Business

الشباب العربي والإلحاد الخفي

بدأ الفكر الإلحادي يتسلل إلى العالم الإسلامي نتيجة البعثات الخارجية للطلبة للتعلم، بدءًا من القرن التاسع عشر، فتأثر بعض الطلبة بأفكار العالم الغربي وبالفروقات التطورية، كما انتشر نتيجة حركات الاستعمار للعالم العربي في القرن العشرين وبث أفكاره الهدامة للدين.

فى هذه الدراسة، تستعرض الدكتورة آندي حجازي- أكاديمية أردنية، طبيعةَ الفكر ونشأته وتاريخه، وكيف وصلت الظاهرة إلى بلادنا لتطال شبابنا وبناتنا.

 

خطورة الإلحاد

  • الالحاد يشجع على ممارسة الدعارة، ويعتبرونها حقًا شخصيًا! ويدافعون عن الدعارة والزنا والمثلية ما يشكل خطرًا على الأسرة ومستقبلها الاجتماعي.
  • وتكمن خطورة الإلحاد على مستوى الحياة الدنيا وواقع الحياة، إذ تتقض الأخلاق ولا يعود لها مرجع غير ما يريده الشخص. ولذلك، تجد الملحدين من الأفراد والأمم اليوم في تدهور من النواحي الأخلاقية والأسرية.
  • الملحدون يرتكبون شتى صنوف الشر من قتل ودمار واعتداء وعقوق ودعارة وفواحش ربا دونما وجود ضمير أو رقيب على تصرفاتهم.

 

نظريات الإلحاد العالمية

ظهر الإلحاد واللاربوبية واللادينية كحركات ومصطلحات في القرن الثامن عشر! وظهر أول كتاب في الإلحاد في أوروبا عام 1770م، حيث بدأت الشعوب الأوروبية تضجر من حكم الكنيسة وتدعو للثورة عليها؛ لمواقفها التسلطية، ولظهور تناقضات بين بعض المخترعات والاكتشافات العلمية وبين الدين المسيحي المحرف. وتبنى الفكر الإلحادي في أوروبا كبار الفلاسفة والمؤرخين مثل: نيتشه، وفولتير، وكارل ماركس، وراسل، وكونت.

وأسوأ النظريات الإلحادية التي تضم كبار الملحدين في العالمة هي «الداروينية» التي أسسها داروين في القرن التاسع عشر، والتي تؤمن بأن المخلوقات جميعها لها أصل واحد وهو الخلية البسيطة ثم أخذت تتطور وترتقي من طور إلى طور حتى نشأ الإنسان، وبأن الطبيعة هي التي كانت تختار الأصلح للبقاء (بمصطلح: الانتخاب الطبيعي، أو البقاء للأصلح)، فالإنسان لا خالق له وهو وليد ملايين السنوات من التطور الطبيعي والنشوء والارتقاء بين الأنواع المختلفة من الكائنات في الطبيعة، فالطبيعة هي الخالقة والمطورة للكائنات... ورغم عدم منطقية تلك النظرية الملحدة إلا أنها اجتاحت العالم الغربي اجتياحًا غريبًا، وأثرت في ثقافته، وتدرس في مدارسه وجامعاته وبعض مدارسنا وجامعاتنا العربية!

 

الإلحاد والشباب العربي

ومع سقوط الخلافة العثمانية ودخول العلمانية العالم الإسلامي والعربي كحركة جديدة تهدف إلى إقصاء الدين عن الحياة، وبناء مؤسسات المجتمع على أصول مادية بحتة لا دخل للدين فيها لا من قريب ولا بعيد، فنشأت مجتمعات بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي والإيمان الحقيقي بالله، مع رفض الشعائر الإسلامية ومحاربتها، مما أدى إلى البعد عن الدين، وصولًا إلى الإلحاد لدى بعض فئات الشباب المسلم.. كل هذه العوامل ساعدت على دخول الفكر الإلحادي بشكل خفي غير معلن إلى عالمنا العربي آنذاك.

واليوم، بدأ الإلحاد ينمو أكثر فأكثر في الظلام وفي الخفاء لدى بعض شبابنا العربي والمسلم (ذكورًا وإناثًا) بطريقة لا يعلمها إلا الله، وبشكل يدعونا إلى التوقف والنظر والتفحص للعوامل المعززة لتلك الظاهرة، وطرح تساؤلات وعلامات استفهام حول الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور وتلك الردة في الدين، في محاولة لصد تفاقم هذه الظاهرة

 

أدوات الالحاد في بلادنا

  • اتباع الشهوات والأهواء

يقول العالم المصري مصطفى محمود (الذي ألحد ثم عاد إلى الإسلام مكتشفًا خطأه وزيف معتقده) أن الملحد يرفض فكرة وجود الإله وعبادته والخضوع له، من أجل تخليص نفسه من الفرائض والشعائر والتكاليف التي أرادها الخالق منه، فهو يبحث عن راحته واتباع شهواته دونما أي محاسبة أو مساءلة أو تكليف أو عبء على النفس، فهو يحب اتباع شهواته وأهوائه.. يفعل ما يريد دونما حساب أو عقاب، وغالبًا ما يكون تعود ذلك منذ الصغر، فلم تقم تربيته على الهداية والصلاح. وهو أيضًا يرفض؛ استكبارًا منه وعنجهية، فكرة وجود من هو أعلى منه وأفضل، وهو الرسول الذي أرسل من الله الخالق ليوصل رسالة للبشر، بل قد يقارن نفسه بالخالق ذاته، فلماذا يعبد هذا الإله ويخضع له؟! ومن هنا يأتي الإلحاد.

  • وسائل الإعلام والإلحاد

وسائل الإعلام والمحطات التلفزيونية والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بما تعرضه من أفلام وصور وبرامج ونماذج لشخصيات وحوارات وطرق حياة فاسدة.. لم تترك من طريق أو وسيلة للوصول إلى مبتغى كل إنسان، فشجعت الفاحشة والرذيلة لمن يبغيهما.

  • دعوات التحرر والانفلات الديني

نتيجة التأثر بالحضارة الغربية المتقدمة وبنظريات الغرب، وتعلق الناس بالفكر الغربي المادي، والافتتان بإنتاجه وعلومه وما وصل إليه الغربيون، مع غض الطرف عن أخلاقهم وسلوكياتهم ومعتقداتهم الإيمانية، فقد تنامت دعوات التحرر من الأديان وعدم التمسك بدين، والتحرر من الإيمان بالخالق، وكذلك تشجيع العلمانية لتنحية الدين والشرع عن التطبيق في واقع الحياة وتنظيم شؤون الناس، مع تشجيع الانفلات الخلقي، وترك اللباس الشرعي للمرأة بدعوى تحررها، ومحاربة علماء الدين علانية وعبر وسائل الإعلام ومهاجمتهم، والتمرد على أحكام الشريعة والاستهزاء بها، والادعاء بأن الدين يدعو إلى التخلف والرجعية والقتل والدمار والإرهاب! وصولًا إلى الدعوات الصريحة للإلحاد وفتح باب الردة ودعوات الشيطان باسم الحرية الفردية.

 

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم