تسعون عامًا أو يزيد، والإخوان شريك لا يستهان به في بناء المجتمع، وتشكيل وعيه، ودفعه نحو التقدم والرفعة، وقد شاركت الجماعة منذ نشأتها الأولى وحتى لحظة كتابة الكلمات في بناء نظام المجتمع بكافة تشكيلاته، وليس هذا فحسب، بل ألقت بظلالها ورؤيتها على تكوينات المجتمعات الأخرى، فكانت ملهمة أو دافعة لهم، على رغبة منهم أو على غير رغبة؛ للعب دور إيجابي في خدمة المجتمع وأفراده.
ففي التعليم، تجد للجماعة بصمة قديمة عريقة وممتدة، وأيضًا حاضرة في قضايا الأسرة والمجتمع، من زواج أو طلاق أو تربية أو حتى قضايا الخارجين عن القانون، وفى المجال الخيري والإعلامي والعمل الفكري والشبابي والثقافي والتعليمي والإصلاحي والسياسي بقيت كيانًا دءوبا في كافة المجالات، فلعبت أدوارًا مهمة في مقاومة سقوط المجتمع وتهاويه، سواء على مستوى الأخلاق أو مستوى مجالات الحياة بصفة عامة، فرفعت وعي الناس بدينهم وهويتهم، وعلمتهم الحق في مطالبة الحكومات المتتالية، بالسعي لخلق حياة أفضل علميًا وماديًا وأخلاقيًا وتعليميًا وتربويًا وصحيًا.
والملف الذى بين أيدينا يتناول دور الجماعة في المجتمع المصري المعاصر، على كافة المجالات عبر تسعين عامًا من نشأتها وحتى اليوم.