تعد التربية من أهم فروع العلوم الإنسانية لأنها ينبني عليها خروج تخريج أجيال قادرة على صتاعة الحياة والارتقاء بالمجتمعات والأمم، ولذلك كان بناء النظرية في الإدارة والقيادة التربوية من أهم ما يجب الاهتمام به في العملية التربوية.
فمعرفة المهارات الأساسية التي ينبغي أن يلم بها القادة التربويون، وتحديد الأعمال الإدارية التي تقوم بها الإدارة التربوية وما يتطلب ذلك من سجلات وأعمال، حاول أن يعالجه كتاب "مدخل إلى الإدارة التربوية..النظريات والمهارات" للدكتور فتحي محمد أبو ناصر بأسلوب أقرب إلى التطبيق منه إلى النظرية، معتمدًا على خبرات الباحث في ميدان التدريب التربوي للقيادات التربوية.
نشأة نظريات القيادة
إن الهدف الأساسى لإدارة أى نظام يتحدّد فى توجيه وتنظيم العاملين فيه، وتفعيل جيد لمدخلات هذا النظام تحقيقاً لأهداف هذا النظام، ومع تعقد النظم التى أوجدتها المجتمعات البشرية، تطورت سبل إدارة هذه النظم، فأصبحت الإدارة اليوم تركز على المجهود العلمى والعملى وعلى الفكار والنظريات وليس مجرد التعليمات التى يجب اتباعها.
ومن هنا يمكن القول إن ظهور النظرية فى الإدارة ليس هدفاً فى حد ذاته، وإنما وسيلة لتوفير التوجيه الازم للممارسات الإدارية، فالنظرية تقترح الافتراضات للعمل، وتحديد المشاكل القائمة، وعمل إطارا للنقد المنظم والتحسين المستمر للعملية التربوية.
نظريات القيادة التربوية
المحك الرئيسى لأى نظرية فى الإدارة التربوية هو مدى فائدتها، ولذا حاول الكثير من علماء الإدارة التربوية وضع نظريات لها تستند إلى المحاولات المتعددة فى هذا المجال على مدار عدة سنوات، ويمكن تصنيف نظريات الإدارة فى ثلاث مجموعات رئيسية هى: مجموعة النظريات التقليدية، مجموعة النظريات السلوكية، مجموعة النظريات الإحتمالية.
ويتضح منها أن القيادة تلعب دوراً مركزياً فى فهم سلوك الجماعة، لأن القائد هو المسئول عن إدارة دفة أنجاز الأهداف وتحقيقها.
سمات القائد التربوي فى القرآن والسنة
تضمن كتاب الله بين طياته سمات وصفات القادة الذين يصلحون لإدارة جميع المؤسسات بما فيها المؤسسات التربوية، وجمع المؤلف العديد من الصفات وساقها فى كتابه مدعمةً بالأدلة من القرن والسنة، ونجملها فى الآتى:
الإسلام والعقل والبلوغ، العدل والأمانة، سلامة الأعضاء من النقص، القوة والقدرة، العلم والخبرة والعدل، الشورى والحزم، واللين والتواضع والعفو، الصدق والصبر وعدم اليأس، القدرة على التنفيذ والتفويض والمتابعة المستمرة، القدرة على التفاوض والاقناع وكتمان الأسرار، السخاء والجود والإيثار، والاهتمام بحسن المظهر، والقدوة الحسنة.
مهارات القائد التربوي
مهارة إدارة الاتصال:
وتهدف عمية الاتصال إلى تنشيط التعاون بين العاملين لزيادة كفاءة العمل، وتوصيل أفكار وتوجهات الإدارة العليا إلى العاملين، وزيادة التفاهم المتبادل والانسجام بين المؤسسات والجماهير، توضيح المواقف والفعال التى صدرت عن المؤسسة.
وينبغى أن تتوفّر بالقائد التربوى عدة مهارات، ليفعّل عملية الاتصال مع الاخرين، كالتحدث بلباقة ودبلوماسية، إلى جانب قدرته على القراءة والكتابة، وقدرته على الانصات باهتمام للمتحدث، وسرعة التفكير واتخاذ القرار.
مهارة إدارة الوقت:
وفيها ذكر الكاتب عدة أمور تساعد القادة التربويين وغيرهم على إدارة أوقاتهم، ونجملها فيما يلى: وجود خطة، فعندما تخطط لحياتك مسبقاً، وتضع لها الأهداف الواضحة، يصبح تنظيم الوقت سهلاً، ولابد من تدوين الأهداف والأفكار والخطط على الورق، لان ذلك سيساعد على تذكرها، وإدخال تعديلات وإضافات أو الحذف منها.
وذكر الكاتب أن الفشل والإخفاق شئ طبيعى فى حياتنا، فلا تيأس وتعلم من أخطائك، واستعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وضرورة تنظيم كل شئ حولنا لأن ذلك سيساعد على عدم إضاعة الوقت، والتركيز وعدم تشيت الذهن فى أكثر من اتجاه، وختم كلامه بالتأكيد على أن النجاح ليس بمقدار الأعمال التى تنجزها، بل هو بمدى تأثيرها فى المحيطين بك.
مهارة إدارة الاجتماعات:
وحدّد الكاتب عدة أمور للقائد التربوى ليضمن نجاح اجتماعاته، منها، تحديد أهداف الاجتماع، وإعداد جدول للأعمال، واختيار المشاركين، وضبط وقت الاجتماع، والختام بالخلاصة، وأرفق عدة رسوم بيانية لتنظيم غرفة الاجتماعات.
مهارة إدارة ضغوط العلم:
وتشمل اللجوء الى الله سبحانه، وتعديل بناء شخصية الأفراد لبناء الذات الايجابية والقدرة على التحكم بالقلق والغضب، والقدرة على التركيز واستخدام التخطيط فى الحياة العملية، والوعى لاتجاهات الحياة، والاستفادة من خبرات الآخرين، والدعم الاجتماعى من المديرين وزملاء العمل والاسرة، وممارسة التمارين الرياضية، وتنظيم لكل والشرب والنوم، وطلب المساعدة من متخصصين فى إدارة ضغوط العمل.
مهارة إدارة الأزمات:
وهى القدرة على التدخل للتخفيف ومنع حدوث الأزمات، بواسطة برنامج معد مسبقاً، وأكثر ما نحتاجه فى إدراة الزمات هى سرعة التصرف واتخاذ القرارات الحاسمة وإدارة الوقت، وتشمل مرحلة ما قبل الأزمة، ومرحلة اثناء الأزمة، ومرحلة ما بعد الأزمة.
وتشمل آلية صنع القرارات: تقييم الموقف وتوليد البدائل، والمفاصلة بين البدائل، وترجيح البديل الأفصل، ووصع آلية للتنفيذ، والمتابعة والتصحيح.
.