المربي الناجح هو الذي يدرس سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم - جيدا ويتعلم، كيف كان يتعامل مع المواقف المختلفة بما يقتضيه الحال والزمان والظروف الميحطة.
وحياة رسولنا الكريم مليئة بالمواقف التربوية وكيفية تعامله مع كل موقف، ومن هذه المواقف:
الاقتصاد في الموعظة
عن ابن مسعود قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا. فكان - صلى الله عليه وسلم - يقتصد في تعليمه في مقدار ما يلقيه، وفي نوعه، وفي زمانه، حتى لا يمل الصحابة وحتى ينشطوا لحفظه، ويسهل عليهم عقله وفهمه.
إن اختيار الوقت المناسب لتوجيه النصيحة والموعظة للمتربى يجعل المتربى دائما حالة فى تشوق وانتظار لما يتلقاه من المربى ولا يصل لحد الملل من كثرة النصائح المتتالية.
الاهتمام بأحوال المتربى وممارسة الشورى
فى بيعة العقبة الثانية، قال رسولنا - صلى الله عليه وسلم للأنصار: «أخرجوا إليَ منكم اثني عشر نقيبًا ليكونوا على قومهم بما فيهم»، فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبًا: تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، فقال لهم رسول الله -عليه الصلاة والسلام: أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي".
اختيار النقباء ليكونوا مسئولين عن سير الدعوة فى المدينة وعن أحوال المسلمين هناك يوضح مدى اهتمام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأمر الفرد وأحواله وأنه يأتي ضمن أولويات الجماعة المسلمة.
وعلى النقباء فى كل زمان استشعار حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم وعلى القيادة تحري الدقة عند اختيار هؤلاء النقباء.
.