يعاني المجتمع المصري حاليًا أزمة أخلاقية وقيمية، لم تشهد البلاد مثلها منذ أكثر من أربعين عامًا، وقد طالت الأزمة كافة شرائح المجتمع العمرية والطبقية والاجتماعية، واستفحلت وتعاظمت نتيجة الطفرة الاتصالية والمعلوماتية وانتشار استخدام وسائل التواصل.
وفى الدراسة التي أعدتها الباحثة رانيا وصفي عثمان- كلية التربية جامعة دمياط، ترى أن المجتمع المصري يعاني من علل أخلاقية خطيرة، فالأزمة في المدرسة، وفي المجتمع أزمة أخلاقية.
مظاهر الأزمة
- انحراف القيم الأخلاقية.
- ازدواج القيم.
- أزمة إهدار الوقت.
- أزمة فكرية وثقافية وتربوية.
- أزمة عدم توقير الصغار للكبار وعدم عطف الكبار على الصغار.
- أزمة عدم مراعاة مشاعر الآخرين، وعدم الاهتمام بحقوق الإنسان.
أسباب الأزمة الأخلاقية
هناك أسباب عديدة لأزمة الأخلاق: اجتماعية، وسياسية، واقتصادية، يأتي على رأس هذه الأسباب ما يلي:
- القصور في التربية الأسرية.
- وسائل الإعلام إحدى العوامل المؤدية إلى إضعاف السياق الثقافي والقيمي.
- القصور الواضح في الدور التربوي للمدرسة.
- إبعاد الأخلاق والسلوك عن الدين، يعتبر حرمانًا لها من الإطار المرجعي الثابت.
- سوء الأحوال المعيشية، والفقر والجهل والمرض والبطالة والاستبداد وسوء النظام والإحباط وانسداد الآفاق.
- كثير من المصرين يعيشون بدون أهداف سامية، ودون شعور بالمثل والأخلاق الإسلامية.
- ضعف إحساس السواد الأعظم من المصريين بالواجب تجاه الغير والانطواء على الذات أو الأسرة.
- الاستهلاك الترفي عند بعض المصريين الميسورين، وحب الاكتناز وشراء العقارات والقصور والسيارات.
- تغير مفاهيم الأخلاق عند كثير من الناس.
- وجود أزمة ثقة بين الأفراد والدولة، تبدو في مظاهر الإحباط اليومي لدي أبناء المجتمع الذي يجعلهم منفلتين من المعايير والقيم.
التربية في مواجهة الأزمة
(أ) يمكن استخدام بعض الأساليب التي تساهم في غرس القيم، مثل:
- التنشئة الاجتماعية والأزمة الأخلاقية
- القدوة الحسنة.
- الموعظة والنصح.
- الأسلوب القصصي.
- الممارسة العملية.
- ضرب الأمثال.
- الثواب والعقاب.
- الحوار والمناقشة.
(ب) دور التعليم في علاج الأزمة الأخلاقية
تستطيع المدرسة أن تسهم بفاعلية في تنمية أخلاق التلميذ؛ فالتربية الأخلاقية تتم من خلال كل ما يجري في المدرسة من أعمال تدريس وأنشطة وإدارة، ومعلم ومواد دراسية، على النحو التالي:
1- دور مدير المدرسة في دعم التربية الأخلاقية للتلاميذ:
- الحرص على أن تكون العلاقة بينه وبين جميع القائمين بالعمل داخل المدرسة قدوة أخلاقية.
- اختيار المعلمين داخل مدرسته من العناصر المتميزة بحسن السير والسلوك بحيث يمثلون قدوة لتلاميذهم.
- تنظيم ندوات يشارك فيها رجال الفكر والدين لتوعية التلاميذ خلقيًا ومناقشة قضاياهم ومشكلاتهم الأخلاقية.
- معالجة المشكلات السلوكية والأخلاقية التي تطرأ يوميًا بطريقة إنسانية وهادئة.
- إصدار نشرات دورية تحث على التمسك بالفضائل، ونبذ الرذيلة وسوء الخلق.
- توجيه القائمين على الإذاعة المدرسية للعناية بموضوعات الأخلاق والتربية الأخلاقية.
- تشجيع اتحاد طلاب المدرسة على عمل بعض مجلات الحائط، تتضمن معلومات تتعلق بالفضائل الأخلاقية.
- استغلال العطلة الصيفية في عمل برامج لتنمية القيم الأخلاقية لدى التلاميذ.
- إقامة مسابقات لاختيار التلاميذ المثاليين في السلوك وتكريمهم.
- تشجيع التلاميذ على ممارسة الشعائر الدينية.
2- دور المعلم كوجه أخلاقي للتلاميذ:
يستطيع المعلم أن يقوم بدوره الأخلاقي من خلال عدة مجالات، منها: القدوة، والمناقشات الأخلاقية، واستخدام تكنولوجيا التعليم بما تملكه من تقنيات خاصة بالعرض والإقناع في إثارة انفعالات التلاميذ والتأثير في تفكيرهم، وأيضًا من خلال المادة الدراسية التي يقوم بتدريسها.
3- دور المناهج الدراسية المختلفة في دعم التربية الأخلاقية للتلاميذ:
يتيح تعليم المواد الدراسية المختلفة من دراسات اجتماعية ولغة عربية وتربية دينية وعلوم طبيعية فرصًا لتعليم القيم الأخلاقية، وتُظهر الدراسات أن الكتب المدرسية تتصدر غيرها من العوامل والخبرات المدرسية المؤثرة في تكوين القيم الأخلاقية
4- دور الأنشطة المدرسية في تنمية القيم الأخلاقية لدي التلاميذ:
- تنظيم الندوات التي تدور حول القضايا والمشكلات الأخلاقية المختلفة.
- تكليف التلاميذ بإعداد البحوث والتقارير في المسائل الأخلاقية، ومناقشتها مع معلميهم.
- تعد الصحافة المدرسية من وسائل نشر القيم داخل المدرسة.
- تسهم الإذاعة المدرسية في غرس القيم الأخلاقية في طابور الصباح.
- يعد المسرح المدرسي من الوسائل الفعالة في نشر الفضيلة.
- تعد المكتبة من المصادر الرئيسية للحصول على المعلومات، واكتساب القيم.
5- دور المناخ الاجتماعي والعلاقات داخل المدرسة في دعم التربية الأخلاقية للتلاميذ:
- تعتبر علاقة المعلم بالتلاميذ عاملًا حاسمًا في إكسابهم القيم.
- العلاقة الجيدة بين المعلمين تنعكس على نفوس التلاميذ في المدرسة.
- وجود علاقة بين المدرسة والمنزل، يساعد على تربية التلاميذ على الأخلاق المنشودة.
حلول الأزمة
- التربية الدينية التي تعزز القيم الأخلاقية.
- تطبيق القانون، ونشر قيمة احترامه.
- محاولة حل مشكلة البطالة؛ خاصة بين الشباب.
- ضرورة إعادة النظر في وظيفة الإعلام، حتى يمكنه التصدي للمشكلات الأخلاقية القائمة.
- العمل على إعادة دور المدرسة والأسرة في التنشئة الاجتماعية والتربوية.
- إعادة تنظيم حياتنا الأخلاقية والروحية والعقلية على الدين، ومخالفة العلمانيين الذين يحرصون على تدمير مرجعيته.
- مراعاة البعد الديني القيمي الأخلاقي فيما تقدمه الصحف والمجلات.
- وضع حد لما يعرضه التلفاز من أغاٍن هابطة وإعلانات مستفزة.
- على الآباء والأمهات وجميع أفراد المجتمع تطبيق مبادئ وقيم الإسلام الأخلاقية في حياتهم قولًا وعملًا.
- على المؤسسات الدينية أن تقوم بواجبها في نشر الأخلاق والفضيلة..
- يجب على الدول العناية بالتربية الأخلاقية إلزام كافة المؤسسات والهيئات بإبراز تمسكها بالقيم الفاضلة.
لقراءة الدراسة كاملة: التربية والأزمة الأخلاقية في المجتمع المصري
.