تعد الموارد الطبيعية والطاقات البشرية جناحا التنمية في أي مجتمع من المجتمعات، وتحقق الطاقات البشرية أفضل استثمار وتوظيف ممكن للموارد الطبيعية، ويمثل الموهوبون نوعية متميزة من الطاقات البشرية؛ لأنهم عدة الحاضر وقادة المستقبل وصانعوا التاريخ والحضارة والتقدم.
لذا أصبح الاهتمام باكتشاف الموهوبين ورعايتهم نقطة انطلاق وركيزة أساسية للتنمية، وموردًا مستدامًا للثروة البشرية، يمكن عن طريقهم تحقيق التقدم في المجتمع، ومواجهة تحديات المستقبل وطموحاته التي تفرضها متغيرات العصر في كافة المجالات وعلى كافة الاصعدة.
وفى دراسة للدكتور أشرف محمد رشاد، بعنوان: (دور التعليم فى اكتشاف ورعاية الموهوبين) -2010، - يسلط الضوء على دور التعليم في اكتشاف ورعاية الموهوبين، وما نأمل أن يكون عليه لتحقيق أقصى إفادة من تلك المواهب ورعايتها، وتنميتها إلى أقصى حد تسمح به قدراتهم؛ لإعداد كوادر من المبدعين والمبتكرين القادرين على قيادة عمليات البناء والتطوير وتحقيق غايات المجتمع في التكيف مع متطلبات الحاضر والمستقبل.
اكتشاف الموهوبين:
إن الكشف عن الموهبة مسئولية مشتركة بين من لديه الموهبة ومن يتحمل مسئولية اكتشافها، وكلما كانت البيئة مشجعة كان الاحتمال الأكبر في تنشيط التفاعل بين من لديه الموهبة ومن يبحث عنها، وسوف نتناول بعض العناصر التي يتوقف عليها اكتشاف الموهوبين ومنها:
أولا: أهم الكوادر المسئولة عن اكتشاف الموهوبين:
1- الأسرة: ضرورة تعرف الآباء والأمهات على أبنائهم بطريقة صحيحة وموضوعية، بعيدة عن التحيز والمبالغة، ومعرفة أهم سمات وخصائص الأطفال الموهوبين بشكل عام حتى نساعدهم في اكتشافهم لأبنائهم. ويتم ذلك عن طريق:
- الملاحظة الدقيقة للطفل من حيث الحركة والتفاعل لاكتشاف محاور الموهبة الموجودة فيه والعمل على تنميتها قبل سن المدرسة.
- توفير الإمكانات اللازمة لدعم وإبراز الموهبة لدى الطفل.
- إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن موهبته وتنميتها وصقلها بالخبرات والمهارات.
- التحفيز المستمر للموهبة وعدم الإقلال من شأنها مهما صغرت وقلت قيمتها.
- المتابعة المستمرة لنمو الطفل وموهبته من خلال الدراسة الدقيقة لجوانبها المتعددة.
- التعاون البناء مع المدرسة لاكتشاف الموهبة ودعمها ورعايتها لتفجير طاقات الموهوب بما يحقق فاعليتها لصالح المجتمع.
2- المدرسة:
أثبتت الدراسات والبحوث أن المدرسة هي المكان المؤهل والقادر على الكشف عن الموهبة، بدءًا من مؤسسات التعليم ما قبل الابتدائي في دور الحضانة ورياض الأطفال واستمرارًا في المدرسة الابتدائية، وتمتد إلى ما بعد ذلك في التعليم الإعدادي والثانوي.
وإذا نظرنا إلى المدرسة باعتبارها منظومة متكاملة ومنطلقًا للتطوير والتحديث، فإن الأمر يقتضي دراسة الأنشطة التي تقوم بها، وأدوار العاملين فيها باعتبارها مرتكزات، حتى يكون للمدرسة دور فعال في اكتشاف الموهوبين وذلك من خلال ما يأتى:
أ. المعلمون: المعلم هو أفضل من يستطيع تحديد الأسلوب الأمثل للكشف عن الموهوبين باعتباره من أهل الخبرة الميدانية في التعامل مع التلاميذ، ويستطيع الوصول بسهولة إلى نواحي القوة والضعف في تلاميذه، بدءًا من معلمي رياض الأطفال ومعلمي مرحلة التعليم الأساسي والمرحلة الثانوية، وذلك على اعتبار أن دور المعلم رئيسي في الكشف عن الموهبة ويشاركه في هذه المسئولية الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون، ولقد حددت مارجريت لندسي بعض الخصائص الشخصية والمهنية للمعلم الذي يقوم بالعمل مع الموهوبين فيما يلي:
- الخصائص الشخصية: يتفهم ذاته ويتقبلها ويقدرها ويثق بها ويتمتع بشخصية قوية، متفهم لمتطلبات الآخرين واحتياجاتهم ويوليها أهمية على مطالبه الذاتية، يدعم الآخرين ويثق بهم.
◘ مستواه العقلي أعلى من المتوسط، له قدرة عالية على الإدراك والتصميم والمبادأة والتنظيم والتخيل.
◘ مرن، متفتح على الأفكار الجديدة، له اهتمامات عقلية وأدبية وثقافية، يرغب في التعلم والاستزادة من المعرفة، متحمس، يؤمن بمسئولياته تجاه التفوق والنبوغ.
يوجه أكثر مما يسيطر، كثير الاستشارة وغير مركزي في أحكامه، يؤمن بأسلوب حل المشكلات بطريقة عملية، ولا يقفز بسرعة إلى استنتاجات غير مبررة، يهتم بإشراك الآخرين في التوصل إلى المعلومات بدلا من إعطاء أجوبة جاهزة.
قادر على أن يعد برنامجا مرنا، يهتم بالإنسان كفرد، يقوم بتطويره إذا لزم الأمر، يوفر مناخا يسود فيه الدفء والأمان والتسامح، يوفر أساليب التغذية الراجعة، يستخدم استراتيجيات متنوعة، يحترم طلابه وينمي فيهم ما لديهم من خصائص إيجابية يقدر قيمتهم وأداؤهم، يقدر الابتكار والقدرة على التخيل، يشجع ويستثير القدرات العقلية.
ب- إدارة المواهب:
من خلال الإدارة المدرسية وإدارة الفصل وإدارة الوقت، وهي مسئولية مشتركة لمديري المدارس وجميع العاملين بها بما فيهم المعلمون، وذلك لتحقيق الجودة في الكشف عن الموهوبين.
ج. الأنشطة التربوية:
من خلال ممارسة الطلاب لها في مختلف المجالات (العلمية والرياضية والثقافية والفنية..... إلخ) داخل المدرسة وخارجها بما يوفر لهم الفرصة للتعلم الذاتي والقيام بدور إيجابي للوصول إلى المعرفة، عن طريق البحث والاستقصاء وحل المشكلات وجمع المعلومات وتفسيرها، الأمر الذي يساعد المعلمين على اكتشاف الموهوبين في جميع المجالات.
د- المناهج الدراسية وطرق التدريس:
من خلال إثرائها لمحتوى المناهج، واستخدام أساليب تدريس مناسبة لاكتشاف الموهوبين.
هــ. الإمكانات والتجهيزات والتقنيات الحديثة:
على سبيل المثال (معامل متطورة – استخدام الإنترنت وغيرها) مما يساعد في التعرف على سمات الطلاب الموهوبين والمساعدة في اكتشافهم.
و- درجات التحصيل الدراسي ونظم الامتحانات ومحتواها العلمي القائم على الفهم والذكاء.
ز- تشكيل لجنة في كل منطقة تعليمية مهمتها الكشف عن ذوي القدرات الخاصة من الطلاب في المدارس، تتكون من موجهين ومعلمين وأخصائيين اجتماعيين بمشاركة نخبة من أساتذة كلية التربية.
وتجدر الإشارة إلى وجود قسم لرعاية الموهوبين بكل إدارة تعليمية للكشف عن الموهوبين بالمدارس، وذلك من خلال فريق العمل المشكل المختص برعاية الموهوبين بكل مدرسة.
3- الأندية الاجتماعية والرياضية والعلمية:
لها دور في المساعدة على اكتشاف الموهوبين من خلال المشاركة في أنشطتها المتعددة.
4- الإعلام:
لوسائل الإعلام من إذاعة وتليفزيون ومجلات وجرائد رسمية دور إيجابي وفعال في الكشف عن الموهوبين من خلال إمكانية إبراز سمات وخصائص التفوق والموهبة أمام الناس حتى يمكنهم التعرف على هذه السمات في أبنائهم.
ثانيًا: المرحلة العمرية التي يجب فيها اكتشاف الموهوبين:
اختلفت الآراء حول السن الذي ينبغي اكتشاف الموهوبين عنده، إلا أنه يرى الكثيرون أن الاكتشاف يجب أن يبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة (3-5) سنوات.
ثالثًا: أساليب وخطوات الاكتشاف المبكر للموهوبين:
1- اكتشاف الموهبة في مرحلة رياض الأطفال، ويتم ذلك بالطرق الاتية:
- أ- استخدام بطاقات الملاحظة المقننة داخل وخارج الفصل.
- ب- حلقات المنافسة التي تعقد بين الأسرة والقائمين على رياض الأطفال؛ لتتبع التاريخ الأسري ومدى توقع الأسرة من نجاح الطفل.
- ج- اللعب الهادف عن طريق عمليات الفك والتركيب مع الملاحظة وتقويم الأداء.
2- اكتشاف الموهبة في مرحلة التعليم الأساسي، يتم كما يلي:
- أ- فحص ملف الطفل المنقول من رياض الأطفال الذي يوضح مدى تميزه، وفتح ملف جديد.
- ب- اختبار الذكاء وبعض القدرات الخاصة (رياضية – فنية – أدبية.... إلخ).
- ج- ملاحظة نشاط التلميذ في الفصل الدراسي.
- د- عمل بطاقة الملاحظة بأن واعها (مباشرة وغير مباشرة) للكشف عن الجانب الإبداعي لمجالات النبوغ لدى التلميذ.
- هـ- الاختبارات التحصيلية ودلالتها.
3- الاكتشاف في المرحلة الثانوية، يتم عن طريق الأساليب التالية:
- أ- ملاحظة التفوق الدراسي للتلاميذ من مرحلة التعليم الأساسي.
- ب - قياس الذكاء والإبداع والقدرة على التحصيل الدراسي.
- ج- متابعة القدرات الخاصة التي تظهر لدى التلاميذ.
- د- بطاقة الملاحظة.
- هـ - نشاطات التلميذ داخل الفصل وخارجه.
وبوجه عام فإن هناك العديد من الأساليب المختلفة التي تتبع في الكشف عن المواهب وتتضمن هذه الأساليب ملاحظة الوالدين، ترشيحات المعلمين، ترشيحات الخبراء، ترشيحات الأقران، التقارير الذاتية، مقايس الذكاء، الاختبارات التحصيلية، اختبارات التفكير الابتكاري، اختبارات شخصية.
أما عن مراحل الكشف عن الموهوبين كما حددتها سيلفياريم فهي تمر بخمس مراحل اساسية يمكن سردها على النحو التالي:
أ- مرحلة المسح والفرز المبدئي:
ويتم خلالها التعرف على أولئك الاطفال الموهوبين الذين تم ترشيحهم من خلال الأساليب المختلفة التي عرضناها سلفًا.
ب- مرحلة التشخيص والتقييم:
ويتم من خلالها التأكد من تلك الملاحظات التي يكون قد بدأها أولئك الأشخاص الذين قاموا بترشيح هذا الطفل أو ذاك ليكون من الموهوبين، كما يتم خلالها تطبيق المقاييس المختلفة التي يمكن من خلالها الحكم على موهبة الطفل أو ملاحظة الإنتاج الفني للطفل وخاصة فيما يتعلق بالفنون الأدائية.
ج- تقييم الاحتياجات:
ويتم خلال هذه المرحلة تصنيف الأفراد الموهوبين إلى فئات مختلفة بحسب مواهبهم، ويتم تحديد الاحتياجات الخاصة بكل فئة من هذه الفئات وكيفية الوفاء بها وإشباعها.
د- اختيار البرنامج المناسب والتسكين:
ويتم خلال هذه المرحلة اختيار ذلك البرنامج الذي يناسب موهبة الطفل حتى يمكن تسكينه فيه بما يحقق الاستفادة القصوى منه.
هـ- التقييم:
وتمثل هذه المرحلة آخر المراحل الخمس التي يتم اتباعها في هذا الإطار، ويتم تقييم الطفل والأنشطة والبرامج التي يكون قد تلقاها ومدى استفادته منها؛ حتى يتسنى لنا تقديم ما عسانا أن نفعله في مثل هذا الإطار.
رابعًا: المقاييس المستخدمة في اكتشاف الموهوبين:
تعددت الادوات والأساليب العلمية للكشف عن الموهوبين، وقد أظهرت الدراسات والتجارب في الدول المتقدمة أن من أكثر هذه الأدوات استخداما على المستوى العالمي ما يلي:
1- مقاييس الذكاء العام التي تتكون من:
- مقاييس الذكاء الفردية: وأكثرها شيوعا على المستوى العالمي اختبار ستانفورد – بينيه، واختبار وكسلر، وتعتبر هذه الاختبارات من الأدوات الأكثر موضوعية للكشف عن الموهوبين في سن ما قبل المدرسة إلى نهاية مرحلة التعليم الأساسي.
- مقاييس الذكاء الاجتماعية: وأكثرها استخدامًا اختبار رافن raven المعروف بمقياس Progressive matrices المصفوفات المتتابعة.
2- مقاييس التفكير الابتكاري:
ومن أكثرها استخدامًا على المستوى العالمي:
- مقياس تورانس Torrance الذي يعرف باسم T.T.C.
- مقياس جليفورد Guilford.
- مقياس جتزلز جاكسون Getzels Jackson.
3- اختبارات الاستعداد الأكاديمي المدرسي.
4- اختبارات التحصيل المدرسية:
ويفضل منها الاختبارات المقننة، لأنها تتسم بالموضوعية والدقة وتصنف إلى عدة أنواع من أهمها:
- الاختبارات التحصيلية العامة.
- الاختبارات التحصيلية النوعية في مواد دراسية معينة.
- الاختبارات التحصيلية التشخيصية: ومن أكثرها انتشارًا اختبارات كاليفورنيا للتحصيل California achievement test
5- مقاييس السمات الشخصية:
ومن أشهرها مقياس رينوزلي وزملائه Renzulli الذي يقيس التلاميذ في عدة مجالات منها الدافعية والإبداع، والسمات القيادية، والمهارات الفنية، مثل الموسيقى والمسرح والاتصال.
6- ترشيحات أولياء المور:
ويشارك في الترشيح الآباء والأقران بحكم العلاقة الوثيقة بالأبناء، وقد بُنيت قوائم ملاحظة رصدت خصيصًا لذلك أشهرها قائمة أسكس.
7- اختبارات الميول:
تحاول قياس الميول المختلفة وتصنيفها وترتيبها تصاعديا، وتكون في شكل قوائم مقننة لاستقصاء الميول التي يعبر عنها الشخص، أي أنها في الاصل تقوم على الاختيار والتفضيل.
8- مقاييس العلاقات الاجتماعية:
وهي أدوات لقياس العلاقات الاجتماعية بين أفراد جماعة ما في وقت معين ووسائل لتحديد اللامعين والمرفوضين والمعزولين داخل الجماعة، تعيين الأشخاص ذوي السلطة على الجماعة، تكوين الرمز، والفئات المنشقة، وأشكال القبول والنبذ، وهي طرق جيدة للتعرف على الموهوبين في ظاهرة القيادة.
خامسًا: المعوقات التي تواجه اكتشاف الموهوبين:
- عدم وجود محكات متنوعة في التعرف على الموهوبين وخاصة تلك التي تقيس القدرات العقلية وسمات الشخصية بما يتلاءم مع البيئة المحلية.
- نقص الإمكانات المادية والمكانية (كثافة الفصول – نقص وسائل ومعينات التدريس....... إلخ) يجعل من الصعب على المعلم اكتشاف الطلاب الموهوبين ومتابعتهم.
- عدم وجود استراتيجية اكتشاف محددة الخطوات، أو أسس معينة تقوم عليها عمليات الاكتشاف.
- عدم وجود المعلم المدرب جيدا على استخدام أدوات القياس المختلفة، احتياج المعلمين إلى تدريب خاص لزيادة قدراتهم على استخدام هذه الأدوات والاستفادة من نتائجها.
- عدم وجود المعلم المتفرغ والمتخصص في رعاية الموهوبين.
- عدم توافر أدوات للقياس حيث أن معظمها تصلح لاكتشاف الموهبة الأكاديمية فقط، ولا تصلح لقياس الموهبة العقلية.
- سوء النظام الإداري داخل المؤسسات التعليمية والعلاقات المتوترة داخل العملية التعليمية تجعل من الصعب اكتشاف الموهوبين.
- غياب التنسيق بين الأجهزة والمؤسسات التي تعزز اكتشاف الموهوبين.
- عدم وجود تعريف محدد للموهبة.
- عدم وجود التوعية الشاملة لمختلف أفراد المجتمع بأهمية التعرف على أبنائهم الموهوبين ورعايتهم.
رعاية الموهوبين:
إن العلاقة بين التعليم والطفل والموهبة علاقة شديدة التشابك والتداخل، لذا تعد رعاية الموهوبين في أي نظام تعليمي عملية جوهرية وليست ترفا فكريًا، أو ممارسة تربوية زائدة عن الحاجة، ذلك إذا أراد هذا النظام أن يستكمل أوجه الرعاية لكل فئاته التربوية، وسوف نتناول رعاية الموهوبين من عدة أوجه على النحو التالي:
أولًا: أهمية رعاية الموهوبين:
تذهب بعض الاعتقادات الى أن الأطفال الموهوبين ليسوا في حاجة إلى رعاية تربوية وخاصة أن هؤلاء الأطفال يشبعون حاجاتهم التربوية بأنفسهم دون مساعدة من الآخرين، ومع ذلك يعتقد البعض الآخر بأن تلك الفئة من الأطفال في حاجة خاصة إلى رعاية معلميهم لإشباع حاجاتهم التربوية، والرأي الآخر هو السائد في الأوساط التربوية، وذلك للأسباب والاعتبارات التالية:
- ضرورة إعطاء التلاميذ خبرات تربوية محفزة ومناسبة لإشباع مستويات قدراتهم.
- من حق كل شخص التعليم تبعًا لقدراته في التعامل مع التحديات المحيطة به، وعلى المدرسة تهيئة الفرص لنمو قدراته ومواهبه بفاعلية.
- تلقى نسبة ضئيلة فقط من الأطفال الموهوبين الرعاية الخاصة بهم لإشباع حاجاتهم، وذلك في كثير من بلدان العالم في الوقت الحاضر، وهذا الوضع يمثل صدمة نفسية وبدنية لباقي الأطفال الموهوبين.
- لا يقدر التعليم التقليدي المواهب والعقول الفذة بدرجة كافية.
- إن إعطاء الفرصة للأطفال الموهوبين في التعبير عن مواهبهم، وتنميتها يمكنهم من إحراز نتائج أفضل في التحصيل الدراسي الأكاديمي، وتنمية كفاءتهم، وإحساسهم بآدميتهم.
- إن إشباع حاجات الموهوبين يعمل على تفاعلهم وانسجامهم مع مجتمعاتهم، والتفكير في خير ورفاهية أمتهم، وخاصة في مجالات الابتكار، والإبداع بما يفيدهم في مختلف مجالات حياتهم الشخصية والمجتمعية.
ثانيًا: أهداف تعليم الموهوبين:
تتجه بعض المدارس الخاصة بتعليم الطفال الموهوبين إلى صياغة أهدافها العامة والخاصة من فلسفات تعليم الموهوبين، ومن بين تلك الأهداف ما يلي:
1- إتقان محتوى المهارات والمستويات التي حددتها النظم التعليمية أو الإدارة التعليمية أو المدرسة التي تتمثل في:
- اكتساب واستخدام المهارات الأساسية والمعارف في المواقف الجديدة.
- تنمية المهارات الأساسية لاستخدام التكنولوجيا، مثل استخدام الكمبيوتر وأساليب الاتصال والعلوم.
2- إظهار مستويات التفكير العالية التي تتمثل في:
- تحليل البيانات والأفكار والحكم عليها.
- توليد المفاهيم المبتكرة والمتفردة.
- تعريف وتحليل وحل المشكلات الحقيقة.
3- إظهار عادات التعليم المستقلة التي تتمثل في:
- اختبار وتخطي مشروع دراسة.
- تقدير الميزانية، والوقت اللازمين لاستكمال مشروع دراسة معين.
- تقويم مستوى الإنجاز والحكم عليه ذاتيًا.
4- استخدام المعارف والتعبير عن الأفكار الذي يتمثل في:
- الاستفادة من المعلومات المتاحة للوصول إلى معارف وأفكار جديدة.
- استخدام مهارات الاتصال المتقدمة للتعبير عن الأفكار.
- مشاركة مجموعة من الأفراد في مناقشة هذه الأفكار.
5- ربط ما تم تعلمه بالنمو الشخصي للموهوب الذي يتمثل في:
- تنمية فهم أفضل للذات.
- اكتشاف اهتمامات تجاه مختلف المهن ومجالات العلم.
- ممارسة مهارات القيادة والعلاقات الإنسانية.
- فهم ما تضمنته القضايا والأفكار.
أساليب وأنظمة تعليم ورعاية الموهوبين والمتفوقين:
تهدف إدارة اكتشاف ورعاية الموهوبين إلى: اكتشاف المواهب المختلفة لدى الطلاب بمراحل التعليم المختلفة، وتقديم الرعاية المناسبة لهم، بغرض الوصول بهم إلى أقصى مستوى تؤهلهم له قدراتهم واستعداداتهم بما يحقق تنمية مواهبهم والاستفادة منها في خدمة المجتمع ورقيه، ويتحقق ذلك من خلال ممارسة المسئوليات والاختصاصات الآتية:
- تطبيق الاتجاهات الحديثة في أساليب اكتشاف ورعاية الموهوبين، وإعداد الأطر التي تكفل تحقيق هذه الأساليب من خلال وضع البر امج الخاصة التي تكفل الكشف المبكر للموهبة عند الالتحاق بالمدرسة، ونشر هذه البرامج على المديريات.
- متابعة الدراسات والبحوث التي تتناول الموهبة وتجميعها، وتبويبها، والاستفادة منها.
- إعداد الأدلة التي تتناول مقاييس الاختبارات النفسية والاجتماعية والعلمية ونشرها للاستفادة منها.
- العمل على وضع الأدلة التي تكفل التعريف بالتفوق والموهبة، وتساعد المعلم على تلبية حاجاته.
- ابتكار أنشطة مدرسية تساعد على اكتشاف الموهوبين.
- وضع مشروعات القرارات التي تنظم العمل في مجال الموهوبين.
- الربط بين أجهزة الرعاية المختلفة (اجتماعية – نفسية – صحية) لدعم الموهبة وإثراء التفوق.
- التعاون مع مستشاري المواد ومستشاري الأنشطة والإدارات العامة المختصة؛ لوضع تصور للأنشطة التي يمكن أن تشبع حاجات الموهوبين، وكيفية رعايتهم.
- التعاون مع مراكز البحوث العلمية لوضع البرامج الإثرائية التي تخدم الموهبة وتدعم التفوق.
- متابعة تنفيذ التوصيات التي تصدر عن المؤتمرات المرتبطة بالموهبة.
وقد حددت إدارة اكتشاف ورعاية الموهوبين بعض متطلبات اكتشاف المواهب ورعايتها على النحو التالي:
1- فيما يتعلق بإدارة المدرسة:
- اتباع إدارة المدرسة لأسلوب الجودة الشاملة في الإدارة والأسلوب الديموقراطي في العلاقات.
- الإيمان بفلسفة التعليم المستمر جميع العاملين بالمدرسة وخاصة بالنسبة للمعلمين.
- وضع خطة لتحقيق رسالة المدرسة، وإعادة النظر فيها سنويا.
- الإيمان بأن التميز ليس حكرا على قلة من التلاميذ ولكن يمكن للجميع الوصول إليه من خلال النمو المستمر.
- تكونن علاقات ودية مع العاملين وتوافر الاحساس بالملكية، والمسئولية تجاه المدرسة.
2- فيما يتعلق بالفصل الدراسي:
- اتباع أسلوب التعلم النشط.
- خلق جو من المرح والمرونة والحرية والحب والأمان.
- الاهتمام بالمهارات الحياتية، والربط بين المواهب، ومجالات الذكاءات المتعددة.
- إعادة النظر في إدارة الفصل على النحو التالي:
- تهيئة الجو العام لتنمية المواهب من خلال قيام التلاميذ بالإدارة الذاتية، والتعلم الذاتي.
- يتم التعلم في إطار مجموعات التعلم التعاوني، التعلم بالقدرات.
- صنع أنشطة ووسائل ومواد إثرائية تتفق مع قدرات المجموعات.
- أن يتم التقييم بشكل أصيل وواقعي من خلال ملف يشارك المتعلم في إنشائه، من خلال التقييم الذاتي ويشارك الآباء في تطويره.
وسائل تحفيز الموهوبين:
أ- على مستوى الوزارة:
يتم التعاون وتنسيق الجهود بين الإدارات العامة والمعنية باكتشاف الموهوبين بديوان عام الوزارة، ومراكز سوازن مبارك الاستكشافية للعلوم، ونوادي العلوم للعمل على:
- إقامة معرض دائم في قاعة العرض المخصصة لذلك في إحدى المباني التابعة للوزارة، على أن يتم دعوة رجال الأعمال، وممثلي الجمعيات الأهلية، والمهتمين بالمجالات المتعددة للمواهب، والتلاميذ الموهوبين أصحاب الأعمال، وأولياء الأمور.
- تنظيم حفلات فنية (موسيقية – مسرحية) للموهوبين فنيا.
- تنظيم مسابقات أدبية للموهوبين في الأدب.
- إقامة معسكرات دولية بدعوة من بعض الدول على أن يساهم اليونسكو، والجمعيات الأهلية في التمويل.
- إقامة معسكرات على مستوى الوزارة في إحدى المحافظات بصفة دورية للمواهب من كل مديرية، بإشراف موجهي العموم والمستشارين وأكاديميين متخصصين.
- توثيق الصلة بوسائل الإعلام المختلفة من صحافة وإذاعة وتليفزيون؛ لعرض صور وأسماء المتميزين من الموهوبين وعقد لقاءات معهم.
- الاستفادة من مساهمات رجال الأعمال والجمعيات الأهلية عن طريق التواصل المستمر بينهم وبين الوزارة.
ب- تحفيز مكتشفي المواهب المتميزة بطرق متعددة من خلال:
- إعطائهم أولوية في البعثات الخارجية.
- منحهم شهادات تقدير من كبار المسئولين.
- وضع نظام يضمن لهم الأسبقية في الترقيات عن زملائهم.
- وضع نظام لإثباتهم ماديًا.
توصيات الدراسة
- التعاون الكامل بين وزارة التربية والتعليم ومراكز البحوث العلمية والجامعات والجهات ذات الصلة بالموهوبين لإعداد الدراسات والبحوث حول الطرق الجديدة لاكتشاف الموهوبين، وتقديم الخطط والبرامج والأنظمة التعليمية الخاصة برعايتهم، تطوير وتقنين اختبارات فردية وجمعية على البيئة المصرية لقياس القدرات العقلية والاستعدادات الأكاديمية وفق الاتجاهات الحديثة في نظرية الذكاء وكذلك عمل قوائم سمات الشخصية، الإبداع، والدافعية.
- إنشاء صندوق لدعم المشروعات والمخترعات والابتكارات المتميزة عن طريق مساهمات رجال الأعمال، وتشجيع العمل التطوعي في مجال رعاية الموهوبين، وإصدار دورية عملية تهتم بنشر الدراسات والبحوث في مجال الموهبة.
- تفعيل أساليب الإسراع والإثراء وتغيير المناهج الدراسية طبقًا لذلك تطبيق برامج رعاية تتناسب مع كل موهبة من حيث الثراء التعليمي من جهة والإسراع التعليمي من جهة أخرى.
- ضرورة استقلال إدارة الموهوبين على اعتبار أن تربية الموهوبين منظومة مستقلة وليست جزءا من منظومة التربية الخاصة التي تعطى اهتمام أكثر للمعافين من ذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي يؤدى إلى توفير إمكانيات وموارد بشرية مؤهلة أكثر لتحقيق الأهداف المنشودة.
- إنشاء مجلس قومي لرعاية الموهوبين.
- تشكيل فرق عمل من المختصين والمسئولين في الجامعات ووزارة التربية والتعليم لوضع خطة عمل متكاملة تعالج جميع الجوانب المتعلقة بالكشف عن الموهوبين، وتحدد الأساليب المناسبة لرعايتهم.
- توفير مناهج دراسية خاصة بالأطفال الموهوبين تسمح بتنمية مهارات التفكير الناقد، واكتشاف المعارف الجديدة وتشجع على الابتكار، والتميز، والتعلم والنمو الذاتي، فضلا عن تضمينها لأساليب تقويمية مطورة لتقويم أداء ومهارات التلاميذ.
- إنشاء بيئة إلكترونية للموهوبين والمبدعين والمبتكرين على مستوى الوزارة، كشحذ المواهب وصقلها على شبكات الحاسبات الإلكترونية.
- تأهيل وتفريغ معلم ورعاية الموهوبين بكل مدرسة.
- إدراج وظيفة الأخصائي النفسي بمرحلة رياض الأطفال لأهميته في تطبيق الاختبارات والمقاييس وتحقيق الرعاية النفسية للطفل، مما يؤدي إلى الاكتشاف ورعاية للموهوبين في المراحل المبكرة.
- منح الطلاب الموهوبين في مجالات الأنشطة المختلفة حافزا (درجات تضاف على المجموع في الشهادتين الإعدادية والثانوية) حتى لا يفقد الطلاب الحماس لتنمية مواهبهم، ولتحفيز أولياء الأمور على تبنى وتشجيع مواهب أبنائهم.
- صرف حوافر لمشرف الموهوبين، وإعادة النظر بشأن شروط ترشيحه، حيث أنه من الضروري الأخذ بما ورد في الأبحاث المتعلقة بهذا الشأن.
- تفعيل دور نوادي العلوم، وإمدادها بالخامات والأدوات التي تعين الطالب على الاكتشاف والبحث والتجريب، وهي من المتطلبات الخاصة للإبداع.
- تفعيل دور النادي الاستكشافي الموجود بالمدارس، ووضع الخطط اللازمة للأداء مهامه.
- إنشاء مراكز متخصصة لرعاية الموهوبين لكل إدارة تعليمية يتوافر فيها كافة الإمكانيات المادية والمالية، والتقنيات الحديثة.
- تفعيل دور الجامعات في تطوير برامج أكاديمية للطلاب الموهوبين والمتفوقين بالمدارس.
- تقوم كليات التربية بإعداد معلمين متخصصين للتدريس الطلبة الموهوبين والمتفوقين.
- زيادة الوعي المجتمعي باحتياجات ومشكلات الطلبة الموهوبين، وتقوية الروابط المهنية بين الجامعات والمدارس.
- تفعيل دور المؤسسات والجمعيات الأهلية ورجال الأعمال في عملية الكشف عن الموهوبين ورعايتهم، وتقديم التمويل اللازم لذلك.
- تدريب جميع العاملين في المدرسة على اكتشاف ورعاية الموهبة.
- إعداد اختبارات للذكاء لتحديد نوعه وليس نسبته فقط استنادا على نظرية الذكاء المتعدد.
- التكامل بين أدوار الأخصائي الاجتماعي والنفسي في السياق التربوي هو الطريق الوحيد لنجاحهما.
- دعم مجلس الأمناء والآباء والمعلمين وتفعيل دورهم في توثيق العلاقة بين المدرسة والمجتمع والأسرة، وفي اكتشاف الموهوبين بفاعلية.
- ثبات فرق العمل المشكلة بالمدارس لرعاية الموهوبين، وعدم تنقلهم نتيجة لترقيتهم إلا قبل استقرار العمل الخاص بالموهوبين في المدرسة.
- توفير بيئة تتحدى قدرات التلاميذ حتى لا يصابوا بالملل.
- توفير المناخ المناسب لنمو الموهوبين نتيجة تنمية الاتجاهات الإيجابية والوعي العام لدى بعض فئات المجتمع المتمثلة في (أولياء الأمور – المدرسين – المسئولين في المدرسة) لتوعية باقي أفراد المجتمع بضرورة الاهتمام ورعاية الموهوبين.
.