.
  • النية، وهي شرط للصحة.
  • الطهارة من الحدث الأكبر على الصحيح.
  • يصح اعتكاف المعذور بالفطر في نهار رمضان كالمريض والمسافر، إن أخذ بالرخصة.
  • يصح الاعتكاف في غير رمضان للمفطر.

 

مفسدات الاعتكاف

  • الخروج من المعتكف لغير حاجة لأنه ينافي مقصود الاعتكاف.
  • الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة.
  • الجماع لقوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (البقرة: 187).
  • الردة لقوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} (المائدة: 5).

 

من آداب الاعتكاف

  1. إحياء الليل بالصلاة.
  2. تحري ليلة القدر؛ فقد كان هذا المقصد الأساس للنبي ﷺ من الاعتكاف، وأوتار العشر الأواخر من رمضان هي أرجي الأيام التي تطلب فيها ليلة القدر؛ لقوله ﷺ: «فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان».
  3. قراءة القرآن، والإكثار من ذلك، فقد قرن الله بين الصيام والقرآن فقال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ} (البقرة: 185).
  4. أعمال البر والصدقة.
  5. الكف عن فضول: الكلام– الطعام- والاجتماع لغير طاعة– وأمور الدنيا التي لا يحتاج إليها في معتكفه.

 

مما يباح للمعتكف

  • الترجل، والتنظف، والتزين؛ لحديث عائشة أن النبي ﷺ: «كان إذا اعتكف يدني إلى رأسه أرجله، وكان لا يدخل بيته إلا لحاجة الإنسان».
  • جواز الخروج ببعض البدن للحديث السابق، ففيه بيان أن إخراج المعتكف لبعض بدنه ليس خروجا من المعتكف.
  • الخروج للحاجة- كالطعام والشراب والتخلي- للحديث السابق ففيه: «وكان لا يدخل بيته إلا لحاجة الإنسان».
  • وقد جوز بعض أهل العلم عيادة المريض، وشهود الجنازة، وفعل العبادات التي لا تنافي الاعتكاف.

 

أحوال الاعتكاف

للمعتكف ثلاثة أحوال:

الأول: أن يريد اعتكاف الأيام والليالي، فهذا يدخل قبل غروب الشمس إلى معتكفه، ثم لا يخرج منه إلا بعد غروب شمس آخر يوم أراده.

الثاني: أن يريد اعتكاف الأيام فقط، فهذا يدخل معتكفه مع طلوع الفجر الصادق، ويخرج منه بعد غروبها.

الثالث: أن يريد اعتكاف الليالي دون الأيام، فهذا يدخل المعتكف قبيل غروب الشمس، ويخرج منه بعد طلوع الفجر الصادق.

 

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم