ولد الدكتور أحمد الملط بمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية فى مصر عام 1917، وتعرّف على دعوة الإخوان المسلمين منذ كان طالباً بالمرحلة الثانوية، وانتظم فى صفوفها بعد حصوله على بكالوريوس الجراحة عام 1946، وكان رئيس البعثة الطبية للإخوان المسلمين فى حرب فلسطين 1948.
اعتُقل فى عهد عبدالناصر عام 1954، وعام 1965، وخرج من السجن الحربى عام 1973، وتولى منصب نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين، كان محباً لإخوانه مؤثراً لهم على نفسه، يتصف بالبذل والعطاء والنبل والخلق والكفاءة.
كان الدكتور أحمد الملط من القمم الشامخة، الذي لا يكل ولا يمل من العمل ليل نهار، داخل مصر أو خارجها، يصول ويجول فى كل ميدان، لا يتكاسل عن أى عمل يُكلف به أو يُطلب منه، وهو صاحب إصرار ودأب، وصلابة فى قول الحق، وإخلاص فى أداء العمل.
وقد بذل جهوداً جبارة مع إخوانه عقب خروجهم من السجون، وقام بجولات فى الدول العربية والأجنبية، والتقوا بالإخوان القدامى والجدد، ووثقوا الصلة بهم، وحثّوهم على استمرارية العمل، ومضاعفته وتنشيطه، فكان لهذا أكبر الأثر التربوي على تنشأة أجيال على حب الأوطان والعمل لنهضتها ورقيها.
ورغم أن السجون غيّبته عشرين عاماً، إلاّ أنها لم تؤثر على عزيمته واجتهاده، فشارك فى تأسيس الجمعية الطبية الإسلامية بمصر، ذلك الصرح الطبى العظيم الذى ظل مستمراً فى تقديم خدماته شبه المجانية للملايين طوال عشرات السنين، حتى تم الاستيلاء عليه من الاستبداد.
بعد تأسيس الجمعية، سرعان ما أقام العلاقات بينها وبين نظيراتها فى العالم الاسلامى والغربى، وأنشئت الكثير من المستشفيات والمستوصفات فى مصر وفى الخارج، خاصة الدول الفقيرة.
وساهمت الجمعية فى تخفيف آثار الكوارث والأمراص ولأوبئة والحروب، وكانت لها إسهامتها المتميزة فى الداخل والخارج، ولن ينسي له الشعب الأفغانى زياراته المتكررة وإقامته الطويلة بينهم، وإيفاده البعثات الطبية المتلاحقة المقيمة والمتنقلة، التى كان لها دور كبير فى مداوة جراح المجاهدين، وعلاج مرضى اللاجئين أيام الغزو السوفيتي.
الدكتور الملط لم يكن طبيباً فحسب، وإنما كان مربياً من الطراز الأول، له من الفقه الدعوى والنشاط الحركى والتربية الروحية حظ وافر، فقد ربّى -رحمه الله- جيلاً ضخماً من الأطباء المسلمين العاملين فى مختلف المجالات والميادين، والذين لهم أثر ملموس حتى يومنا هذا. وتوفي بعد أدائه فريضة الحج عام 1995م، ودفن هناك.
.