Business

من أساليب التأديب في السنة النبوية الشريفة

 

 أسلوب الثواب والتأديب من الأساليب التـي تستند إليها التربية في كل زمان ومكان وتساعد الآباء والمربين على النجاح والوصول إلى الأهداف المرتقبة في العملية التعليمية التربوية بعناصرها المختلفة. وقد كان الدافع للبحث في هذا الموضوع ما نراه من خلل في سلوك كثير من الأطفال بسبب عدم الاعتدال في استخدام أساليب الثواب والتأديب من قبل كثير من الآباء والمربين.

وذلك عائد إما إلى الجهل بوسائل التأديب التربوي أو الأخذ بمناهج تربية من هنا وهناك في حين أنه يوجد منهج تربوي متكامل لتربية الطفل مستقى من هدي النبي وسنته المطهرة.

فى دراسة للباحثتان بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة طرابلس بلبنان، زينة غمراوي ومنى الدبليز، بعنوان (من أساليب التأديب في السنة النبوية الشريفة)، رأتا أن يكون النبع النبوي الشريف وآراء العلماء فى الفكر التربوي الإسلامي هو الأساس والمرتكز في استنباط الأفكار وتربيتها، آملتين أن يجد فيه الآباء والمربون القواعد التربوية التـي تساعدهم على اختيار الأفضل في التأديب للوصول في النهاية إلى إصلاح أجيال الأمة.

 

  • تعريف التأديب:

‌أ- الأدب في اللغة:

جاء في لسان العرب ما يلي: (الأدب الذي يتأدب به الأديب من الناس، سمي أدبًا؛ لأنه يأدِّبُ الناس إلى المحامد، وينهاهم عن المقابح؛ وأصل الأدب: الدعاء.

الأدب أدبُ النفس والدّرسِ، وأدّبه، فتأدّب، علّمه، وفلان قد استأدب: بمعنى تأدّب).

‌ب- وفي الحديث عن ابن مسعود مرفوعًا: «إن هذا القرآن مأدبة الله في الأرض فتعلموا من مأدبته».

قال الحافظ ابن حجر: «والأدب: استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، وعبّر بعضهم عنه بأنه الأخذ بمكارم الأخلاق. وقيل الوقوف على المستحسنات، وقيل هو تعظيم من فوقك، والرفق بمن دونك».

وقيل: إنه مأخوذ من المأدبة– وهي الدعوة إلى الطعام– سمي بذلك؛ لأنه يدعى إليه.

وقال الإمام ابن القيم رحمة الله تعالى: «وعلم الأدب هو علم إصلاح اللسان والخطاب، وإصابة مواقعه، وتحسين ألفاظه، وصيانته عن الخطأ والخلل، وهو شعبة من الأدب العام».

وأعم من هذا قوله بعد ذلك: «وحقيقة الأدب استعمال الخلق الجميل».

وقال الإمام بن المبارك– رحمة الله تعالى-: «وقد أكثر الناس القول في الأدب، ونحن نقول أنه معرفة النفس ورعوناتها، وتجنب تلك الرعونات».

(من خلال هذه التعريفات نجد أن كلمة أدب مرتبطة بالمعنى الأخلاقي التربوي والاجتماعي، وأن التأديب هو تهذيب الأخلاق، وصفة كريمة للنفس، وطيب النشأة والدماثة، ومكارم الأخلاق، وحسن العشرة)

 

  • الغرض من التأديب:

اتفق علماء الفكر التربوي الإسلامي على أن الغرض الأساسي من تأديب الطفل هو تهذيب أخلاقه وتزكية روحه وتعويده الآداب الحسنة ليعيش ويحيا حياة طيبة يتعلم فيها:

أ‌- أدب الدنيا؛ ليحيا بها: نعدّه فيها ليكون قوي الجسم، مرتب الفكر، يعرف كيف يتعاون مع غيره، وكيف يدبر شؤون نفسه، كيف يقوم بواجبه نحو نفسه، وأفراد أسرته، ومجتمعه، والناس أجمعين، وكيف ينتفع بما وهبه الله تعالى من مواهب، وكيف يستخدم طاقاته المختلفة بما ينفع نفسه وغيره.

ب‌- أدب الآخرة، ليكون متصلًا بالله تعالى، يخافه في السر والعلن، ويلزم الدين عقيدة وسلوكًا ومنهج حياة، يؤدي واجبه نحو خالقه وينهج في ذلك نهج منازل (إياك نعبد وإياك نستعين).

من هذا المنطلق جاءت توجيهات النبي تدعو الآباء والمربين إلى العناية بتربية الأبناء وإكرامهم وحسن توجيهم والاستجابة لرغباتهم حتى تؤتي عملية التأديب ثمارها بإذن الله تعالى.

روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم».

وقد بين الإمام الغزالي الغرض من التأديب فقال: «اعلم أن الطريق إلى رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها، والصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة؛ فإن عُوّد على الخير وعلّمه، نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وإن عُوّد على الشر وأهمل إهمال البهائم، شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له. وصيانته بأن يؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء».

 

  • لماذا الاهتمام بالتأديب التربوي للأطفال؟

يجيب على هذا السؤال أحد علماء الفكر التربوي الإسلامي فيقول: «يكتسب (الطفل) من الأدب الصالح.. العقل النافذ ومن العقل النافذ.. حسن العادة، ومن حسن العادة.. الطباع المحمودة، ومن الطباع المحمودة.. العمل الصالح، ومن العمل الصالح.. رضى الرب».

وهكذا نرى أن التأديب ضرورة تربوية تهذيبية للطفل إذ لا ينبغي الإفراط في تكريمه والاستجابة لجميع ميوله ورغباته حتى لا يكون ذلك عائقًا في تعليمه وتأديبه وهذا ما نبه إليه علماء الفكر التربوي الإسلامي ومنهم أبو الفرج بن الجوزي حيث قال: «ينبغي للمربي والوالد، أن يكتم حبه للولد، لأنه يتسلط عليك، ويضيع مالك، ويبالغ في الإدلال، ويمنع عن التعليم والتأديب».

ذلك لأن السلوك الخضوعي من المربين يؤدي إلى تكوين الغرور والثقة الزائدة بنفسه، مما يؤدي إلى العصيان، والإهمال، وعدم احترام السلطة الضابطة عند الأطفال.

وإذا ما ظهر هذا الميل ظهورًا فعليًا في سلوك الطفل، فإن هذا يؤدي إلى سوء التكيف الشخصي والاجتماعي، ونتيجة لهذا يصبح الطفل في حالة من التوتر الانفعالي ويؤدي إلى سوء الأدب.

وقد بين الماواردي عواقب سوء الأدب فقال: «ويكتسب من الأدب السوء فساد العقل، ومن فساد العقل سوء العادة، ومن العادة السيئة رداءة الطبع، ومن الطباع الرديئة سوء العمل، ومن سوء العمل سوء المقالة وغضب الله».

ونتيجة لما يجري لكثير من الأطفال من سوء التكيف الاجتماعي والشخصي مما يؤدي في النهاية إلى غضب الله، كل هذا يوجب على الآباء والمربين أن يأخذوا بالتأديب منذ الصغر لأن الأدب ينقل الطبع المذموم إلى الطبع المحمود، ولأن الصغير أسلس قيادة وأحسن موتاة وقبولًا.

  • من أسس الأساليب النفسية المؤثرة في نفس الطفل:

من أجل أن تؤتي التربية ثمرتها وتقل مشكلات السلوك ويستجيب ألأطفال لتوجيهات المربين كان لا بد من مراعاة أسس الأساليب النفسية المؤثرة في نفس الطفل والتـي منها:

       1. صحبة الطفل:

تلعب الصحبة دورًا كبيرًا في التأثير على النفس، فهي أشبه بعملية التلقيح بين الصديقين واٍن صحة الولد تساعد على ربطه بالأب أو المربي فيتأثر به ويتخذه قدوة له، ويتعلم منه ما يهذب نفسه، ويلقح عقله ويحسن عاداته.

وقد أٌثر عن النبي أنه كان يصحب الأطفال في كافة الميادين فتارة كان يصحب ابن عباس وتارة أطفال جعفر بن أبي طالب، وأخرى أنسًا رضي الله عنهم أجمعين.

 

       2. ملاعبة الطفل وإدخال الفرح إلى نفسه:

الأطفال يحبون اللعب والفرح، ويؤثر فيهم أيّما تأثير، لذا فإن تحريك هذا الوتر المؤثر في نفس الطفل سيورث الانطلاق والحيوية في نفسه، ويجعله على أهبة الاستعداد لتلقي أي أمر أو إرشاد أو ملاحظة.

وقد أثر عن النبي أنه كان يلاعب الأطفال ويدخل السرور إلى نفوسهم باتباع أساليب شتى منها: الاستقبال الجيد لهم والمسح على رؤوسهم أو خدودهم وتقبيلهم، وممازحتهم، ووضعهم في حجره الشريف، والتسليم عليهم، والأكل معهم وتقديم العطايا لهم، وزيارتهم إذا مرضوا...

والأحاديث في هذا كثيرة منها: عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبـي فقال: تقبلون الصبيان فما نقبلهم، فقال النبي: «أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة».

وعن أنس رضي الله عنه قال: مر علينا النبي ونحن نلعب فقال: «السلام عليكم يا صبيان».

وعن يوسف بن عبد الله بن سلام رضي الله عنهم قال: «سماني رسول الله يوسف وأجلسنـي في حجره».

 

       3. الاستجابة لميول الطفل وترضيته:

من الأساليب الناجحة في كثير من المواقف الاستجابة لميول الطفل وترضيته حتى يرضى.. فالصغير لا بد من ترضيته وتنفيذ مطالبه لشعوره بالحاجة التـي يطلبها، فإذا تمت الاستجابة انشرحت نفسه وفرح وانطلق بحيوية فائقة وإذا لم يُلبّ طلبه ازداد غيظًا وغضبًا وحمقًا.

والرسول هنا يقرر قاعدة تربوية عظيمة جدًا في حل كثير من مشاكل الطفل.

روى ابن عساكر عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله خرج إلى عثمان بن مظعون ومعه صبي صغير لم يلثمه، فقال له: «ابنك هذا؟ قال: نعم، قال: تحبه يا عثمان؟ قال: إي والله يا رسول الله إني أحبه، قال: أزيدك حبًا له؟ قال بلى فداك أبي وأمي، قال: إنه من ترضّى صبيًا صغيرًا من نسله حتى يرضى، ترضاه الله يوم القيامة حتى يرضى».

 

        4. تشجيع الأطفال:

التشجيع من الأساليب التربوية الإيجابية الناجحة في تربية الطفل وله دور كبير في نفس الطفل، وتعديل سلوكه وكشف طاقاته الحيوية وأنواع هواياته، كما أنه يزيد في استمرارية العمل ودفعه قدمًا نحو الأمام بمردود جيد وقد أثر عن النبي أنه كان يشجع في كثير من الأحيان الصحابة رضوان الله عليهم. عن أبي كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «يا أبا المنذر: أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: يا أبا المنذر: أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال: فضرب في صدري وقال: والله! ليهنك العلم أبا المنذر».

ومن وسائل التشجيع الدعاء، وحسن النداء وعبارات المديح والثناء وإظهار الإعجاب والابتسام وهز الرأس، والمكافآت المادية.

 

       5. المدح والثناء:

لمدح الطفل أثر فعال في نفسه، إذ يحرك مشاعره، وأحاسيسه فيسارع إلى تصحيح سلوكه وأعماله وترتاح نفسه وتزهو لهذا الثناء وتتابع في النشاط وتستمر به. وقد نبه الرسول على هذا الوتر الحساس في نفس الغلام.

أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: « كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت غلاما شابا وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان وإذا فيها أناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار قال فلقينا ملك آخر فقال لي لم ترع فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا». ومن صور الثناء قوله: «من صُنع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ في الثناء».

وجاء في وصية سحنون الفقيه لمعلم ابنه: «لا تؤدبه إلا بالمدح ولطيف الكلام، وليس هو ممن يؤدب بالضرب والتعذيب».

 

       6. حسن النداء:

إن حسن نداء الطفل يثير اهتمامه ويضعه في حالة استعداد لتلقي الكلام ويشعره بمحبة المخاطب له كما أن التنويع في النداء يشعره بأهميته بين الكبار مما هو أدعى لاستجابته وتنفيذ الأوامر الموجهة إليه بكل سرور.

وقد أثر عن النبي أنه كان ينوع في خطابه للأطفال فتارة يخاطب الطفل باسمه فيداعبه بقوله: «يا أبا عمير، ما فعل النغير؟»، وتارة يخاطبه بطفولته فيناديه: «يا غلام إني أعلمك كلمات...»، وكثيرًا ما يناديه بنداء العاطفة: «يا بنـي إذا دخلت على أهلك فسلم».

 

      7. زرع التنافس بين الأطفال وتقديم العطايا للفائزين:

التنافس يفجر الطاقة المكنونة في الأطفال، وينشط نفوسهم ويرفع همتهم وينمي مواهبهم ويعزز روح الجماعة والابتعاد عن الفردية.

وقد كان النبي يثير التنافس البناء في نفوس الأطفال ويقدم للفائز منهم العطايا. ومن الأمثلة على هذا حين كان يجري مسابقة الجري بين الأطفال لتنمو عضلاتهم وتقوى أجسامهم.

أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: كان رسول الله يصفُّ عبد الله، وعبيد الله، وكثيرًا من بنـي العباس رضي الله عنهم ثم يقول: «من سبق إليّ فله كذا وكذا». قال: فيستبقون على ظهره وصدره فيقبلهم، ويلزمهم.

 

      8. تنمية ثقة الطفل بنفسه:

اتبع الرسول لتنمية ثقة الطفل بنفسه عددًا من الطرق وذلك لينشأ قويًا، ومن هذه الطرق:

1) تقوية إرادة الطفل بتعويده على الصيام وحفظ الأسرار.

2) تنمية الثقة الاجتماعية عندما يقضي حاجيات المنزل ويجالس الكبار ويجتمع مع الصغار.

3) تنمية الثقة العلمية وذلك بتعليمه القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته العظيمة.. فتنمو ثقته العلمية لأنه يحمل حقائق العلم بعيدًا عن الخرافات والأساطير.

4) تنمية الثقة الاقتصادية والتجارية وذلك بتعويده على البيع والشراء والتجول في الأسواق بصحبة والديه وقضاء حاجتهما.

ومما يدل على حرص النبـي على تنمية ثقة الطفل بنفسه أنه عندما شاهد الطفل عبد الله جعفر وهو يبيع بيع الغلمان دعا له بالبركة.

 

      9. العدل:

للعدل والمساواة بين الأطفال أثر كبير في مسارعة الأبناء إلى البر والطاعة.

وقد جاء الاهتمام بالعدل في السنة النبوية الشريفة التطبيق العملي لها ووردت عنه أحاديث كثيرة تحث على الالتزام بالعدل في أمور حياتنا كلها في المنشط والمكره والثواب والتأديب مع الغني والفقير والصغير والكبير.

عن النعمان بن البشير رضي الله عنه قال: «أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة: لا يرضى حتى تُشهد رسول الله فأتى رسول الله، فقال: إني أعطيت ابنـي من عمرة بنت رواحة، فأمرتنـي أن أشهدك يا رسول الله! قال: أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟ قال: لا. قال: «فاتقوا الله؛ واعدلوا بين أولادكم» قال: فرجع فرد عطيته».

كما بشَّر العادلين فضلًا عن تحقيق أهدافهم التربوية في الدنيا بمنابر من نور يوم القيامة.

عن عبد الله بن عمر بن العاص– رضي الله عنهما– قال: قال رسول الله: «إن المقسطين عند ربهم على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين– هم الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولّوا...».

 

    10. الترغيب والترهيب:

الترغيب وعد يصحبه تحبيب وإغراء بمصلحة، أو لذة، أو متعة آجلة، مؤكدة، خيرة خالصة من الشوائب، مقابل القيام بعمل صالح، أو الامتناع عن عمل سيء. وليس معنى الترهيب هو التخويف المفزع والمقلق للنفس، وإنما هو تذكير عمل الطفل بعقوبة المخالفة ويعتبر الترغيب والترهيب من الأساليب الناجمة في إصلاح الطفل وتأديبه ذلك لأن النفس البشرية تميل إلى الترغيب في العمل وثمرته وتخاف من التحذير من فعل الخطأ ونتائجه.

وقد أثر عن النبـي أنه كان يستخدمه في حالات كثيرة منها على سبيل المثال الترغيب في بر الوالدين والترهيب من عقوقهما.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سألت النبـي: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين»، قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله».

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبـي قال: «الكبائر؛ الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، قتل النفس، واليمين الغموس».

 

  • أساليب التأديب المعنوي:

الإرشاد إلى الخطأ بالنصح والتوجيه غير المباشر:

كثيرًا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرشد المخطئين بطريق النصح والتوجيه غير المباشر بأساليب عديدة منها:

أ‌- التعريض: هو أن تُعرّض بالشيء، وأنت تريد غيره، من باب قول العرب في المثل المشهور: «إياك أعنـي، واسمعي يا جارة».

وهذا الأسلوب التربوي كان ينتهجه النبي صلى الله عليه وسلم عندما يبلغه أن بعض أصحابه قد وقعوا بالخطأ، فيسلك معهم هذا الأسلوب في علاج أخطائهم.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: «ما بال فلان يقول؟، ولكن يقول: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا».

ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟!»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «ما بال أقوام يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله؟!».

 

من الفوائد التربوية لمعالجة خطأ المتعلم بالتعريض ما يلي:

أ- أنه يحفظ درجة شخصية المتعلم عند أصحابه، فلا يقل شأنه ومرتبته بينهم، وهذه فائدة تربوية تفيد بعدم إصابة المتعلم بالإحباط الذي يترتب عليه أمراض نفسية معقدة.

ب- يؤدي إلى زيادة روابط الثقة والمحبة بين المعلم والمتعلم، لأن المتعلم أحس بالطمأنينة والارتياح النفسي عندما عالج المعلم خطأه دون أن يذكره أمام الناس وهذا مما يؤدي بالتالي إلى استعداده النفسي والفكري لتصحيح خطئه.

ج- ومن فوائد معالجة الخطأ بالتعريض أيضًا أنه يصحح أخطاء تربوية موجودة في متعلمين آخرين واقعين في نفس الخطأ، من غير الذين يقصدهم، فيتهيأ هؤلاء والمقصودون إلى خطئهم فيعالجوه، وبهذا يقضون على سلوك غير مرغوب فيه.

 

ب- القصة:

للقصة أثر كبير في النفوس لما تتضمنه من أحداث تجذب السامع وتجعله يتفاعل مع أحداثها ويستجيب لمحتواها.

وقد سن الله تعالى هذا الأسلوب في تعليمه لنبيه صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: «وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (120)»

كثيرا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه بالقصص والوقائع التي يحدثهم بها عن الأقوام الماضين، فيكون لها في نفوس سامعها أطيب الأثر وأفضل التوجيه وتحظى منهم بأوفى النشاط والانتباه وتقع على القلب والسمع أطيب ما تكون إذ لا يواجه فيها المخاطب بأمر أو نهي وإنما هو الحديث عن غيره فتكون له منه العبرة والموعظة والقدوة.

ومن إرشاداته صلى الله عليه وسلم إلى الخطأ بالنصح غير المباشر عن طريق القصص، حديثه في التحذير من إيذاء الحيوان والإساءة إليه.

قال صلى الله عليه وسلم: «دخَلتِ امرأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ ربَطَتْها فلا هي أطعَمَتْها ولا هي أرسَلَتْها تأكُلُ مِن خَشاشِ الأرضِ حتَّى ماتت».

 

ج - الملاطفة: روى البخاري و مسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ فقال للغلام أتأذن لي أن أعطي هؤلاء فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا قال فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده» وهذا الغلام هو عبد الله بن عباس.

فلقد رأينا أنه عليه الصلاة والسلام أراد أن يعلم الغلام بطريق الملاطفة التأدب مع الكبار في إيثار الشراب لهم.

 

  • الإرشاد إلى الخطأ بالنصح والتوجيه المباشر:

في بعض الأحيان كان النبي صلى الله عليه وسلم يرشد إلى الخطأ بالنصح والتوجيه المباشر وذلك باستخدامه الأساليب التالية:

أ‌- الخطاب المباشر: ومن صور استخدام النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأسلوب معالجته طيشان يد أبي سلمة بالإناء:

عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي تحت رعايته)، وكانت يدي تطيش في الصحفة (أي تتحرك هنا وهناك في إناء الطعام) فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك» فما زالت تلك طعمتي بعد».

حيث عالج صلى الله عليه وسلم أساس الخطأ واستخدم الترتيب الموضوعي والعلمي في هذا العلاج من أجل أن يساعده على الإتقان الصحيح لتصحيح الخطأ فأمره أولا بـ(التسمية ، فالأكل باليمين ، ثم الأكل من أمامه مما يليه).

 

ب- التنبه إلى الخطأ:

عن معاوية بن الحكم السُّلمي، قال: «بينا أنا أُصلِّي مع رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- إذ عَطَس رجلٌ من القوم، فقلتُ: يرحمك الله، فرماني القومُ بأبصارهم، فقلت: واثُكل أُمِّياه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلمَّا رأيتهم يُصمِّتونني، سكت، فلمَّا صلَّى رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- فبأبي هو وأمي، ما رأيتُ معلِّمًا قبلَه ولا بعدَه أحسنَ تعليمًا منه، فوالله ما كَهَرني ولا ضَرَبني ولا شتمني، قال: «إنَّ هذه الصَّلاةَ لا يصلح فيها شيءٌ من كلام الناس، إنَّما هو التسبيحُ والتكبير، وقراءة القرآن».

في هذا الموقف تتجلى روح المعلم الحق، وأسلوبه الرفيق في معالجة الخطأ وتنبيه المخطئين وحيث بين له حقيقة الصلاة، وما لا يليق من القول أن يدخل فيها منبهًا إياه على خطئه دون أن يقول له: أخطأت أو أسأت ولم تعرف للصلاة قدرها وغير ذلك من العبارات القاسية.

 

ج – التصحيح العملي للخطأ: كثيرًا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج الخطأ بالتصحيح العملي له في الواقع الميداني.

ومن ذلك ما رواه أبو داوود عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه-: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بغلام يسلخ شاة وما يحسن، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تنح حتى أريك، فأدخل يده بين الجلد واللحم، فدخس بها حتى دخلت إلى الإبط، ثم مضى فصلى للناس، ولم يتوضأ».

فليكن شعار الآباء والمربين في تعاملهم مع أطفالهم (تنح حتى أريك)، لأن الطريقة العملية أدعى إلى العلم الصحيح وأسهل على الفهم.

 

د- التصحيح الفكري للخطأ: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصحح البنى الفكرية للطفل إذا أخطأ بأساليب محببة تمتاز بالرفق واللين ومن ذلك ما رواه أبو داوود عن عبد الرحمن بن أبي عقبة- رحمه الله- عن أبيه وكان مولى من أهل فارس، قال: «شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم أحدًا، فضربت رجلًا من المشركين، فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي، فبلغت النبي­- صلى الله عليه وسلم- فقال: «هلا قلت: وأنا الغلام الأنصاري؟!»، وقال- صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر عن العصبية القبيلة: «ابن أخت القوم منهم».

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فِيّه، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «كخ كخ ليطرحها» ثم قال: «أما علمت أنا لا نأكل الصدقة».

فبعد أن زجره بكلمة (كخ)، علل له سبب عدم الأكل وعدم حلته؛ لتكون له قاعدة فكرية عامة في حياته كلها.

 

هـ النهي عن الخطأ:

وإذا ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم النهي عن خطأ فإنه يأتي غاية في الرفق ورعاية الشعور كما في قصة أبي بكرة حين دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم في الركوع، فكبر من أول المسجد وركع، وظل يمشي راكعًا حتى وصل الصف. وكان ينبغي ألا يكبر ويدخل في الصلاة حتى يصل إلى الصف ولا يصلي منفردًا خلف الصف، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله قال له هذه الكلمة الطيبة: «زادك الله حرصًا ولا تعد».

فهذه الجملة الموجزة تتضمن دعاءً ونهيًا. ففي الدعاء تقدير لنبل الدافع الذي دفع الصحابي الكريم إلى ما فعل، وهو الحرص على ألا تفوته الركعة في الجماعة مع النبي عليه السلام. وفي النهي إشعار له بخطئه لئلا يتكرر منه مرة أخرى دون أن يقول: (قد أخطأت).

 

و- الزجر عن الخطأ:

روى مسلم في صحيحه قصة تخيير النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته وقد بدأ بعائشة رضي الله عنها فاختارته وطلبت منه ألا يخبر غيرها بأنها اختارته، حتى لا يؤثر موقفها في موقفهن، وكأنما تريد لهن جميعًا أن يخترن الدنيا وزينتها وتنفرد هي بهذه الميزة ويخلو لها وجهه صلى الله عليه وسلم. فقال لها: «يا عائشة إن الله لم يبعثنـي معنتًا ولا متعنتًا ولكن بعثنـي معلمًا ميسرًا».

وهنا يتجلى المعنى التربوي في موقفه عليه الصلاة والسلام في الزجر عن سوء الأخلاق باللطف وبطريق الرحمة من غير توبيخ غير أننا نجده صلى الله عليه وسلم يزجرها في موقف آخر بطريقة فيها لون من الشدة وذلك حين اعتدت على حق ضرتها وقالت: «حسبك من صفية كذا وكذا». قال بعض الرواة تعنـي: قصيرة فقال صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته».

 

الارشاد إلى الخطأ بطرق تربوية:

  •  بالإشارة:

ومن أساليبه صلى الله عليه وسلم في التأديب إرشاده إلى الخطأ بالإشارة.

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: كان الفضل رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر، فقالت: «يا رسول الله إن فريضة الله تعالى على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: نعم»، وذلك في حجة الوداع حيث عالج النبي صلى الله عليه وسلم خطأ النظر إلى الأجنبيات بتحويل الوجه إلى الشق الآخر، وقد أثر ذلك في الفضل.

 

  • المقاطعة:

أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم استخدام هذا الأسلوب حين لا تنفع الموعظة الحسنة وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم هجر بعض نسائه شهرا زجرا لهن وتأديبًا.

وأنه صلى الله عليه وسلم كان يؤدب من ارتكب الخطأ الشنيع بهجره ويأمر جماعة المسلمين بمقاطعته ومن ذلك ما ذكره كعب بن مالك حين تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك.

قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامنا، وذكر خمسين ليلة).

ومن الفوائد التربوية للقاطعة ما يلي:

  •  أنها تشعر المخطئ بذنبه مباشرة بعد المقاطعة. والإحساس بالذنب يؤدي به إلى تعديل سلوكه.
  • تظهر أهمية الجماعة للفرد. وقد ذكر كعب بن مالك: «ضاقت عليّ الأرض بما رحبت».
  • تبين قوة التزام وطاعة المتعلمين لمعلميهم، وهذه بيئة خصبة لإيجاد المقياس الحقيقي لقوة الالتزام لدى الجماعة.
  • تولد في نفس الجماعة أن من يرتكب هذا الخطأ أو ما يماثله فإنه سيقاطع مثل هذا، وهذه تربية غير مباشرة لمعالجة الخطأ.

 

  • اللوم والتوبيخ:

التوبيخ أسلوب تربوي في معالجة بعض أخطاء المتعلمين وإرشادهم والأخذ بتأديبهم. غير أن الأخذ بهذا الأسلوب يتفاوت تبعًا لطبيعة المتعلمين وما بينهم من فروق فردية، فمنهم من تكفيه كلمة نصح ومنهم من لا يردعه إلا اللوم والتوبيخ وها هو الرسول- صلى الله عليه وسلم– الأسوة والقدوة والمربي الأول يستخدم هذا الأسلوب في معالجة خطأ أبي ذر، حين عيَّر رجلًا بسواد أمه: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: «ساببت رجلًا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية".

غير أنه ينبغي الاقتصاد وعدم المبالغة في استخدام أسلوب اللوم والتوبيخ بدليل ما أخرجه أحمد عن أنس رضي الله عنه قال:" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما أمرني بأمر فتوانيت عنه أو ضيعته فلامنـي، فإن لامنـي أحد من أهل بيته إلا قال: دعوه، فلو قدر، أو قال: لو قضى أن يكون كان.

 

  • التأديب التربوي الحسي:

أ‌- تعليق السّوط:

إن تعليق السوط، في المنزل أو المدرسة، أسلوب نبوي تربوي تأديبي أمرنا به المؤدب الأول النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فقد روى البخاري في (الأدب المفرد) عن ابن عباس رضي الله عنه: أن النبي أمر بتعليق السوط في البيت.

إن رؤية السوط تجعل الولد هينا لينا سريع الاستجابة لكل أمر مرغوب وبعيدًا عن كل ما يجعله عرضة لأن يمس جسده، ولهذا فإن المربي ليس بحاجة إلى استخدامه، ولكن لا بد من تعليقه بحيث يراه الأبناء مما يوحي بإمكانية استخدامه في التأديب لهم، وهو أسلوب رفع إذا هموا بخطأ.

وقد قال رسول الله: «علِّقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم». وقد أوصى به النبي معاذ بن جبل في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده: «لا ترفع عنهم عصاك أدبًا».

 

ب‌- لا تؤدب وأنت غضبان:

الغضب يفقد صاحبه الحكمة والبصيرة والروية في الحكم والأناة في بحث الأمور بحثًا عقليًا من جميع جوانبها، وحينئذ يأتي الخطأ ويحدث الظلم ويعيش صاحبه في حالة غضبية لا يفرق بين الانتقام والتأديب.

لذا فإن الرسول المربي الأول يحذرنا من هذه الظاهرة الخطيرة، ويقدم لنا النصيحة الذهبية في كثير من أحاديثه النبوية التربوية عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا قال للنبي أوصـنـي قال: «لا تغضب» فرددها مرارًا قال: «لا تغضب».

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله قال: «من كظم غيظًا، وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة، حتى يخيره من الحور ما شاء».

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه المعاني الكريمة قال تعالى: «...والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين».

فالمربي الناجح هو الذي يستطيع أن يكظم غيظه ويضبط انفعالاته فيتصرف مثل الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حين أغلظ رجل من قريش له القول، فأطرق زمانًا طويلًا ثم قال: «أردت أن يستفزني الشيطان بعز السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غدًا».

ومن صور الغضب ونتائجه السيئة ما حدث مع الصحابي أبي مسعود رضي الله عنه الذي كان من أفقه الصحابة حين غلبه الغضب مرة فجعل يضرب غلامًا له بالسوط، فلما رآه الرسول المربي ذكّره وردّه إلى الحقيقة التـي نسيها من غضبه فكفَّر عن غفلته بإعتاق غلامه.

حدثنا الأعمش، عن إبراهيم اليتمي، عن أبيه قال: قال أبو مسعود البدري: «كنت أضرب غلامًا لي بالسوط، فسمعت صوتًا من خلفي (اعلم أبا مسعود) فلم أفهم الصوت من الغضب، قال: فلما دنا منـي إذا هو رسول الله فإذا هو يقول: «اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود! أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام، فسقط السوط من يدي من هيبته، وقلت: يا رسول الله: هو حر لوجه الله، فقال: «أما لو لم تفعل للفحتك النار، أو لمستك النار».

 

‌ج- فرك الأذن:

ترى التربية الإسلامية أن واجب المربي التعرف على سلوك الطفل من خلال تكليفه ببعض الأعمال المناسبة لعمره، ووضع رقابة عليه ليطمئن المربي على مدى استجابة الطفل لأوامر الكبار من حوله، وهي مرحلة يمر بها كل طفل، حتى إذا كبر استطاع أن يفكر ويعمل مستقلًا في الاتجاه الصحيح. عن عبد الله بن بسر المازني رضي الله عنه قال: «بعثتني أمي إلى رسول الله بقطف من عنب، فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئت به، أخذ بأذني وقال يا غدر».

ولكن هذا الخطأ وإن كان يبدو صغيرًا لكنه في المستقبل يصبح قاسمًا للظهر. لذلك فإن الرسول لم يتغافل عنه لأنه أراد أن يعلمه الأمانة على الصغيرة قبل الكبيرة فضغط على حافتـي أذنه دون أن يحدث ألمًا أو جرحًا واستخدم هذه الجملة التأديبية التربوية (يا غدر) حيث سماه بما يشبه عمله.

وهذه خطوة تأديبية تربوية تدعو المتعلم إلى أخذ الحيطة والحذر بالقدر الذي يكفيه للابتعاد عن سلوك غير مرغوب فيه دون أن تلحق به إهانة.

 

‌د- ارفع يدك عن الولد إذا ذكر الله تعالى:

إذا وقع طفل في خطأ وأراد المربي أن يوقع عليه التأديب الحسي فإذا استجار الطفل بالله تعالى يدعونا الرسول إلى التوقف عن الضرب ورفع اليد عنه.

عن أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فيما روى عن رسول الله أنه قال: «إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله تعالى فارفعوا عنه أيديكم».

في هذا لفته رائعة فإن هذا الطفل وصل إلى قناعة بخطئه وذنبه، وسيحاول إصلاح ذلك، وعدم العودة إليه، أو وصل إلى مرحلة الانهيار النفسي أو الخوف الشديد.

والاستمرار في الضرب، في هذه الحال يعتبر جهلًا من المربي بشرع الله تعالى وعدم تعظيم لذكر الله تعالى، وجريمة في حق تربية الطفل، ودليل على حب الانتقام والتشفي.

وقد يقول قائل: إن الطفل إذا علم بهذا قد يتخذ مثل هذه الاستغاثة حيلة للتخلص من التأديب الحسي التربوي، ثم يعاود الخطأ مرات أخرى.

والجواب عن ذلك: يجب الاقتداء بحديث الرسول لما فيه من تعظيم لله تعالى في نفس الطفل، وهو كذلك علاج للضارب من أن حالته الغضبية شديدة جدًا مما استدعى من الطفل ذكر الله تعالى والاستغاثة به وضعاف الإيمان إذا سمعوا مثل هذه الاستغاثات ازدادوا ضربًا، فهؤلاء وأمثالهم بحاجة إلى أن يذكروا ذنوبهم وتقصيرهم تجاه ربهم جل وعلا، وحلمه مع قدرته عليهم في كل آن.

وهذا ما يرويه لنا أحد الذين جربوا هذه الوسيلة الناجحة عند انفعال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما يرويه عبد الله بن عوف بن مالك عن أبيه عن جده قال: «صاح عليَّ عمر يومًا وعلاني بالدرة فقلت: اذكرك الله، فطرحها وقال لقد ذكرتنـي عظيمًا».

هكذا ينبغي أن يكون كل مرب مع أطفاله وقافًا على حدود الله خاشعًا من ذكره جل وعلا يطرح العصا من يده وهو قائم يؤدب بها ليعطي للطفل درسًا عمليًا في سرعه الاستجابة حبًا وامتثالًا وتنفيذًا لذكر الله تعالى.

 

شروط التأديب التربوي الحسي:

‌أ- سنن التأديب التربوي الحسي:

ذهب بعض علماء الفكر التربوي الإسلامي إلى أن التأديب التربوي لا يقع إلا بعد سن العاشرة من العمر استنادًا إلى حديث النبي: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع».

من خلال هذا الحديث نرى أن (ابتداء الضرب يكون في سن العاشرة، وذلك لأنه التقصير في عمود الدين، وركنه الأساسي، والذي يحاسب فيه المرء يوم القيامة أولًا بعد العقيدة، فإن كان النبي لم يأذن بضرب الطفل على التقصير به قبل سن العاشرة، فمن الأولى في باقي الأمور الحياتية، والسلوكية، والتربوية التـي لا تساوي مكانة الصلاة أهمية ومنزلة عند الله تعالى).

أما ما قبل العاشرة فتتبع مراحل التأديب السابقة بكل دقة وأناة وصبر وحلم على الطفل، وفي هذا لفتة نبوية رائعة في تقرير سن الضرب.

وقال الأثرم: سئل أبو عبد الله عن تأديب المعلم الصبيان تأديبًا حسيًا فقال: «على قدر ذنوبهم ويتوقى بجهده الضرب وإن كان صغيرًا لا يعقل، فلا يضربه».

 

‌ب- صفة التأديب التربوي الحسي:

إن الغرض من التأديب الحسي التربوي هو تأديب الطفل وإرشاده وصلاحه، ولهذا حرص علماء الفكر التربوي الإسلامي على معرفة طبيعة الطفل ومزاجه قبل الإقدام على تأديبه التأديب الحسي، وبأن لا يلجأ إلى الضرب إلا بعد استنفاد جميع الوسائل التأديبية والزجرية التـي سبق بيانها.

وقد حدد علماء الفكر التربوي الإسلامي شروطًا لصفة التأديب التربوي الحسي أحاطوها بسياج من الأمن حتى لا يحدث للطفل ضرر، ولا يلحق به أذى، ولا يخرج التأديب الحسي عن معناه التربوي بـ(ألا يكون مبرحًا، ولا يؤذي عضوًا ولا يكسره، ولا يزرق لونه ويفقأ عينًا).

ولخص الشيخ الفقيه شمس الدين الأنباني صفة التأديب التربوي الحسي وضوابطه بما يلي:

1- أن يكون الضرب (وهو لا يزيد عن ثلاث) مفرقًا لا مجموعًا في مكان واحد.

2- أن يكون بين الضربتين زمن يخف به ألم الأول.

3- ألا يرفع الضارب ذراعه لينقل السوط لأعضده حتى يُرى بياض إبطه، فلا يرفعه لئلا يعظم ألمه، ولا يضعه عليه وضعًا لا يتألم به.

وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للضارب: «لا ترفع إبطك» أي لا تضرب بكل قوتك لأن الغرض من التأديب كما يراه عمر هو التهذيب لا التشفي والانتقام.

من هنا فإن الآباء والمربين مطالبون بالحكمة والرفق ومراعاة هذه الضوابط عند استخدام الضرب كي يؤدي التأديب ثمرته التربوية ولا يتعداه إلى الضرر أو الإيذاء.

 

‌ج- أداة التأديب الحسي ومواصفاتها:

إذا أراد المربي تأديب الطفل حسيًا عليه أن يراعي الحكمة في تحديد الأداة التـي يقوم باستخدامها ومواصفاتها؛ لأنه كالطبيب لو عالج جميع المرضى بعلاج واحد لقتل أكثرهم، وهذا يعني أن يعامل كل طفل المعاملة التـي تلائمه، ويؤدبه بالأداة التـي تناسب عمره وحالته الجسمية والنفسية.

روى أبو عثمان النهدي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أتى بسوط فيه شدة، فقال: «أريد ألين من هذا، فأتي بسوطٍ فيه لين، فقال: أريد أشد من هذا، فأتي بسوط بين السوطين، فقال: اضرب».

وكذلك لا يجوز أن يستعمل في الضرب سوط فيه العقد، أوله فرعان أو ثلاثة فروع.

لهذا أجمع علماء الفكر التربوي الإسلامي على أن تخضع أداة التأديب الحسي التربوي لبعض المواصفات منها ما لخصه الشيخ الفقيه– شمس الدين الأنباني– حيث قال: «ويجب في السوط:

1. أن يكون معتدل الحجم، فيكون بين القضيب والعصا.

2. أن يكون معتدل الرطوبة، فلا يكون رطبًا يشق الجلد، لثقله، ولا شديد اليبوسة، فلا يؤلم لخفته.

3. ولا يتعين لذلك نوع، بل يجوز بسوط (وهو سيور) وبعود، وخشبة، وطرف ثوب بعد فتله حتى يشتدّ.

هذه هي مواصفات أداة التأديب التـي ينبغي للمربين استخدامها بدلًا من الأدوات التـي يستعملها كثيرون كأسلاك الكهرباء المتينة أو الكرباج أو الركل بالرجل وغيرها.

 

‌د- مواضع التأديب الحسي التربوي:

بما أن وسيلة التأديب التربوي الحسي هدفها الإصلاح بعيدًا عن الضرر والتشفي والانتقام لذا نرى أن الشرع الإسلامي حين أباح هذه الوسيلة أباحها في حدود ضيقة جدًا وأحاطها بشروط جعلتها تؤدي الغرض منها.

ولذلك نجد أن هناك مواضع منع الشرع إيقاع التأديب عليها حفاظًا على سلامتها كالرأس والوجه والصدر والبطن والظهر... لقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه».

وفي رواية: «إذا ضرب أحدكم، فلا يلطمن الوجه».

ومما يؤكد هذا أن النبي لما أمر برجم الغامدية، أخذ حصاة كالحمصة ورماها بها، ثم قال للناس: «ارموا واتقوا الوجه».

وإذا كان عليه الصلاة والسلام منع الضرب على الوجه في الرجم الذي فيه إتلاف النفس وإهلاكها، فإن ضرب الوجه على حالة ليس فيها إتلاف للنفس كالتأديب مثلًا يكون ممنوعًا من باب أولى، ذلك لأن الوجه أو الرأس موضع الحواس، وفي الضرب عليه إذهاب لبعض الحواس، وهو يعتبر إيذاءً وإتلافًا.

أما الضرب على الصدر والبطن فإنه ممنوع أيضًا لكونه يؤدي إلى أضرار بالغة قد تفضي إلى الوفاة أحيانًا. ويدخل المنع تحت عموم قوله: «لا ضرر ولا ضرار».

وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله قال: «لا تؤذوا المسلمين ولا تعيّروهم، ولا تتبعوا عوراتهم».

وقد أجمع علماء الفكر التربوي الإسلامي- امتثالًا لهدي النبي- على منع الضرب نهائيًا في الرأس والبطن والظهر والمقاتل وحبذوا عند الضرورة أن يكون الضرب على أسفل القدمين لأنهما أكثر تحملًا وأقل ضررًا من غيرهما.

 

‌هـ- حد التأديب:

بما أن الغرض من التأديب هو الإصلاح لذا ينبغي استعمال الحكمة في استخدامه بعد معرفة أخلاق الأطفال وطباعهم وعاداتهم وبواعثهم وأمزجتهم لأنه من الخطأ معاملة الأطفال معاملة واحدة من غير نظر إلى ما بينهم من فروق فردية، إذ أن من الأطفال من تكفيه إشارة أو نظرة عابسة أو كلمة، ومنهم من لا يرتدع إلا بالغضب والتهديد، ومنهم لا بد من تقريب العصا منه حتى يراها، ومنهم من لا يستقيم إلا بالضرب.

وقد اتفق علماء الفكر التربوي الإسلامي على أن (عدد الضربات الثلاثة المسموح بها من واحدة إلى ثلاثة إذا كان الولد دون الحلم وأنه إذا شارف الولد على البلوغ ورأى المربي أن الضربات الثلاث لا تردع.. فله أن يزيد حتى العشرة)، لقول النبي: «لا تجلدوا فوق العشرة أسواط إلا في حد من حدود الله».

 

  • أثر الشّدة في التأديب التربوي الحسي:

من خلال ما سبق يتبين لنا أن النبي لم يسمح بالتأديب التربوي الحسي إلا عند الضرورة وبعد استنفاد جميع الوسائل المعنوية، وبشروط معينة كما أنه نهى عن الشدة في التأديب التربوي الحسي ونستلهم ذلك من خلال نهيه عن الضرب أثناء الغضب وقول عائشة رضي الله عنها: «ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله».

ويمكن أن نتبيَّن آثار الشدة في التأديب الحسي من خلال ما ذكره ابن خلدون في مقدمته المشهورة تحت عنوان (في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم) حيث جاء فيها:

«وذلك أن إرهاف الحد في التعليم مضر بالمتعلم، سيما في أصاغر الولد لأنه من سوء الملكة؛ ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين، أو المماليك، أو الخدم، سطا به القهر مضيقًا على النفس في انبساطها وذهب بنشاطها، ودعاه إلى الكسل وحُمِل على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره، خوفًا من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلقًا، وفسدت معاني الإنسانية التـي له من حيث الاجتماع والتمدن وهي الحمية والمدافعة عن نفسه، أو منزله، وصار عيالًا على غيره في ذلك، بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل، فانقبضت عن غايتها ومدى إنسانيتها، فارتكسها وعاد في أسفل السافلين».

من خلال هذا الكلام يمكن أن نستنتج الآثار السلبية لاستخدام الشدة في التأديب التربوي وذلك من نواح عدة منها:

أ‌- الناحية النفسية:

تؤدي الشدة إلى آثار خطيرة على النمو النفسي والتكيف ومن هذه الآثار:

1- التسبب بإذلال النفس واللجوء إلى الأخلاق والعادات الذميمة.

2- إيجاد شخصيات ضعيفة لا تقوى على المناقشة وإبداء الرأي.

3- ضعف النفس وذهاب النشاط وحصول الكسل.

4- الحمل على الكذب والخبث والتظاهر بخلاف ما يبطن.

5- المعارضة الشديدة كالتمرد والعصيان.

6- الكبت والقلق والشعور العدائي مما يؤدي إلى ظهور اضطرابات سلوكية بأشكال أخرى.

7- فشل النفس عن اكتشاف الفضائل والأخلاق الطيبة.

 

ب‌- في الناحية الاجتماعية:

ومن الآثار الاجتماعية الناجمة عن استخدام الشدة ما يلي:

1- إفساد المعاني الإنسانية كالحمية والأخوة والمحبة والصبر والشجاعة والأنفة والكرامة والقضاء عليها وتحويلها إلى صفات ذميمة وأخلاق رديئة.

2- عجز الطفل عن الاعتماد على نفسه وعدم قدرته على اتخاذ قرارات.

3- جعل الطفل عديم الاهتمام بغيره، لا يصغي لإرشادات الآخرين أو مطالبهم ولا يتعاون معهم، ولا يكترث بالعلاقات الاجتماعية ويهابها.

 

‌ج- في العملية التعليمية:

إن مجاوزة الحد في التأديب الحسي مضر أيضًا بالعلمية التعليمية والتربوية ومفسد لأخلاق الطفل وذلك لأسباب منها:

1- أنه يعلم دروسًا غير مرغوب فيها كالتمرد والعصيان وكراهية بعض المدرسين والمواد الدراسية أو حتى المدرسة.

2- أنه يوَلد بين المعلم والمتعلم عداء صامتًا ومستمرًا قد يظهر في الشعور أو يختفي في اللا شعور.

3- أن التعود على الشدة يفقد العملية التربوية جميع الوسائل التربوية دفعة واحدة فيصبح المتعلم لا يؤثر فيه وجه عابس أو صوت غاضب أو حرمان من تشجيع.

4- أن ارتباط العملية التربوية بالشدة يؤدي بالمتعلم إلى الانقطاع عن المدرسة وعدم التفاعل مع المعلم.

5- أنه يجعل الطفل قليل الإحساس بطيء الاستجابة لا تؤثر فيه الأساليب التربوية الهادئة كالرفق واللين.

 

نتائج الدراسة:

من خلال هذه الباقة من الأحاديث النبوية التـي تحث على التأديب التربوي للطفل تبين لنا مجموعة من الحقائق المهمة أبرزها:

  • أن السنة النبوية الشريفة نبع سخي صافٍ، ومصدر ثري للأمة الإسلامية دائم العطاء متجدد النفع، ليس فقط من الناحية التشريعية بل أيضًا لإرشاد الفكر وتوجيه السلوك.
  • أن التأديب الذي تدعو إليه السنة النبوية الشريفة ليس عملية ضرب وانتقام وتشف، بل هو خطوات تأديبية تربوية تبدأ بالتأديب المعنوي بكافة خطواته فإذا لم تفلح هذه الخطوات عندئذٍ فقط وضمن شروط وحدود معينة يمكن اللجوء إلى التأديب الحسي.
  • أن أساليب التأديب التربوي التـي استخدمها النبـي كانت تتدرج من الأخف إلى الأشد وتتسم بالرفق واللين والرحمة.
  • أن التأديب ضرورة تربوية لا بد منها لإصلاح سلوك الأطفال غير أنه ينبغي الحكمة والتدرج والاعتدال في استخدام أساليبه المتعددة.

 

توصيات الدراسة:

  • ضرورة العودة إلى التراث التربوي الإسلامي الأصيل ودراسته بشكل أعمق لاستخراج نظريات يمكن اعتمادها والاستفادة منها في مؤسستنا التربوية والتعليمية.
  • إجراء مقارنة بين التراث التربوي الإسلامي العربي والتراث التربوي العالمي لإبراز صلاحية المنهج التربوي الإسلامي وتميّزه.
  • من الواجب على الآباء والمربين الاضطلاع بمسؤولياتهم بحسن استخدام أساليب التأديب التربوي النبوي حتى يُبرؤوا ذممهم أمام الله تعالى ويدفعوا بعجلة التقدم التربوي إلى الأمام من أجل أن تنهض الأمة الإسلامية.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم