Business

خالد حمدي يكتب: تجلي رحمة الله بعباده في الأم

تفكرت كثيرا في ضرب النبي ﷺ مثالًا بالأم على رحمة الله:

«أترون هذه الأم طارحة ولدها في النار؟».

«حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه».

«لله أرحم بعباده من هذه الأم بولدها».

فوجدت أنه ليس على وجه الأرض أرحم منها...

مسلمة كانت أو كافرة...

بهيمة أو عاقلة...

جميعهن قُدَّت قلوبهن من الرحمة..

حتى إنك أحيانا ليزداد ظنك في رحمة ربك وأملك في عفوه لما تراه من رحمة أمك...

فأنت تغضبها وسرعان ما ترضى...تؤذيها وسرعان ما تصفح..

تقصر في حقها، وتتأخر عنها فتلقاك باللهفة كأنها هي المقصرة!

ورحمتها هذه لا تساوي ذرة من رحمات الله...فكيف بأصل الرحمة سبحانه.

الأم أقوى مخلوق رغم ضعفها...وآمن مأوى لك بعد الله رغم وهنها.

ولها صوت يخترق السماء.... وأنين حنوًّ يستجاب من أجله الدعاء...مهما عظم الذنب والشقاء!!

جاء قاتل نفس إلى ابن عباس يسأله: هل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال: لا، قال: تب إلى الله عز وجل، وتقرب إليه ما استطعت. فسألوا ابن عباس: لم سألته عن حياة أمه؟ فقال: لأني لا أعلم عملًا أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة.

وكأن ابن عباس كان يريد أن يقول له ولنا:

حتى لو كنت قاتل نفس.. ما دام لك أم تدعو.. فلا تيأس.. لأن هذا الصوت الضعيف له قدر عند الله الرحيم اللطيف.

كم يتملكني العجب ممن يشتكون الفقر وفي بيوتهم أمهات!

إذ كيف يفتقرون وفي بيوتهم من ربما يسترهم الله من أجلها، ويرفع عنهم النقم، ويجلب لهم اللقم بدعائها.

انهلوا ما استطعتم من كنوز الأمهات الباقيات.

ولاحقوا بالدعوات والصدقات أمهاتكم المتوفيات.

فيقيني أن المرأة التي جعلها الله في الدنيا مثالًا للرحمة.. لن يحرمها في الآخرة من أن تكون شفيعة للرحمة.

وكل لحظة وأمهاتنا الموجودات بخير.. وعلى أمهاتنا المتوفيات الرحمات والبركات.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم