يعتقد الآباء أن هناك حاجة إلى استخدام الشدة والخشونة في تربية الأطفال الذكور دون الإناث حتى لا يكونوا مدللين، ولكن اتضح علميًا أن تشدد الوالدين في تربية الذكور هو خطأ كبير.
وأثبتت دراسة حديثة استناد تلك الأفكار على سوء فهم لكيفية نمو وتطور الأطفال الذكور، الذين يعتمد نموهم على العطاء والرعاية، التي تتمحور حولهم حتى يكون نموهم نموًا سليمًا، ويتمتعون بضبط النفس والمهارات الاجتماعية والاهتمام بالآخرين.
وقد اعتمد الدكتور آلان شور _الأستاذ بقسم الطب النفسي وعلوم السلوكيات البيولوجية بكلية طب جامعة كاليفورنيا_ في دراسته تحت عنوان "النمو العصبي البيولوجي للمواليد من البنين في خطر"، على مناقشة الآثار الضارة للضغط على الأطفال الذكور.
وكشفت الدراسة، التي اعتمدت على تحليل عدد من الدراسات التجريبية، عن الأسباب التي توجب القلق تجاه طريقة تعاملنا مع البنين في فترة طفولتهم المبكرة، موضحة تأثر الأولاد بتجارب الطفولة المبكرة بصورة أكثر بكثير من البنات، ويرجع ذلك لنضج الأولاد بصورة أبطأ جسديًا واجتماعيًا ولغويًا من البنات.
وأظهرت الدراسة أن الدوائر الكهربائية التي تنظم عملية التوتر في المخ تنضج بصورة أبطأ عند المواليد الذكور خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وقبيل الولادة وبعد الولادة، مشيرة إلى تأثر الرضع من البنين بصورة أكثر سلبًا بالتوتر البيئي المبكر داخل وخارج الرحم، أكثر من البنات، حيث إن لدى البنات آليات متأصلة تقوم بتعزيز المرونة ضد التوتر.
وتؤكد الدراسة أن الرضع الذكور أكثر عرضة للتأثر بتوتر واكتئاب الأمهات في الرحم، وبالصدمات النفسية للولادة، فعلى سبيل المثال الانفصال عن الأم، أو عدم تقديم الرعاية الكافية لها من شأنه أن يصيب الأطفال بالحزن.
ويؤكد دكتور آلان شور أن ذلك يؤثر بشكل كبير على نمو الفص الأيمن من المخ، والذي يتطور بسرعة في فترة الطفولة المبكرة أكثر من الفص الأيسر من المخ، كاشفًا عن أن النصف الأيمن من المخ يقوم بإنشاء دوائر التنظيم الذاتي في الدماغ والمتعلقة بضبط النفس والسلوك الاجتماعي.
كما كشفت الدراسة عن أن الرضع الذكور أكثر عرضة للاضطرابات العصبية والنفسية التي تظهر أثناء فترة الطفولة المبكرة، بينما الرضع من البنات أكثر عرضة للاضطرابات التي تظهر في وقت لاحق، وتشمل تلك الاضطرابات الإصابة بمرض التوحد، ومرض الفصام المبكر، ومرض نقص الانتباه وفرط النشاط والاضطرابات السلوكية.
.