عد الإسلام تربيـة الأطفـال مـن الأمـور المهمـة، وأولـى ذلـك الأمـر عنايـة خاصـة؛ لأن الأطفـال هـم الأسـاس الـذي يبنـى عليـه مسـتقبل الأمـة وتقـدمها، لـذلك شـجع الرسـول ﷺ علـى الزواج وإنجاب الأطفال والاعتناء بتربيتهم.
تطـرق هذا البحـث الذي أعده الدكتور ظافر عبد النافع عبد الحكيم - معهد إعداد المعلمات- نينوى، إلـى أن الإسـلام يعتبر تربيـة الأطفـال مـن الأمـور الأساسـية والمهمـة للقيـام بمجتمـع سـليم، لـذا أولـى الرسـول هـذه الناحيـة أهميـة خاصـة.
1- اختيار الزوجة الصالحة
اختيار الزوجة التي سوف تلد وتربـي الأطفـال تربيـة جيـدة، فمـن ذلـك قولـه ﷺ عـن عبـد الله ابـن عمـر بـن العاص إن رسول الله ﷺ قال: «الدنيا متاع وخيـر متاعهـا المـرأة الصـالحة»، وكان الرسـول ﷺ يحرص علـى أن يكـون للأسـرة أولاد فكـان يقول: «تزوجـوا الولـود الـودود، فإني مكـاثر بكـم الأنبياء يوم القيامة».
2- استقبال ولادة المولود
- الأذان في أذن المولود: بعـد أن تضـع الأم طفلهـا كـان يـؤتى بـه إلـى الرسـول ﷺ فيـؤذن فـي إذنـه اليمنـى ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى.
- تحنيك المولود: فقد كـان يـؤتى بالمولود إلـى النبـي فيقـوم بتحنيكه- أي يلوك التمر ثم يجعلها في فم الصـبي-.
- العقيقة: فقد روى البخـاري عـن سـلمان بـن عاصـم الضـبي أنـه يقول: «سـمعت النبـي ﷺ يقـول: مـع الغـلام العقيقـة، واهريقـوا عنـه دمًـا، وأميطـوا عنـه الأذى».
- تسمية المولود: ثـم بعـد ذلـك يسـمى الولـد، وكـان الرسـول ﷺ يحـث علـى تسـمية الأولاد بالأسـماء الحسـنة.
3- رحمة الرسول ﷺ بالأطفال:
ومـن رحمـة النبـي ﷺ بالأطفـال أن كـان الرسـول ﷺ يتعهد الأطفال ويسأل عنهم ويتصابى لهم ويقـبلهم فقـد ذكـر البخـاري عـن أبـي هريـرة رضي الله عنه قال: «قبل رسول الله ﷺ الحسن ابن علي وعنده الأقرع ابن حابس التميمي جالسـًا فقـال الأقـرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدًا، فنظر إليه الرسول ﷺ ثم قال: من لا يرحم لا يُرحم».
4- ملاعبة الرسول ﷺ للأطفال :
كان الرسول ﷺ يترك للصبي الحرية في اللعب بشرط عدم تعوده على العادات السـيئة التي تضره، وحتى ينشأ قويـًا سـليمًا معـافًى، وحتـى يشـبع الطفـل رغباتـه فـي اللعـب.
5- العدل بين الأولاد:
وقد أمر الرسول ﷺ بالمساواة في العطاء بين الأولاد ، روي الشعبي قال سمعت النعمان ابن بشير قال: تصدق علي أبي ببعض ماله، فقالت أمي عمـرة بنـت رواحـه: لا أرضـى حتـى نشـهد رسـول الله ﷺ، فـانطلق أبـي إلـى النبـي ﷺ ليشـهده علـى صـدقتي، فقـال لـه رسـول الله ﷺ: «أفعلت هذا بولدك كلهم ؟» قال: لا، قال: «اتقوا الله واعدلوا في أولادكم»؛ فرجع أبي فرد تلك الصدقة.
6- حسن تأديب الأطفال:
كـان الرسـول ﷺ يوصـي بحسـن تـربية الأولاد حتـى يكونوا نواة صالحة لبنـاء المجتمـع، وعـد تربيـة الطفـل خيـر مـن التصـدق بصـاع، فقـد ذكـر جـابر بـن سـمرة رضي الله عنه عـن الرسـول ﷺ: «لأن يـؤدب الرجـل ولـده خيـر مـن أن يتصـدق بصـاع».
7- تعليم الأطفال الصلاة:
أكـد الله سـبحانه وتعـالى علـى الصـلاة، فقـال فـي سـورة لقمـان: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (لقمان: 17)، وقال رسول الله ﷺ: «علمـوا الصـبي الصـلاة لسبع سنين واضربوه عليها لعشر سنين».
8- تعليمهم القراءة والكتابة:
كان رسول الله ﷺ يأمر أسرى بدر الذين لم يستطيعوا أن يفدوا أنفسـهم بـأن يعلـم كـل مـنهم عددًا من صبيان المسلمين القراءة والكتابة،
والطفـل إذا تعلـم القـراءة والكتابـة سـوف يسـهل عليـه قـراءة القـرآن، وتنمـو معـه موهبة حب العلم والمعرفة فتصبح جزءًا من حياته.
9- تعليم الأطفال آداب الطعام:
ذكـر أبـي حفـص عمـر أبـن أبـي سـلمه أبـن عبـد الأسـد- الـذي تربـى فـي بيـت النبـي ﷺ بعـد زواج الرسـول ﷺ مـن أمـه أم المـؤمنين رضـي الله عنهـا أم سـلمة- أنه كان فـي حجـر الرسـول ﷺ وكانـت يـده تطـيش فـي الصـفحة- أي إنـاء الطعـام- فقـال رسـول الله ﷺ: «يـا غـلام سـم الله تعـالى وكل بيمينك وكل مما يليك»، فقال: فما زالت تلك طعمتي بعد.
10- تشجيع الرسول ﷺ الأطفال على اللعب والرياضة:
شـجع الرسـول ﷺ المسـلمين علـى اللعـب والرياضـة والسـباحة والرمايـة وركـوب الخيـل، وقـد وردت عـدة أحاديـث فـي ذلـك، منهـا مـا رواه قـيس ابـن حـازم ومعـه رجـال مـن أصـحاب النبـي، قـال: هكـذا أمرنـا رسـول الله، قـال: «أمرنـا أن نعلـم أولادنـا الرماية والقرآن».
11- نفقة الأب على أولاده:
عد الرسول ﷺ نفقة الأب علـى أولاده بمنزلـة الجهـاد فـي سـبيل الله، وذلـك حتـى ينشـأ الأطفـال ويتربـون تربيـة صـحيحة وسـليمة ويبتعـدون عـن العـادات السـيئة التـي قـد تضـر بالطفـل وصـحته النفسـية ومعشـيته ضـمن المجتمـع، كالسـرقة والغـش والكـذب والخـداع، ولا ينظـر الطفـل إذا كـان محتاجـًا إلـى غيـره نظـرة ملئوهـا الحسـد، لـذا شـجع الرسـول ﷺ رب الأسـرة أن ينفـق علـى عائلتـه، ومـن ذلـك قـول الرسـول ﷺ: «إذا أنفـق المسـلم نفقـة علـى أهلـه وهـو يحتسـبها كانـت لـه صدقة».
.