وضع جاكاريجا كيتا الأستاذ بجامعة السلطان زين العابدين بماليزيا "رؤية تربوية لتطوير منهج التربية الإسلامية للمدارس العربيّة في ضوء المنهج التكاملي بالبلاد غير الناطقة بالعربية" سعى من خلالها لجعل منهج التربية الإسلامية أداة لتطوير المجتمعات وتخريج قادة وعلماء متميزين.
ولخص الباحث الرؤية التربوية في ضرورة إلغاء فكرة تفريع منهج التربية الإسلامية إلى فروع مستقلة من القرآن الكريم وعلومه والتفسير والتوحيد والفقه وغيرها من الفروع لأن تفريعه إلى هذه الفروع الكثيرة لا يقدم المعارف والحقائق الدينية كاملة مترابطة بل شتتها على أيدي معلمين مختلفين تخصص كل منهم في فرع حبس نفسه فيه وحبس معه المتعلمين.
وأكد أهمية اختيار موضوع واحد كبير أو عدد من الموضوعات الكبيرة وتجميع معلومات التربية الإسلامية وحقائقها المتناثرة حولها لتحقيق الوحدة والتكامل والترابط بين المعارف
واقترح الباحث أن تكون الموضوعات الكبيرة المختارة هي موضوعات الفقه والتوحيد ثم تجمع حول كل موضوع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتصلة به وتدرس معه دراسة واسعة وعميقة حسب مستوى المتعلمين، ومرجعه في ذلك منهج الإمام الشافعي في تقسيم العلوم لقسمين رئيسيين فقه وتوحيد، كما أن دمج فروع التربية الإسلامية في فرعين فقط يدعم أن جوهر الدين الإسلامي عبارة عن عقيدة وعمل التي هي التوحيد والفقه.
واقترح الباحث إلغاء فكرة تعدد كتب التربية الإسلامية والاقتصار على كتابين فقط لكل صف دراسي على حسب مستوى الدارسين، كما وضع مقترح إلغاء فكرة الحصص المستقلة المخصصة لتعليم كل فرع من فروع التربية الإسلامية واعتماد نظام الحصص المستمرة المتصلة المخصصة لتعليم التربية الإسلامية لضمان معالجة الموضوعات معالجة متكاملة لا تنتهي بانتهاء الزمن المخصص للدرس، بل تستمر المعالجة حتى يتمكن المتعلم من ضبط الموضوعات المختارة والسيطرة عليها.
وأوضح في الدراسة التي نشرت مؤخرا بمجلة "دراسات" التي تصدرها جامعة عمار ثليجي بالأغواط بالجزائر، أن بناء منهج التربية الإسلامية يحتاج مراعاة المناهج التكاملية المشتملة على تكامل المعرفة والخبرة الشخصية ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين والاهتمام بميولهم وحاجاتهم وبث روح التعاون والعمل الجماعي فيهم.
وطالب بتحديد أهداف وغايات عامة لمهمات تعليم التربية الإسلامية في التعليم العام نحو سد حاجات المتعلمين ومتطلبات مجتمعاتهم وبمراعات المتغيرات الثقافية والحضارية وما يتطلع إليه المجتمع من مشاركة أبنائه في حل مشكلاته والارتقاء به إلى مضاف الدول المتقدمة.
وأكد على ضرورة التركيز على التعلون بين أفراد العملية التعليمية واتاحة الفرصة للمتعلمين ليتعاونوا مع معلميهم وفيما بين أنفسهم في كافة عمليات تنفيذ المنهج، وكذلك الاهتمام بالخبرة التربوية المتكاملة ذات الأنشطة الدينية المتعددة والاهتمام بالجوانب التطبيقية منها التي تساعد المتعلم على النمو بطريقة متكاملة.
وأشار إلى أهمية إعداد معلمي التربية الإسلامية إعدادا متكاملا قبل الخدمة وأثناءها لتأهيلهم تربويا على النظرية والتطبيق الميداني بالإضافة إلى تنويع طرائق التدريس والوسائل التعليمية وتقنياتها المتنوعة وتوفير بيئة التعلم المناسبة داخل المدرسة وخارجها، والتأكيد على إثارة المشكلات أثناء تعليم موضوعات التربية الإسلامية لممارسة عملية التفكير والبحث عن حلول مناسبة للمشكلات، والعمل على ربط موضوعات التربية الإسلامية بمواقف الحياة العامة.
وقد أجرى الباحث دراسته على دول غرب إفريقيا الست عشرة دولة مستقلة هي: بنين، بوكينا فاسو، توغو، الرأس الأخضر، السنغال، سيراليون، غامبيا، غانا، غينيا بيساو، غينيا كوناكري، كوت ديفوار، النيجر، نيجيريا، ليبيريا، مالي، موريتانيا.
.