أيام قليلة ويهل علينا ضيف عظيم قدره، وأيام هي خير أيام السنة وليال هي أعظم الليالي.. إنه شهر رمضان الكريم الذي سينزل ضيفا بساحة المسلمين المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها ويقتضي أن نعد العدة لاستقباله حتى نحسن ضيافته ونكرمه حق الإكرام.
وفى هذه الدراسة التي أعدها الدكتور يوسف حين، يرى أنه من المفيد أن نرجع إلى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله ﷺ لمعرفة كيفية استقبال هذا الضيف بما يليق بمقامه الرفيع، فنعرف ماذا نفعل قبيل قدومه ونتعرف على خصاله وأفضاله وكيف نحسن الأدب معه خلال حلوله ضيفًا مكرمًا بيننا لشهر كامل وأثناء وبعد توديعه.
قدر شهر رمضان عند الله
- ميزه الله عن باقي الشهور.
- فيه أنزل الله القرآن المجيد.
- شهر رمضان شهر الصيام لله: يقول الله تعالي: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة: 185) فالله عز وجل اختص رمضان بفريضة الصيام.
- وقد خص الله سبحانه وتعالى الصائمين بجائزة أخرى عظيمة؛ فجعل في الجنة بابًا لا يدخل منه إلا الصائمون: فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون، فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد» أخرجه البخاري ومسلم.
قدر شهر رمضان عند النبي
- كان صلوات الله وسلامه عليه يبشر أصحابه بقدوم رمضان فيقول: «أتاكم شهر رمضان شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم».
قدر شهر رمضان عند المسلمين
- فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين.
- فيه تكفر وتغفر الذنوب: لقول الرسول الله ﷺ: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه».
- فيه وقاية من النار والشهوات: روى أحمد عن جابر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «إنما الصيام جُنة، يستجن بها العبد من النار».
- فيه قبول الدعاء: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، ودعوة الصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء».
- فيه العمرة تعدل أجر حجة.
- فيه للصائم فرحتان: قال رسول الله ﷺ للصائم فرحتان: «إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه».
آداب الصائمين وأعمالهم في شهر رمضان
- صون اللسان والجوارح عن اللغو والإثم: قال النبي ﷺ: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
- الاجتهاد في العبادة: فقد كان ﷺ يخص شهر رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور.
- كان الرسول ﷺ يكثر فيه من الصدقة والإحسان، ويقول: «أفضل الصدقة في رمضان».
- كان رسول الله ﷺ يلتقي بجبريل عليه السلام كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فليكن لنا من مدارسة القرآن الكريم قسط.
- قيام شهر رمضان: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه».
- العمرة في رمضان: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ لامرأة من الأنصار: «ما منعك أن تحجي معنا. قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه- لزوجها وابنها- وترك ناضحًا ننضح عليه. قال: فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإن عمرة فيه تعدل حجة».
- تحري ليلة القدر: ليلة القدر أفضل الليالي، والعمل الصالح فيها خير من ألف شهر. ويكون تحريها والتماسها في العشر الأواخر من رمضان، لقوله ﷺ: «تحروا ليلة القدر الوتر العشر الأواخر من رمضان».
- وكان الرسول ﷺ يجتهد في العشر الأواخر من رمضان أكثر مما يجتهد في غيرها. فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ «كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها». رواه مسلم وعن عائشة رضي الله عنها أيضا قالت: «كان النبي ﷺ إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله».
بعض ما يستحب للصائم في شهر رمضان
- التعجيل بالفطور.
- تناول السحور وتأخيره: فعن أنس رضي الله عنه: أن الرسول ﷺ قال: «تسحروا فإن في السحور بركة».
- الصيام بعد شهر رمضان: ينبغي على المسلم المؤمن الذي يريد الاستزادة من العطايا والحسنات والمكرمات أن يجتهد في: صيام ستة أيام من شوال: فعن أبي أيوب الأنصاري أن النبي ﷺ قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر».
.