Business

تدريب الأطفال على الصيام

تربية الأطفال شيء مهم، ولا بد من اقتناص الفرص والمواسم لتعليم الأطفال الأمور التربوية بطريقة عملية، ولعل حلول شهر رمضان المبارك فرصة للأهل لاستثمارها في تربية الطفل على أهمية هذ الشهر وروحانياته.

وهنا تظهر أهمية التعويد كأسلوب من أساليب تربية الأطفال.. فمن طبيعة الطفل الصغير أنه أسلس قيادة وأسرع صناعة من غيره، كما أنه لم تغلب عليه عادة تمنعه من اتباع ما يراد منه، وليست له عزيمة تصرفه عما يؤمر به.

 ويرى علماء التربية أن الطفل يتعلم في سنواته الأولى أكثر بكثير مما يتصوره الآباء، لأن الطفل في هذه المرحلة يحاول إرضاء الوالدين، ويفترض أن يستغل الوالدان هذه الفترة الهامة في تعليمه، ويقول ابن الجوزي في هذا المجال: «أقوم التقويم ما كان في الصغر، فأما إذا ترك الولد وطبعه ونشأ عليه، كان رده صعبًا».

وفى هذه الدراسة، يرى الباحث ســليمان خالد الرومي، أن الطفل لا يميز بين الصالح والطالح والخير والشر، وإنما لديه رغبة يحس بها في نفسه ترفعه إلى طاعة من يوجهه ويرشده، ولذا يجب أن يحرص الوالدان على إفهام الطفل أن ما يفعله تدريب على الصيام وأنه ليس الصيام المكلف به، وهنا تكون جلسة للأسرة ليعرفوا عن الصيام.

 

تدريب الأطفال على الصوم

أولًا :يطلب من الطفل الامتناع عن الأكل والشرب بالتدريج، وصولًا إلى صيام كل اليوم، ويستحسن أن تربط هذه الأوقات بالصلوات ويمكن أن تكون على الصورة التالية:

الجزء الأول، من صلاة الفجر إلى صلاة الظهر.

الجزء الثاني، من صلاة الظهر إلى صلاة العصر.

الجزء الثالث، من صلاة العصر إلى أذان المغرب.

ويصلح هذا الأسلوب للأطفال الصغار من سن الرابعة.

  • ثانيًا: ثبات التوجه داخل البيت، ونعني به اتفاق الوالدين على تعويد الطفل على الطاعة والصيام حتى لا يقع التضارب بين رأي أحد الوالدين الذي يرى للولد الصيام، ورأي الآخر الذي يرى أن الطفل ما زال صغيرًا ولا يحتمل الصيام ولم يحن الوقت بعد لتعويده عليه، مما يؤدي إلى تذبذب الطفل وحيرته حول من يرضي من والديه، فيزول دافع حب التقليد وحب الطاعة من نفسه.
  • ثالثًا: توضيح مكانة شهر رمضان في الإسلام للطفل، بما يتناسب مع عمره وتفكيره ويمكن البدء بذلك في ليلة الإعلان عن رؤية الهلال، إذ يخرج الوالد مصطحبًا الولد إلى سطح المنزل أو إلى أي مكان مرتفع ويطلب منه أن يبحث عن الهلال الذي يدل على بداية الشهر، ثم يحدثه عن سبب هذا الاهتمام برؤية الهلال، ويبين له أن الله تعالى قد أوجب على المسلمين صيام شهر في السنة هو شهر رمضان، وهذا الشهر يبدأ برؤية هلاله، وهذا المثال فيه عناصر التشويق والإثارة والبعد عن المألوف في بقية الشهور مما يؤثر إيجابيًا في الطفل.
  • رابعًا: لا بد من وجود القدوة الحسنة للأبناء في سلوك الوالدين في رمضان، فالنوم الكثير والغضب السريع والتأفف من تأخر الأكل أو نوعه، وتضييع الوقت والجلوس أمام التلفاز وعدم الاهتمام بصلاة الجماعة والتراويح في المسجد لا تمثل القدوة الصالحة للأبناء ولا يحسون معه بفارق بين أيام الصيام وغيرها من الأيام، ولذا وجب على الأبوين أن يكونا قدوة صالحة لأبنائهما في حفظ الوقت في شهر الصيام، وشغله بالصيام والقرآن والتفقه في الدين والحرص على الجلوس مع الأبناء وسرد القصص وحكايات الصيام.
  • خامسًا: شغل الطفل عن الأكل والشرب وتلهيته بأمور محببة إليه كاللعب مثلًا- على ألا يبذل الطفل مجهوداً كبيرًا، ويمكن للأب أن يشغلهم بسرد القصص المفيدة، أو أن يأخذهم معه لصلاة العصر في المسجد، ويستمعوا معًا إلى درس المسجد أو في حلقة القرآن، ولكن ما سبق لا يعني عدم إطعام الطفل الصغير الطعام إذا اشتدت حاجته له.
  • سادسًا: اعتماد أسلوب الترغيب والتحبيب والتحفيز، فالرغبة في عمل الشيء دافع قوي لإنجازه ومن ذلك:

أ- مدح الطفل الذي يصوم ولو لم يكمل اليوم.

ب- الحرص على وجود الطفل على مائدة الإفطار كالصائمين.

ج- اصطحابه إلى الصلاة في المسجد.

د- وضع جدول بالأيام التي صامها أو صام بعضها لحسابها، ويحفظ الجدول للعام القادم لقياس مدى التقدم.

هـ- إعطاؤه هدية يوم العيد لصيامه غير هدايا إخوانه الصغار.

و- إقامة المسابقات بين أبناء الحي الصائمون الجدد أو الإخوة في البيت أو رواد المسجد أو الأقارب أو الجيران، ويكون التكريم في يوم العيد، فإن لهذا أثرًا كبيرًا في حرص الطفل وتعويده على الخير.

ز- استثارته بعبارات التفاؤل إن عجز عن الإكمال ليؤخر وقت إطعامه.

  • سابعًا: تهيئة الجو لصيام الطفل: كتناوله لوجبة السحور، فهي وجبة مباركة تعين الصائم على الصيام: قال رسول الله ﷺ: «تسحروا فإن في السحور بركة».
  • ثامنًا: الابتعاد عن الاستبداد والصرامة، وعدم اللجوء إلى عبارات التحذير والتهديد حتى لا يقترن الصيام أو الطاعة عمومًا بالخوف، خصوصًا أن المقام هنا مقام تدريب وتعليم وتربية، لأن الطفل لم يصل بعد إلى سن التكليف الشرعي وهو سن البلوغ، وكما أن التهديد ممنوع، فإن رشوة الطفل ممنوعة أيضًا؛ حتى لا يتعود أن الاعمال الصالحة لا تكون إلا بمقابل معلوم مسبقًا.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم