التضحية بالنفس والمال والجهد من سمات المؤمن، والوقوف في وجه الظلم من الأساسيات التي يتربى عليها الفرد المسلم.
كان الأستاذ صبري عرفة الكومي من الدعاة الذين حملوا على عاتقهم الدعوة وتربية جيل مسلم على قيم ومبادئ الإسلام، وكان من الدعاة البارزين بجماعة الإخوان المسلمين في الستينيات من القرن الماضي، وهذا الأمر كلفة الكثير حتى اعتُقل عام 1965م.
بعد اعتقاله جاءت محنة من أشد المحن التي مرَّت على الدعوة الإسلامية، وحكم عليه القضاء الاستثنائي بالإعدام مع الشهداء سيد قطب، ومحمد هواش، وعبد الفتاح إسماعيل؛ ولكن لحكمة يعلمها الله عزَّ وجلَّ ولدور مازال في علم الغيب يُخَفَّف الحكم إلى المؤبد، ويدخل السجن فيؤدي دوره الذي أُعِدَّ له كمعلم ومربٍ؛ فيحتضن إخوانه برفق ويَعْبُر بهم محن السجن بسلام.
ولعب الأستاذ صبري دورا كبيرا في التخفيف من تلك المحنة، والتي كان أشدها "محنة التكفير" التي تصدَّى لها حتى عاد كثير من الشباب إلى الفكر الإسلامي الوسطي، كما تعلَّموه من مدرسة النبوة الكريمة، ويخرج ليكمل ما بدأه في بداية السبعينيات ليربي جيلاً بل أجيالاً كاملة على الإسلام والدعوة إليه والتضحية في سبيله.
.