أولادنا

دراسة معاصرة: القسوة تدمر ثقة الطفل بنفسه

الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي تتشكل من خلالها شخصية الطفل. ولكي تقوم الأسرة بدورها في التنشئة السليمة، فمن الضروري أن تلم الأسرة بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل، وللتربية أصول وقواعد يجب اتباعها في التعامل مع الطفل إن ظهر منه سلوك غير مرغوب فيه، أو العكس قام بسلوك جيد.

وفى هذه الدراسة، ترصد الباحثة هبة أبو الفتوح، كيف يعتقد بعض الآباء والأمهات أن العقاب الدائم والشدة والقسوة في التعامل مع أبنائهم هي أساس التربية السليمة والناجحة، لكنهم لا يدركون أن العقلية التي يتعاملون معها هي عقلية طفل لا تدرك الكثير من المعاني والمفاهيم التي يسعون إلى توصيلها بتلك الأساليب الخاطئة في التربية.

 

ليس منا

لقد انتهت الدراسات والأبحاث إلى أهمية التوجيه النبوي في منع الإساءة إلى الطفل، وحسن معاملته، لما لذلك من آثار إيجابية تنعكس على صحة الطفل النفسية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم موجها ومربيا: «ليس منا من لا يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا». فالتوجيه النبوي بالرحمة بالصغير، أي تنشئته في مناخ تربوي يراعي تكوينه النفسي والبدني ولا يعرضه للإساءة.

وعلى الرغم من تعدد أشكال الإساءة إلى الطفل، فإن الإساءة النفسية والانفعالية تعد من أخطر أنواع الإساءات تأثيرا على نفسيته، حيث تصعب إزالة الآثار المترتبة عليها، خصوصا إذا لم تعالج، فتظل عظيمة التأثير في حياة الطفل ومستقبله. ويحدد بعض الباحثين الإكلينيكيين أعراضا مميزة للأطفال الضحايا لسوء المعاملة والإهمال، منها أعراض انفعالية تتضمن: الغضب، والإنكار، والكبت، والخوف، ولوم الذات والشك فيها، والشعور بالعجز، وانخفاض تقدير الذات، والشعور بالذنب، والبلادة.

 

مرشد نفسي

ويعتبر مجال الإساءة إلى الطفل من المجالات الجديرة بمعالجتها لما يترتب على ذلك من آثار سلبية على مستوى النمو العقلي والنفسي والاجتماعي يعانيها الأطفال من جراء سوء الإهمال والمعاملة.

ولاشك أن الاهتمام بالطفل في المجتمعات المتقدمة قد أدى إلى الفهم الصحيح لهذا الكائن، وبالتالي التعامل العلمي مع الأطفال. ومن هنا، فإن التعرف على الطفولة لا يعني دراسة خصائصهم الطبيعية، سواء كانت نفسية أو اجتماعية وحسب، بل يتعدى ذلك إلى دراسة تفاعل الأطفال مع كل المثيرات البيئية المختلفة.

والتربية علم وفن، حيث يختار المربي الأسلوب المناسب في الوقت المناسب، وليست المسألة مسألة شدة وعنف وكفى، والمربي الذي يلجأ إلى القسوة والعنف في حقيقة الأمر، ليست لديه القدرة على التعامل التربوي السليم مع الأطفال، وكما يؤكد علماء التربية أن أسلوب التربية يعتمد على شخصية الطفل، فلكل طفل طريقة تناسبه في التعامل والتوجيه، فبعض الأطفال تكفيه كلمة عتاب من والده، كما أن بعضهم يحتاج إلى التأديب، في حين يحتاج بعضهم الآخر إلى الحوار والمناقشة.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم