الضيافة سمة من سمات المجتمع العربي والإسلامي وخصيصة من خصائصه الفريدة، وأسلوبها ينضبط بضوابط أخلاقية وشرعية على مستوى الفرد والجماعة، وكلما توافقت الضيافة والزيارة مع التقاليد والأصول الشرعية قويت العلاقات وتوثقت الروابط.
وعلى المربي أن يكون حريصاً على تحلى أتباعه بالصفات الحميدة والتوازن فى جميع معاملاتهم بلا إفراط ولا تفريط، ويعمل على غرسها بشكل لطيف حتى لا يحرجهم، ويعلمهم الآداب في مواقف حياتهم المختلفة.
ويحكي الداعية الإسلامي عباس السيسي عن قدوم ضيف له فى وقت مبكر، قائلا: "واستأذن في أن يتحدث معي في موضوع، وجلس وأخذ يشرح لي بتوسع واستفاضة وأنا أسمع في النصف ساعة الأولى في انتباه واهتمام، والنصف ساعة الثانية في نصف انتباه، وفى الثالثة توترت أعصابي، فالموضوع الذي يتحدث فيه لا يتصل بي مباشرة وليس لي فيه إلا صلة المودة.
والصديق العزيز يتحدث إلي في حماس، وينقد كل نقطة كأنه محام يدافع عن قضية صاحبها غائب.. ودعوت الله تعالى أن يلهمه الحكمة ويخفف فلعل فراسته تنبؤه عن طاقتي وصحتي وأنه ليس هو الوحيد الذي من حقه أن يزورني ويتحدث معي.
وقد تذكرت ما يفعله بعض الذين ذاقوا مثلى هذا الموقف حين يتعبون ويريدون أن يقطعوا على المتحدث اعتذارا لظروفهم، فيقوموا واقفين إيذانا بانتهاء الحديث! ولكن هذا الأسلوب لا يصلح مع الذين يظنون أن كل الوقت لهم مهما كانت الظروف ولو أدى ذلك إلى المرض، متغافلين أن لكل إنسان ظروفه الخاصة، ولعلى فهمت لماذا كان الإمام حسن البنا يكتب على رأس مكتبه لافتة تقول: ( الوقت هو الحياة فعاون غيرك على الانتفاع بوقته).
ولا تعجب أن تعلم أن حديثه استغرق أكثر من ساعتين وأنا أتحين لفرصة لأحرجه فأكون عديم الذوق.. حتى دوى أذان صلاة الظهر فأسرع مستأذنا.
.