Business

التحصيل الدراسي.. فاعلية الوسيلة وعقبات تنتظر الحل

لا شك أن تقدم الدول والشعوب يقاس بما حققته من إنجازات في نظامها التعليمي، فكلما اهتمت الدولة بالتعليم والتعلم من حيث توفير الإمكانات المادية والبشرية، وتشجيع البحث العلمي، كلما كانت تلك الدولة في مصاف الدول المتقدمة، ونجاح الفرد في التعليم يقاس بما جمعه من معارف ومهارات وقيم، وبما حققه من مستوى في ما يسمى بالتحصيل الدراسي.

وفى هذه الدراسة التي أعدها الدكتور محمد بن ناصر بن سيف الرباعي، يتطرق لمعنى التحصيل الدراسي، وأهميته، والعوامل التي تؤثر عليه، والعقبات التي تواجهه والحلول المقترحة.

‏ويعرف التحصيل الدراسي بأنه: «إنجاز تعليمي أو تحصيل دراسي للمادة، ويعني بلوغ مستوى معين من الكفاية في الدراسة سواء كان في المدرسة أو الجامعة، ويحدد ذلك اختبارات مقننة أو تقارير المعلمين أو الاثنين معًا».

 

أهمية التحصيل الدراسي

  • يساعد في الحصول على معلومات وصفية تبين مدى ما حصله التلاميذ بطريقة مباشرة من محتوى المادة الدراسية.
  • التحصيل الدراسي يشبع حاجة من الحاجات النفسية التي يسعى إليها الدارسون، حيث إن لم تشبع هذه الحاجة فإن ذلك يؤدي إلى الإحباط.
  • يمكن من خلاله الكشف عن انخفاض مستوى الطلاب، وبالتالي على المعلم أن يعيد النظر في أدائه وطرق تدريسه.
  • ‏إن الدرجة العالية أو المنخفضة للتحصيل ‏الدراسي يمكن أن تؤدي إلى تعزيز الاتجاهات الإيجابية الصحيحة وتعديل ما يحتاج إلى تعديل بصورة مستمرة.
  • يسهم النجاح والتفوق في زيادة تقبل الفرد لذاته، وبالتالي في إحداث التوافق النفسي له.
  • يعد التحصيل الدراسي من الإجراءات الوقائية لعدم الوقوع في المشكلات الأمنية والتخريبية التي تعاني منها كثير من المجتمعات، نتيجة انحطاط المستوى الدراسي وقلة التحصيل، وتسرب كثير من الطلاب من الدراسة. 
  • ‏كلما كان الفرد متزودًا بالتحصيل الدراسي، كلما كان فكره أسمى وإدراكه أوسع.

العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي

أولًا: العوامل المتعلقة بالطالب

كالسمات الشخصية والانفعالية للطالب، خصائص الطالب الخلقية،  قدرات الطالب العقلية، ثقة الطالب بنفسه.

ثانيًا: العوامل الاجتماعية

فثقافة الوالدين والمستوى التعليمي لهما، ومدى تفرع كل منهما لأبنائه والاستقرار الأسري. وكذلك المستوى الاقتصادي وحجم الأسرة وتوفر الجو النفسي المفعم بالطمأنينة والاستقرار والمسكن الملائم، كلها عوامل قد تساعد على زيادة التحصيل الدراسي لأبناء تلك الأسرة.

ثالثًا: المعلم

‏إن للمعلم دورٌ كبيرٌ في نجاح العملية ‏التعليمية، فهو أحد المتغيرات الرئيسية في ذلك، فجدية المعلم ونشاطه وإخلاصه في عمله وتفانيه في ذلك، وامتلاكه للأساليب التربوية والطرق الحديثة في التدريس والتقويم وتمكنه من مادته العلمية، وعلاقاته الإيجابية مع طلابه، واستقراره النفسي واتجاهه الإيجابي نحو مهنة التدريس وإقباله عليها برغبة ومتابعته للمتطورات والمستجدات التربوية بصورة مستمرة، كل ذلك وبكل تأكيد سيسهم في رفع المستوى التحصيلي لطلابه.

معوقات التحصيل الدراسي

أولًا: ما يتعلق بالمتعلم

  • انخفاض مستوى الذكاء عند الطالب.
  • إصابته ببعض الأمراض، مثل: ضعف البصر، أو السمع، أو الأنيميا، وغيرها.
  • عدم رغبة الطالب في دراسة نوعية معينة من المواد.
  • ‏قلة الدافعية عند الطالب للدراسة لأسباب ‏اجتماعية واقتصادية تحيط بالطالب.
  • ‏ضعف الطالب في أساسيات المواد للصفوف الأولى.

ثانيًا: ما يتعلق بالعوامل البيئية

  • ‏المشكلات الأسرية والخلافات المستمرة بين الوالدين، مما يؤدي لانعدام المناخ الملائم للمذاكرة والتفوق.
  • عدم مساواة الوالدين في معاملة أولادهم؛ ‏مما يولد ضغوط نفسية عند الأولاد. 
  • انخفاض دخل الأسرة، مما يجعل بعض الآباء يوجهون أبنائهم للعمل على حساب وقت مذاكرتهم وتحصيلهم الدراسي.
  • رفاق السوء، وله الأثر السيئ على تحصيل الطلاب، حيث يؤدي بهم إلى التقليد وعدم الاهتمام بالدراسة.
  • المبالغة في تدليل الأبناء وعدم متابعة دراستهم وعدم التواصل مع المدرسة.
  • فتور العلاقة بين الطالب والمعلم في بعض الأحيان، وعدم وجود القدوة للطالب، تلك القدوة التي تجعله مهتمًا بدراسته.

 

مقترحات وحلول

  • لا بد من مساعدة الطالب على تنمية ذكائه، بالقراءة التي تطلق العنان لخياله، وكذلك ألعاب الذكاء وممارسة الألعاب التي يحبها.
  • المتابعة المستمرة لصحة الطالب ووضع العلاج المناسب لما يعانيه من أمراض.
  • ‏عدم ضغط الوالدين على أبنائهم لدراسة نوعية معينة من الموا‏د، ولكن يترك لهم حرية الاختيار.
  • ‏حسن معاملة الوالدين لأبنائهم، وسيادة الجو الحر الذي يخلق نوعًا من التفاهم والاستقرار الأسري.
  • ‏وجود المناخ الأسري المناسب للطالب المشجع للتعلم، ومحاولة حل المشاكل الأسرية بعيدًا عن الأبناء. 
  • معاملة الأولاد كلهم بسواسية، وعدم التفريق بين صغير أو كبير، أو ذكر و أنثى، أو مجد ومتوسط التحصيل.
  • عدم توجيه الأبناء لأي عمل يؤدي بهم إلى إهمال دروسهم.
  • عدم تلبية جميع رغبات الأ‏ولاد إلا الضروري منها، وعدم المبالغة في تدليلهم.
  • ‏ضرورة تواصل ولي الأمر مع المدرسة بما فيه مصلحة الأبناء.
  • ضرورة قرب المعلم من طلابه وتلمس مشاكلهم وهواجسهم، وأن يكون قدوة للطالب تبعث عنده الدافعية وحب المدرسة والتطلع للنجاح والتفوق.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم