Business

رمضان فرصة للتغيير.. لكن كيف؟

ها هو رمضان قد أقبل بنوره وعطره وخيره، جاء ليربي في الناس قوة الإرادة ورباطة الجأش وملكة الصبر، ويعودهم على احتمال الشدائد، والجلد أمام العقبات ومصاعب الحياة. فحري بهذا الشهر أن يكون فرصة ذهبية، للوقوف مع النفس ومحاسبتها لتصحيح ما فات، واستدراك ما هو آت، قبل فوات الأوان.

  • فرمضان فرصة للتغيير.. لما يسر الله تعالى فيه، من أسباب الخيرات، وفعل الطاعات، ففيه تصفد مردة الشياطين. وتفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران.
  • ورمضان فرصة للتغيير.. ليصبح العبد من المتقين. فالتقوى هي فائدة الصيام الكبرى، وحكمته العظمى. وهي تقوم على الخشيةٌ المستمرة، والحذرٌ الدائم، وتوقي كل ما يؤدى إلى غضب الله. قد عبر علي رضي الله عنه عن التقوى بقوله : هي الخوفُ من الجليل، والعملُ بالتنزيلُ، والقناعةُ بالقليل، والاستعدادُ ليوم الرحيل. فليكن هذا الشهر بداية للباس التقوى الذى هو خير لباس : {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}.
  • ورمضان فرصة للتغيير.. لمن كان مفرطًا في صلاته المفروضة، فلا يصليها، أو يؤخرها عن وقتها، أو يتخلف عن أدائها جماعة في المسجد. أو لا يتم ركوعها وسجودها، أو لا يخشع فيها. يقول الله تعالى في وصــف المؤمنين :{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِم خَاشِعُونَ}.
  • ورمضان فرصة للتغيير.. لمن كان مقصرًا في نوافل العبادات؛ فلم يجعل له منها نصيبًا، ففي رمضان تقبل القلوب، وتخشع الأفئدة، فينتهز هذه الفرصة، فيحافظ على شيء منها، فهي مكملة لفرائضه، متممة لها، وأقل الوتر ركعة، وأقل الضحى ركعتان، وعدد السنن الرواتب ثنتا عشرة ركعة، ركعتان قبل الفجر، وأربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء.
  • ورمضان فرصة للتغيير.. لمن هجر القرآن قراءة وتدبرًا، وحفظًا وعملًا حتى أصبح القرآن نسيًا منسيًا، أن يكون هذا الشهر بداية للتغيير، فترتب لنفسك جزءًا من القرآن، لا تتركه بأي حال من الأحوال، ولو كان هذا الجزء يسيرًا، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.
  • ورمضان فرصة للتغيير.. لمن كان قليل الصبر، سريع الغضب، أن يتعلم منه الصبر والأناة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء»، رواه الترمذي. فليكن هذا الشهر بداية لأن يكون الصبر والحلم والأناة شعارنا.
  • ورمضان فرصة للتغيير.. لمن كان يأكل الحرام أو اختلط ماله الحلال بالحرام من أي طريق، مثل: أكل الربا، أو التلاعب في البيع والشراء، أو بيع المحرمات، أو إمساك مال الزكاة، أو اغتصاب حقوق الغير أيا كانت، أو حتى التهاون في أداء مهام وظيفته، فكل هذه صور من أكل الحرام.
  • ورمضان فرصة للتغيير.. لمن يقع دائمًا أو أحيانًا فى أخطاء اللسان (وخاصة النساء) من غيبة، ونميمة، وسب، وشتم، وقذف، وخصام وجدال، وكذب، وزور وخوض فى الباطل، أو حتى كثرة الكلام والسؤال عما لا يعنيه. فرمضان فرصة لتطهير اللسان من كل هذه الآفات التي تنقص أجر الصيام؛ فمن لم يدع قول الزور والعمل به ليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه.
  • ورمضان فرصة للتغيير.. من أخلاقنا. فمن جُبل على الأنانية والشح، فشهر الصوم مدرسة عملية له، ومن أقرب القربات التي تقرب المؤمن إلى ربه إدخال السرور على أخيه المسلم أو قضاء حوائجه، فرمضان مدرسة لإحياء الشعور بالجسد الواحد.
  • ورمضان فرصة للتغيير.. لمن تعود على حياة المترفين، أن يأخذ من رمضان درسا في تربية النفس على المجاهدة والخشونة في أمر الحياة فمن الناس من يتابع الأكلات، ويتتبع المطاعم، فيوم هنا، ويوم هناك، حتى أصبحت بطنه هو شغله الشاغل خاصة فى رمضان، لقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى التقليل من الأكل فيقول: «ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطن» فليكن هذا الشهر المبارك بداية للتقلل من الطعام والنوم الذى فيه إضاعة للعمر مع نية الاستمرار على ذلك.
  • ورمضان فرصة للتغيير.. لمن كان مذنبًا ومسرفًا على نفسه بالخطايا مثل سماع الأغنيات الماجنات ومشاهدة القنوات بصورها الفاضحات، ومعاكسة الفتيات، والسهر على الموبقات، أو الاختلاط بلا مبرر. فليكن رمضان فرصة لتغيير المسار والابتعاد عن الأخطار، قبل زوال النعم، وحلـول النقم، فهنالك لا تقـال العثرات، ولا تستدرك الزلات.
  • ورمضان فرصة للتغيير.. للمرأة المسلمة التي أصبح حجابها فاتنا وعطرها فواحًا وكثر خروجها للأسواق.. قال صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية» رواه أحمد. فليـكن رمضان فرصة لأن تدربي نفسك على البقاء في المنـزل وعدم الخروج منه إلا لحاجة، وبضوابط الخروج الشرعية.
  • ورمضان فرصة للتغيير.. لمن ابتلاه الله تعالى بقلب قاسٍ، لا تدمع له عين أن ينتهز فرصة هذا الشهر، فيحرص على ترقيق قلبه، بصرفه عن الذنوب والتي تحجب القلوب عن علام الغيوب، يقول الحسن البصري رحمه الله : «إذا لم تقدر على قيام الليل، ولا صيام النهار، فاعلم أنك محروم، قد كبلتك الخطايا والذنوب».
.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم