Business

الإعلام التربوي من منظور إسلامي

الإعلام التربوي الإسلامي هو تقديم الأفكار والحقائق التربوية، عبر منظومة فكرية ودلالية، باستخدام المفاهيم والمبادئ التربوية المُكَوِّنة لجوهر الرسالة التربوية، التي ترغب التربية الإسلامية في إيصالها إلى الجيل المسلم. وهو ليس مجرد أسلوب تبليغ، وطريقة تعبير عن الرأي والموقف، ولكنه وعاء يعبر بمحتواه عن التربية الإسلامية في أبعادها المختلفة بهدف تحقيق السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة، من خلال تقديم نظام حياة متكامل، يسهم في إعداد الفرد إعدادًا إسلاميًا، وإخراج الأمة الإسلامية القوية مهيبة الجانب.

وتأتي ضرورة بناء الإعلام الإسلامي للتربية؛ من كونه غير محدد في مؤلفات التربية الإسلامية وأصولها، وذلك بسبب عدم الوضوح الذي يكتنف الدراسات التأصيلية للتربية الإسلامية عامة، والتأصيل التشريعي لها خاصة، إضافة إلى قلة المؤلفات التي تتناول الإعلام من منظور تربوي إسلامي، والذين كتبوا فيه في ثنايا كتب أصول التربية الإسلامية قليلون، في حين أن بعض المؤلفين الذين كتبوا في الإعلام يهملون الجانب الإسلامي في دراساتهم.

وفى دراسة بعنوان: «الإعلام التربوي من منظور إسلامي»، للدكتور عبد الرؤوف أحمد بني عيسى، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والتربوية، بجامعة العلوم الإسلامية العالمية بالأردن، هدف إلى الكشف عن الإعلام الإسلامي، وبيان أثره في العملية التربوية، وذلك من خلال مباحثها الثلاثة؛ حيث قدم مبحثها الأول بيانًا لمفهوم الإعلام التربوي الإسلامي، وأثره في بناء الشخصية الإنسانية السوية، ودرس مبحثها الثاني دور الإعلام التربوي الإسلامي في تحقيق النهوض الحضاري للأمة المسلمة، واستخلص مبحثها الثالث دور الإعلام في تفعيل الدور التربوي للمؤسسات المختلفة.

 

مفاهيم عامة

الإعلام لغة: أصل كلمة الإعلام من مادة علم، قال في اللسان: والعلم نقيض الجهل، عَلِمَ عِلْمًا، ورَجُلٌ عَالِمٌ وعَلِيمٌ من قومٍ عُلماءَ، وأَعْلَمَ فُلَانًا الخبرَ: أَخْبَرَهُ بِهِ، و{العلم} إدراك الشيء على ما هو به.

فخلاصة المعنى اللغوي أن الإعلام دائر حول الإخبار والتعريف ونقل المعلومات إلى الآخرين عن طريق الكلمة أو غيرها.

والإعلام اصطلاحًا له تعريفات عديدة، مختلفة باختلاف التصورات والأفكار، منها من قاله د. إبراهيم إمام: «تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات، بحيث يُعَبِّرُ هذا الرأي تعبيرًا موضوعيًا عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم»، فهو تعريف بقضايا العصر وبمشاكله، وكيفية معالجة هذه القضايا في ضوء النظريات والمبادئ التي اعتمدت لدى كل نظام أو دولة من خلال وسائل الإعلام المتاحة داخليًا وخارجيًا، وبالأساليب المشروعة أيضا لدى كل نظام وكل دولة.

أما الإعلام التربوي فهو مصطلح جديد نسبيًا، ظهر في أواخر السبعينات عندما استخدمته المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم {اليونسكو}، للدلالة على التطور التي طرأ على نظم المعلومات التربوية، وأساليب توثيقها، وتصنيفها، والإفادة منها، وذلك أثناء انعقاد الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الدولي للتربية عام 1977م، ولا يوجد تعريف محدد للإعلام التربوي يخطى بإجماعٍ بين الباحثين، بل إن هناك فروقًا بين التعريفات المقدمة له، وربما يعود ذلك إلى حداثة الأبحاث في مجال الإعلام التربوي، واتساع هذا المفهوم، وتداخله في كثير من مجالات الأنشطة والعلاقات الإنسانية، وتباين وجهات نظر ومذاهب الباحثين فيه.

فالبعض عرف الإعلام التربوي بأنه: «المحاولة الجادة للاستفادة من تقنيات الاتصال وعلومه؛ من أجل تحقيق أهداف التربية من غير تفريط في جدية التربية وأصالتها، أو إفراط في سيطرة فنون الاتصال وإثارته عليها» وهذا ما تبناه بعض الباحثين في الدول العربية.

أما مفهوم الإعلام الإسلامي فقد تعددت آراء المصنفين في وضع تعريف للإعلام الإسلامي فمنها:

ما عَرَّفَهُ كحيل بأنه: «استخدام منهج إسلامي بأسلوب فني إعلامي يقوم به مسلمون عالمون بدينهم متفهمون لطبيعة الإعلام ووسائله الحديثة وجماهيره المتباينة، مستخدمون تلك الوسائل المتطورة لنشر الأفكار المختصرة والأخبار الحديثة والقيم الأخلاقية والمبادئ والمثل، للمسلمين وغير المسلمين في كل زمان ومكان، وفي إطار الموضوعية التامة بهدف التوجيه والتوعية والإرشاد ولإحداث التأثير المطلوب والتعرف على مدى التأثير أولًا بأول».

فالإعلام الإسلامي ليس إعلامًا مختلفًا في أساليبه وموضوعه أو فنونه المتنوعة عن الإعلام المعاصر، لكنه ذو صبغة خاصة مستمدة من روح الشريعة الإسلامية لتظهر في جوهره ومحتواه وشكله وكل ما يصدر عنه حتى يكون معبرًا عن قيم المجمع الإسلامي وأصالته وتراثه الفكري والعقائدي.

 

أثر الإعلام التربوي الإسلامي في بناء الشخصية الإنسانية

أولًا: أثر الإعلام الإسلامي في توجيه عناصر الشخصية

إن الإعلام الإسلامي المستمد من التشريع الإسلامي بأسسه: الأصولية، والفقهية، يسهم في إعداد الشخصية الإنسانية في عناصرها المختلفة، الفكرية، والجسمية، والروحية، والاجتماعية، بما يقدمه من أسس تشريعية في جانبيه، وعليه فالشخصية هي التفاعل المنظم الدقيق بين استعدادات الفرد، والمثيرات التي تتطلب السلوك. بحيث يشكل هذا التفاعل الحال العام للإنسان في تصرفاته المختلفة: الفكرية، والنفسية، والحركية، والاجتماعية، وما إلى ذلك.

والإعلام التربوي المستمد من التشريع الإسلامي في أسسه المختلفة يربي أفراده على التوسط والاعتدال، وعدم الإفراط أو التفريط، أو المبالغة في الإشباع والحرمان، وذلك من خلال طبع الشخصية الإنسانية بسمات من أهمها:

  1. الاستسلام والخضوع لله رب العالمين طوعًا واختيارًا، قال تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [سورة آل عمران: آية 83].
  2. الاستقلالية في السلوك، بحيث يكون كل سلوك يقوم به الإنسان منبثق من ذات الشخصية، والمفاهيم التي تؤمن بها في ضوء الإسلام عقيدة وشريعة. والاستقلالية من الدوافع الفطرية التي تسهم في تقرير ذات الإنسان وإثباتها؛ ولهذا جاء الإعلام المستمد من التربية الإسلامية؛ لتربية هذا الدافع لدى الإنسان المسلم ليعيش في مجتمعه بكل ثقة وثبات. 
  3. حرية الإنسان في كل ما يصدر عنه في داخله وخارجه، في علاقاته مع أسرته، ومع أمته، ومع الإنسانية من حوله؛ لذلك جعل الإسلام حرية الفرد المتكاملة هدفًا أساسيًا، ونعى على المتخاذلين المستسلمين المستضعفين الذين يقبلون الذل والهوان، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرً} [سورة النساء: آية 97].
  4. الوعي الدائم: يربي الإعلام التربوي الإسلامي لدى المؤمن الوعي الدائم، ذلك أن المؤمن يفكر في كل عمل يقوم به، فيزنه بميزان الشرع، بما يرضي الله تعالى، فأساس احترام الإرادة– مثلًا– يصقل صفة رقابة الذات؛ لأن الإنسان وإن اختار أعماله بمحض إرادته فإنه مسؤول مسؤولية تامة عن كل ما يفعل.

 

ثانيًا: أثر الإعلام الإسلامي في تكوين الفكر وتوجيهه

للإعلام الإسلامي أثر بارز في تكوين فكر الإنسان ويتلخص في النقاط الآتية:

  1. تكوين الفكر؛ باعتبار أن العلاقة بين اللغة والتفكير علاقة معقدة. فالتفكير يؤثر في اللغة ويسهم في تشكيلها، في حين تسهم اللغة في توجيهه.
  2. تنمية الفكر الإنساني، وصقل موهبة النظر، والاستدلال لدى الشخصية المسلمة، وتوجيهها إلى الفكر السليم المنضبط بقواعد وأسس صحيحة وثابتة، وتربية الشخص المسلم على المرونة في الفكر.
  3. احترام إرادة الإنسان في تربية الشخصية على سمات القصدية في السلوك، ويصقلها أساس الإرادة لا العفوية والتقليد؛ مما يجعل الفكر في وعي دائم لكل ما يصدر عن صاحبه من تصرفات. 

 

ثالثًا: تكوين الجانب الاجتماعي وتوجيهه

يسهم الإعلام المستمد من التربية الإسلامية في بلورة الجانب الاجتماعي في الشخصية من خلال النقاط الآتية:

  1. يسهم الإعلام التربوي المستفاد من التربية الإسلامية في بناء نظام اجتماعي، يحدد لكل إنسان مصارف نشاطه، وقواعد سلوكه، وكيفية معيشته في أسرته، وتعامله مع الناس.
  2. تكوين الجانب الاجتماعي للشخصية، من خلال ما يمثله من إحقاق الحق، وإعطاء الحقوق لأصحابها.
  3. إيجاد نمط من المرونة في العلاقات الاجتماعية المتشكلة داخل دوائر الانتماء الاجتماعي، بدءًا من الأسرة، وانتهاءً بالإنسانية في مجالات الحياة المختلفة.
  4. مراعاة اليسر ورفع المشاق في تربية الإنسان على التسامح والوسطية في تعامله مع الآخرين.

 

رابعًا: أثر الإعلام التربوي الإسلامي في تكوين الجانب النفسي وتوجيهه:

يسهم الإعلام التربوي الإسلامي في تكوين الجانب النفسي للشخصية الإنسانية وتوجيهه، من خلال ما يأتي:

  1. إن التزام الإعلام بالمنظور الإسلامي فيه تحقيق الاستقرار والطمأنينة في حياة الفرد والأمة، فالمؤمن الذي أجمع فكره وقلبه على الله تعالى، واتبع شرعه وتعاليمه، يعيش عيشة هنيئة مستقرة. بعيدًا عن الأمراض النفسية، والأفكار المضطربة.
  2. يسهم الإعلام الإسلامي في تكريم ذات الإنسان في تحقيق الأمن والسعادة النفسية، من خلال ما يقرره من قيمة للإنسان، فيقدم ما به حماية لكيانه المادي والمعنوي؛ فيحافظ على حياته، ويجعلها حياة يتمتع فيها بقدرات جسمية وعقلية، ويحافظ على كيانه المعنوي، ممثلًا في حفظ دينه، وعرضه، وكرامته، إضافة إلى إعطائه قيمة قيادية تجعله سيدًا يعمر الأرض ويحقق الخلافة فيها.
  3. الإعلام الموجه إسلاميًا يؤدي إلى الشعور بالسكن والراحة والطمأنينة، كما يؤدي إلى الشعور بالسعادة والأمن النفسي، مما يكسر شر النفوس ويحدث توازنًا في الشخصية.

 

كيف يسهم الإعلام التربوي الإسلامي في تفعيل الدور التربوي للمؤسسات

المؤسسة هي: كيان يقوم على مبدأ تنظيم معظم نشاط أعضاء أو جماعة حسب أنموذج تنظيمي محدد لأداء نوع من المهام أو الوظائف.

وتتفاوت المؤسسات في ارتباطها بالوظيفة التربوية، المتمثلة في إعداد الشخصية الإنسانية، وبلورة الوعي الحضاري في الأمة المسلمة؛ إذ تمثل الأسرة المؤسسة الرئيسة في هذه الوظيفة، لكونها محضنًا طبيعيًا للفرد من مولده حتى وفاته، وتتلقى بقية المؤسسات الفرد من بين يديها، وفي ظل ذلك البعد تبدأ الوظيفة التربوية في المؤسسات الأخرى، كالمسجد، والمدرسة، والجامعة، ومؤسسات الإعلام، وما إلى ذلك.

وعليه يمكن تصنيف المؤسسات التي تسهم في أداء الوظيفة التربوية إلى ما يأتي: الأسرة، المسجد، المؤسسات التعليمية، مؤسسات الإعلام، المؤسسات الثقافية، مؤسسات المجتمع المدني.

وتَبَنِّي مؤسسات التربية الإسلامية للأسس التشريعية، يجعل هذه المؤسسات تقيم أنظمتها، وتَبْني مناهجها وخطاباتها على أسس تشريعية متينة، ذات أثر واضح في تشكيل الشخصية الإنسانية للمسلم، وتحقيق النهوض الحضاري للأمة المسلمة. وفي ضوء ذلك يحاول هذا المبحث الإحاطة بأثر الإعلام الإسلامي في توجيه أنظمة بعض المؤسسات ومناهجها، وخطابها التربوي، وذلك في المطالب الآتية:

  • أثر الإعلام التربوي في تفعيل الدور التربوي للأسرة

الأسرة هي الوحدة الأولى للمجتمع، وأولى مؤسساته التي تكون فيها العلاقات– في الغالب الأعم- من نوع العلاقات المباشرة، التي ينشأ فيها الفرد، ويتم في إطارها المراحل الأولى من تنشئته الاجتماعية، أو تطبيعه الاجتماعي، والتي يقع على عاتقها بناء شخصيات الأجيال المتعاقبة وتعزيز هويتهم، ويكتسب عن طريق التفاعل معها الكثير من معارفه ومهاراته وميوله وقيمه وعواطفه واتجاهاته في الحياة، تعد الجماعة التي يرتبط فيها بأوثق العلاقات، وتقوم بتشكيل سلوك الفرد في جميع مراحل حياته، ويجد فيها أمنه وسكينته.

ويعد الإعلام الإسلامي أحد العوامل المهمة التي توجه الوظيفة التربوية للأسرة المتمثلة في تنشئة قابليات أفرادها، واستعداداتهم، ومواهبهم، وصفاتهم المرغوب فيها، وإخراج هذه المكونات من القوة إلى الفعل، ومن الاستعداد إلى حيز التنفيذ والاستثمار، وتهذيب نفوس أفرادها بغرس الأخلاق الفاضلة، وإضمار الصفات الرذيلة لديهم، وضبط سلوكهم في ضوء المنهج الرباني الحنيف، وما إلى ذلك.

وفي ضوء هذه الوظيفة التربوية، فإن الإعلام التربوي الإسلامي يسهم في تحقيقها تحت إطار أسسه المختلفة من خلال:

  1. تربية الجانب اللغوي عند أطفالها من خلال تدريبهم على التحدث باللغة العربية بطلاقة، بعيدًا عن الضعف أو الإحراج.
  2. مراعاة أساس التدرج في تشكيل سلوكيات أفرادها، وتخليصهم من السلوك غير المرغوب فيه، وذلك من خلال مراعاة الأسرة لسمة التكامل بين القدرات العقلية والجسمية، في ضوء نمو أفرادها عبر المراحل العمرية المختلفة.
  3. ضبط شخصيات أفرادها بسلوكياتهم وفق المبادئ الإسلامية، وتربيتهم على تقديم التضحيات في سبيل تحقيقها.
  4. أن تعمل الأسرة على إشاعة روح الفكر الأولوي بين أفرادها، وذلك بطرح القضايا والموضوعات التي تتطلب تفكيرًا أولويًا، يتدربون على حسن التعامل معه.
  5. تحقيق الذات لدى أفرادها من خلال احترام إنسانيتهم، وتحميلهم مهام تنسجم وقدراتهم، وتربيتهم على الثقة بالإسلام عقيدة وشريعة.
  6. أن تعمل الأسرة على احترام إرادة كل فرد من أفرادها، وعدم حملهم على الأفعال بالإكراه والإجبار، وإتاحة قدر كاف من حرية الرأي، والتعبير عنه في ضوء أساس التشاور داخل الأسرة المسلمة.

 

  • أثر الإعلام التربوي الإسلامي في تفعيل الدور التربوي للمسجد

إن تاريخ المسجد مرتبط بالدين الحنيف واستجابة الناس له، وهو في حقيقته كيان قائم بذاته، له وظائف متعددة من أخصها وأكثرها التصاقًا به: العبادة الشعائرية المخصوصة، المتمثلة في الصلاة، إلا أن ارتباطه بهذه العبادة لا ينقص من وظائفه الأخرى الاجتماعية والتربوية، وما إلى ذلك.

وتتمثل الوظيفة التربوية للمسجد في إعداد المسلم: اعتقاديًا، ونفسيًا، وفكريًا، واجتماعيًا، من خلال خطابه الدعوي وأنشطته المختلفة.

والمسجد في الإسلام من أهم الدعائم التي قام عليها تكوين الفرد المسلم، وبناء المجتمع المسلم، ما زال المسجد من أقوى الأركان الأساسية في تكوين الفرد والجماعة، وإخراج الأمة الإسلامية المتحضرة في حاضر المسلمين، وسيبقى كذلك في مجتمعهم إن شاء الله تعالى.

ويسهم الإعلام المستمد من التربية الإسلامية في توجيه أنشطة المسجد وخطاباته، لتحقيق الوظيفة التربوية من خلال ما يأتي:

  1. أن يكون خطاب المسجد بلغة عربية فصيحة سهلة ميسرة الفهم على جميع الناس، مما يحقق تعزيز الثقة بلغة مصادر التشريع الإسلامي وبناء الجانب اللغوي لدى الأفراد.
  2. أن ينطلق خطاب المسجد من واقع المسلمين، فيشخص حالهم، ويوقظ المهم اللازمة للخروج من أزماتهم.
  3. في ضوء العدالة وتكافؤ الفرص التربوية، يأخذ جميع أفراد الجيل حظهم من الرعاية التربوية من قبل المسجد، نساءً ورجالًا وأطفالًا، وما إلى ذلك من فئات اجتماعية، بحيث تخصص الحلقات العلمية والأقسام المكانية لكل فئة.

 

  • أثر الإعلام التربوي الإسلامي في تفعيل دور مؤسسات التعليم

إن المؤسسات التعليمية هي المؤسسات القائمة بأعباء العملية التعليمية، نظامًا وخططًا ومناهج، وغير ذلك، مما يسهم في قيام العملية التربوية.

وتتعدد أشكال هذه المؤسسة بتعدد الفئة التي يوجه التعليم إليها، فهناك المدرسة، وهناك الجامعة، وتتلون هذه المؤسسات باعتبارات متعددة خاصة ورسمية، ذات فلسفة تربوية إسلامية، أو غير إسلامية، أو توفيقية تستند إلى أكثر من فلسفة.

والمؤسسة التعليمية الإسلامية منشأة تقوم على الفلسفة التربوية الإسلامية، في وضع نظامها التعليمي، وخططها، ومناهجها، وتهدف إلى إعداد الجيل المسلم المتسلح بالعلوم المختلفة؛ من أجل عمارة الأرض وفق منهج الإسلام.

إن الوظيفة التربوية، هي الوظيفة الرئيسة للكيانات التعليمية، إلا أن هذه الوظيفة خاصة بالطالب، الذي يخضع لخططها ومناهجها وسياستها، فهي تقوم بإعداد الطالب المسلم ذي الشخصية السوية، وترفد الأمة بالجيل المتخصص في كافة مجالات الحياة، ويظهر أثر الإعلام الإسلامي في بلورة بعض جوانب هذه الوظيفة من خلال الفروع الآتية:

- أثر الإعلام التربوي الإسلامي في بناء النظام التعليمي

النظام التعليمي هو: مجموعة المبادئ والقواعد والتقاليد التي تحددها المؤسسة التعليمية، وترى ضرورة المحافظة عليها، والالتزام بها، والتصرف في حدودها من قبل المنتمين إليها، سواء كانوا من التلاميذ أو الموظفين والعاملين، وفي ضوء دور الإعلام التربوي المستمد من التربية الإسلامية، فإن من أهم ما يقوم عليه النظام التعليمي من مبادئ ما يأتي:

  1. انطلاقًا من أساس التدرج، يؤمن النظام التعليمي بضرورة البدء المبكر في توجيه الطفل وإرشاده إلى الخلال والأخلاق الحميدة، وتقدير الواجب، وتحمل المسؤولية، إلى غير ذلك.
  2. انطلاقًا من أساس الرحمة في العملية التعليمية، لا بد من الإيمان بضرورة جعل العملية التربوية سارة ومسايرة لمستويات نضج التلميذ، ومتماشية مع ميوله ومساعدة له على إشباع احتياجاته الأساسية، وتحقيق ما تصبو إليه نفسه من أهداف وآمال.
  3. انطلاقًا من أساس الضبط والتحديد يقوم النظام التعليمي على مجموعة من الضوابط، التي تحظى باحترام أفراد العملية التعليمية، وذلك بقيام النظام التعليمي على الإيمان بأن أهم عامل في الوسط التعليمي في عملية حفظ النظام المدرسي وإضفاء صفة الاحترام والتقدير على المدرسة، هو (المعلم) الذي يحتك به المتعلم وباتجاهاته وعاداته.
  4. في ضوء أساس العمل بالشورى، لا بد للنظام التعليمي أن يقوم على الإيمان بأن تكون أنشطة المدرسة مجهودًا تعاونيًا، يتعاون فيه مدير المدرسة، والمعلمون والتلاميذ.
  5. في ضوء أساس احترام إرادة الإنسان، يقوم النظام التربوي على الإيمان بأن الغاية من النظام المدرسي أن يصبح الضبط ذاتيًا لدى المتعلمين، وينبع من ضمائرهم بدلًا من أن يكون مفروضًا عليهم من الخارج، وذلك بتربية الإرادة القوية، والوازع الخلقي، الذي يجعل الفرد يفعل ولا يفعل بإرادته.

- أثر الإعلام التربوي الإسلامي في بناء مناهج التعليم:

يراد بمناهج التعليم: مجموعة القيم، والحقائق، والخبرات، والمعارف، والمهارات، التي تقدمها المؤسسة التربوية إلى المتعلمين، مستخدمة جملة من الأساليب التربوية، وطرق التقويم، التي تضمن تحقيق الأهداف التعليمية فيهم، المتمثلة في الارتقاء في مجتمعاتهم، وتمكينهم من مجابهة التحديات الفكرية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية باقتدار، والاستفادة المثلى من الفرص المتاحة لديهم قدر الاستطاعة.

فالمنهاج التعليمي يتكون من أربعة عناصر أساسية، وتعد من مرتكزاته الضرورية، تتمثل تلك العناصر في الأهداف التعليمية، والمقررات الدراسية، وأساليبها، وطرق التقويم. وللإعلام الإسلامي فاعلية في عناصر المنهاج التعليمي تتمثل أبرزها فيما يأتي:

أولًا: أن تكون الأسس التشريعية منطلقات مهمة لوضع المنهج الدراسي، ويتحقق ذلك من خلال:

  1. أن تتخذ المناهج التعليمية في العالم الإسلامي من قيم التربية الإسلامية أهدافًا ثابتة، تسعى إلى غرسها وتعميقها في نفوس الناشئة وتبذل قصارى الجهود لتمثلها والعمل بها في حياتهم العملية.
  2. أن على مصممي المناهج التعليمية التزام الواقعية والموضوعية والاتزان، عند صياغة هذه الأهداف، بحيث يتم ربطها بالواقع العملي الذي يعيش فيه الناس.
  3. مراعاة عنصر استعدادات الطالب وقدراته في ضوء المرحلة التعليمية.
  4. مراعاة عنصر الحفاظ على اللغة العربية الفصيحة، وذلك بأن تكون لغة المحتوى الدراسي على وجه الخصوص، واللغة المستخدمة في تقديم المنهاج للطالب على وجه العموم.

ثانيًا: أن يكون المنهاج في بعض أجزائه انعكاسًا للتربية الإسلامية، وتطبق الطرق والأساليب من خلال:

  1. أن تمثل محتويات المناهج الميدان الذي يتم من خلاله ترجمة الأهداف المستفادة من التربية الإسلامية وتحويلها إلى واقع ملموس قابل للتقويم والمقايسة؛ وذلك لأنها في النهاية هي التي تترجم الأهداف وتجعلها واقعًا ملموسًا.
  2. صياغة محتويات المناهج التعليمية صياغة إسلامية لا ترى فصامًا بين الديني والدنيوي، ولا بين العقلي والنقلي، ولا بين الروح والمادة، ولا بين عالم الغيب والشهادة، بل تقوم على رؤية ناضجة ناصعة تري في هذه الثنائيات جمالًا وروعة، وتكاملا وتساندًا وترابطًا، وهذا التكامل هو الذي يرتقي بعملية النهوض الحضاري في جميع مجالات الحياة.

 

  • بيان أثر الإعلام التربوي الإسلامي في تحقيق النهوض الحضاري للأمة المسلمة

الأمة الإسلامية مفهوم فكري يستمد محتواه من الولاء للأفكار الإسلامية، وتتجسد عمليًا في عناصر الأفراد المؤمنين والهجرة والجهاد والرسالة والإيواء والنصرة.

والباحث في هذه الدراسة يقصد بالأمة الإسلامية ذلك المفهوم النظري الذي رسمه الإسلام لما ينبغي من إخراج الأمة المنشودة. في حين يمثل مفهوم الأمة المسلمة ذلك المفهوم الذي يعبر عن واقع المسلمين في العصور المختلفة.

ويقصد بعملية النهوض الحضاري: إعادة بناء الحضارة الإسلامية، بما توفر للأمة المسلمة من مقومات حضارية، في ضوء المنهج الإسلامي، الذي به بنى المسلمون الأوائل هذه الحضارة.

وفي إطار ما تتمتع به الأمة المسلمة من الإمكان الحضاري، الذي يمنعها من السقوط ويدفعها إلى النهوض، فإن الإعلان التربوي الإسلامي يسهم في بعث المقومات الحضارية في الأمة المسلمة، وهذا ما يقف عليه الباحث في المطالب الآتية:

- اُثر الإعلام الإسلامي في مواجهة الأزمة الحضارية

تعيش الأمة المسلمة اليوم أزمة فكرية شاملة، انعكست في مظاهر وأشكال، تجسدت شتاتًا فكريًا، وتخليطًا فكريًا، وانتقائية فكرية، وميوعة فكرية، وخواء فكريًا، وتجلت في سمات مرضية، منها: صراع الثنائيات بدلًا من انسجامها وتكاملها (كثنائيات العقل والنقل، والأصالة والمعاصرة، والأنا والآخر).

وفي ضوء هذه الأزمة الفكرية أخذت الأمة تعيش أزمة قيمية، تمثلت في ضعف التمسك بالقيم الإسلامية، وغياب بعضها، وانقلاب بعضها عن حقيقته، بحيث أصبحت أسماء لمضامين أخرى.

إن سقوط الأمة المسلمة حضاريًا مهما كان كبيرًا، فإنه بالإمكان تجاوزه؛ بما حفظه الله تعالى لهذه الأمة من مقومات استمرار حضارتها وخلودها. وعليه فإن دور الإعلام الإسلامي في مواجهة الأزمة الحضارية يظهر من خلال أثره في ابراز مقومات النهوض الحضاري للأمة المسلمة على النحو الآتي:

ما يتميز به الإعلام التربوي من قدرة توقظ المفاهيم الإسلامية الحقيقية، وتبعث القيم الإسلامية الصادقة. وذلك من خلال:

  1. تركيز الإعلام التربوي الإسلامي على غرس الاعتزاز بقيم الحضارة الإسلامية الأصيلة، وأخلاقها القويمة وتراثها العريق.
  2. القدرة التجديدية في الإعلام الإسلامي، خاصة الدورات التجديدية، التي تأتي على رأس كل مئة عام التي أخبر عنها الصادق المصدوق، فعن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله ﷺ قال: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها».
  3. مراعاة الدلالة الحضارية في مضمون الإعلام الإسلامي، فهي تنطلق من أن الجماعة التي تصوغ هذا الإعلام، وتقدم من خلاله أنموذجًا بشريًا للحياة بكل أبعادها ونواحيها، وإنما تقدمه للآخرين ليقتدوا به، ويسيروا وفق منظومته على أساس أنه الأنموذج الإنساني الأجدر بالاتباع.
  4. إن أساس العدالة والرحمة يسهمان في فتح الباب أمام الأمة المسلمة، للاستفادة مما عند الأمم الأخرى من وسائل وأدوات، في ضوء المنهج الإعلامي الإسلامي وقيمه النبيلة. وقد أسس النبي ﷺ لقاعدة الإفادة من الحضارات لخدمة الإسلام، فعن أنس بن مالك قال: كتب النبي ﷺ كتابًا- أو أراد أن يكتب– فقيل لهم: إنهم لا يقرؤون كتابًا إلا مختومًا، فاتخذ خاتمًا من فضة، نقشه محمد رسول الله، كأني أنظر إلى بياضه في يده. فهذا حديث يدل على ضرورة إخضاع أي شيء مستورد للمنظومة القيمية في الإسلام؛ إذ جعل عنوان الخاتم المستورد محمد رسول الله ﷺ.
  5. احترام إرادة الإنسان في مواجهة الأزمة الحضارية، من خلال ما يتيحه من إشاعة حرية الرأي في المجتمع، الذي يفسح المجال لمراقبة سلامة المجتمع من أي تهديد فكري، أو قيمي، أو أخلاقي، وأحيانًا ترتقي هذه المراقبة لتشكل رأيًا عامًا، يكون بمثابة التنبيه على الخطر الذي يحيق بالمجتمع، وما يتطلبه من الحاجة إلى تعليم الأفراد وتدريسهم؛ من أجل تنمية قدراتهم؛ حتى يستطيعوا أن يقدموا أفضل ما عندهم وهم يقومون بواجباتهم تجاه الأمة المسلمة.
  6. تكريم الإنسان المتمثل في توفير الثقة بالنفس، وحفظ الكرامة الإنسانية في دخول الأمة المسلمة أبواب الحضارة بنفسية المستبشر الآمل المسؤول، لا بنفسية المتشائم أو المتساهل وذلك؛ لأن روح التشاؤم تجعل تحقيق النهوض في حكم الاستحالة، ومن العبث التفكير بالتغلب على المستحيل، في حين تعكس نظرة التساهل نظرة احتقار وتوهين.
  7. إعداد إنسان الواجب، في ضوء مراعاة الأولويات التربوية، لا بد أن تكون أولى الأولويات التركيز على الواجب، وأن يركز منطقنا الاجتماعي والسياسي على القيام بالواجب، أكثر من تركيزنا على الرغبة في نيل الحقوق، لأن كل فرد بطبيعته تواق إلى نيل الحق والنفور من الواجب.

إن تفعيل هذه المقومات الحضارية يسهم في إخراج المسلمين الواعين الواثقين بأنفسهم، المؤمنين أن باستطاعتهم التقدم والتنافس مع الدول المتطورة تقنيًا وعلميًا، وأنهم ليسوا أقل كفاءة وتسخيرًا لإمكاناتهم البشرية والطبيعية من أولئك المنافسين.

 

أثر الإعلام الإسلامي في تحقيق الحاجات الحضارية للأمة وبناء حضارة متفوقة

يقصد بالحاجات الحضارية، كل ما تحتاجه الأمة، من علوم وصناعات وفنون، لتبني به حضارة تواكب بها مسيرة العصر الذي تعيش فيه.

ويظهر أثر الإعلام الإسلامي في بناء حضارة الأمة وصناعتها من خلال أسسه المتعددة، التي من أهمها:

  1. تَبَنِّي الإعلام في مضمونه للقيم الحضارية في السلوك الاجتماعي، وما تضمنه من معايير، وللقيم الحضارية في السلوك الاقتصادي، وما تقتضيه من ضوابط، وللقيم الحضارية في السلوك السياسي، وما يرافقها من أنماط التعامل، ومدى الاتساق بين السلوك في هذه الأبعاد وغيرها من جهة، وطبيعة الإعلام ومفرداته وأسلوب أدائه من جهة، أخرى كل ذلك لا بد أن يكون عناصر أساسية في الإعلام الحضاري.
  2. تقديم الضوابط التشريعية في المسيرة الحضارية، مما يسهم في حفظ عناصر النظام والدقة والعمل المخطط له، ومن ثم تثبيت الحضارة الإسلامية على أركان وأسس علمية ثابتة.
  3. مراعاة الأولويات في جلب المصالح، ودرء المفاسد عن كيان الأمة، يعتبر بمثابة ضمانات حضارية تسهم بشكل فعال وقوي في تسيير سفينة الحضارة نحو بر الأمان؛ فالأمة المسلمة كما أنها تحرص على مبادئها ومعتقداتها، تسعى لنشر الرسالة التي تحملها، لأن هذا من أهم مميزاتها، فالعطاء صفة لا يمكن أن تتخلى عنها الأمة المسلمة، وحين تتخلى عنها يبدأ انحلالها وذوبانها، وتفقد هويتها ووحدتها وتماسكها.

 

  •  أثر الإعلام الإسلامي في نشر الرسالة الحضارية للإسلام

إن الحضارة الإسلامية حضارة عالمية، فكما أن المسلم مكلف بتبليغ الإسلام فكرًا، بمبادئه وقواعده للعالم، فهو مكلف– أيضًا– بتقديم الحضارة الإسلامية المتمثلة بترجمة فكر الإسلام ورسالته الإسلامية في كل معطياتها المادية والمعنوية.

فالرسالة الإسلامية رسالة حضارية في عالميتها، وكذلك جعل الله تعالى الأمة المؤمنة بالرسالة الإسلامية أمة وسطًا، وأناط بها تحمل الرسالات السماوية، وأداء أمانة البلاغ، فكانت وظيفتها الشهادة على الناس؛ لتصويب مسيرتهم وقيادتهم إلى الخير قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدً} [سورة البقرة: آية 143].

يقول حسن «نحن أمة تبلور فيها منذ تاريخها القديم الإحساس بالرسالة، إحساس بالالتزام الأممي، وامتلكنا دائما نظرة شاملة، تتخطى أقاليمنا إلى العالم كله، بحكم التكوين الحضاري الإنساني العام، ونملك– أيضًا– كل منجزات الحضارة الحديثة، وعلى الجانب النظري في بعض النواحي، وعلى الجانبين النظري والتطبيقي في نواح أخرى».

وعليه فلا بد للدلالة الحضارية في الإعلام الإسلامي الحضاري، من أن تنطلق من أن الجماعة التي تصوغ هذا الإعلام، وتقدم من خلاله أنموذجًا بشريًا للحياة بكل أبعادها ونواحيها، وتقدمه للآخرين؛ ليقتدوا به، ويسيروا وفق منظومته، على أساس أنه أنموذج الإنسان الأجدر بالإتباع.

 

الخاتمة

  1. يمثل الإعلام التربوي المستمد من التربية الإسلامية منظومة الأسس التشريعية، في أبعادها، ومجالاتها، وأنشطتها المختلفة، ومدى تأثير تلك الأسس في عملها.
  2. الإعلام الإسلامي خطاب تربوي؛ إذ يسهم هذا الخطاب في تقويم سلوك الإنسان، وبناء نظام اجتماعي في ضوء ما يسهم في تحقيقه من غايات عليا للتربية الإسلامية.
  3. يسهم الإعلام الإسلامي في أسسه المختلفة في بناء الشخصية الإنسانية، من خلال تربية الدوافع بإشباعها وتهذيبها، وتنمية جوانب الشخصية الفكرية، والنفسية، والاجتماعية، وطبعها بالصفات التي تحفظ سواءها واتزانها.
  4. يسهم الإعلام الإسلامي للتربية في أسسه المختلفة في تحقيق النهوض الحضاري، وذلك من خلال إسهامه في تجاوز الأمة لمرحلة السقوط الحضاري، وتوفير الحاجات الحضارية، وصناعة حضارة متميزة للأمة الإسلامية.
  5. يسهم الإعلام الإسلامي للتربية في تفعيل الدور التربوي، من خلال أسسه المختلفة في تربية الأسرة لأفرادها، وفي تربية المسجد للمسلمين، وفي تربية المؤسسات التعليمية للمتعملين في ضوء صياغة النظام التربوي، وبناء المنهاج التعليمي.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم