يجيب عنها خالد حمدي
أولادي بدأوا يكبرون وبدأت معارفهم تزداد، وهم بحمد الله علي خلق ودين، ونحن نتعهدهم بالتربية والمحافظة عليهم من كل ما من شأنه أن يغير من أخلاقهم، إلا ما يكون من بعض المسلسلات والأفلام التي نظن أن منعهم منها قد يسبب لهم نوعاً من الكبت أو الملل، كالمسلسلات الاجتماعية والأفلام الكوميدية، وإن كان كثير مما يُعرض لا يخلو من بعض المشاهد الخادشة أو العبارات التي لا نود لهم سماعها، لكن كما يقول زوجي "الكبت يولد الانفجار" لذا لا نمنعهم من الكل إنما نمنعهم من البعض، ونسأل الله أن يسامحنا.
المهم أنني أريد أن أسأل عن الأسئلة المحرجة التي بدأوا يلاحقونني بها أنا ووالدهم جراء تنامي معلوماتهم التي يحصلون عليها من متابعتهم أو محادثاتهم مع زملائهم أو حتي مما تستوعبه عقولهم، ومعظم هذه الأسئلة أسئلة محرجة، وكلها تخص علاقة كل جنس بالآخر الخاص منها والعام، وأنا غالبا ما أرد رداً عاماً أشبه بالتهرب منه بالإجابة، ووالدهم كذلك. وكثيرا ما ننهي مثل هذه الأسئلة ب"فرمانات" عليا بالتوقف عن مثل هذه الأمور والانشغال بالدراسة وغيرها من الأمور الهامة. لكن بعض الأصدقاء خوٌفنا من عواقب مثل هذه التصرفات مع الأبناء، خاصة فيما يتعلق بمثل هذه الأمور، لذا بدأ القلق يساورنا علي الأبناء الذين لم يجدوا عندنا ضالتهم، ونخشي أن يبحثوا عنها عند غيرنا، وأنت تعلم جيداً ما الذي عند غيرنا، فماذا نفعل ؟
الرد
مضي وقت التربية بالسليقة، وجاء زمان ينبغي على كل والد ووالدة ومعلم ومعلمة أن يتهيؤوا لفهم تربوي راق يتعاملون به مع مثل هذه الأمور المستحدثة، التي لم تكن طافية على السطح في عهد سابقينا، وأهمها ما يسمي بالأسئلة المحرجة.
وأنا أميل مع من يميل إلى عدم التهرب من مثل هذه الأسئلة، بل أميل أكثر أن يبادر الآباء وبناتهم وأبناءهم بالحديث المتدرج عنها مع كل مرحلة عمرية أو تغير يطرأ علي أعمارهم أو أجسادهم أو معلوماتهم، بحيث نعطي كل مرحلة عمرية ما يناسبها من المعلومات، حتي لا يلجأ الأبناء إلي مصدر بعيد عنا يعطيهم الهابط والخاطئ من المعلومات التي لا تزيدهم إلا تيهاً وحيرة.
ولنا في القرآن الكريم والسنة أسوة حسنة فقد تعرضا لمثل هذه الأمور في أدب جم وألفاظ نظيفة لجميع المراحل العمرية، بدءاً بعدم دخول الطفل علي والديه إلا بعد الإستئذان في أوقات النوم، وإنتهاء بملامسة النساء علي الحقيقة، وما يستوجبه من غسل.
لذلك أنصح أختنا وكل الآباء والأمهات بالآتي:
أولاً: تخصيص أوقات خالصة في البيت للجلسات العائلية الحميمة، وإشاعة أجواء آمنة هادئة تجعل أبنائهم يُخرجون ما في جعبتهم من خاص الكلام وعامه.
ثانياً: قراءة الكتب الحديثة في التربية، خاصة ما يتعلق بخصائص هذا الجيل واحتياجاته وطرق التخاطب معه مراهقين كانوا أم غير مراهقين.
ثالثاً: قراءة كتاب موثوق عن خصائص النمو وما يستتبعه من معلومات عن كل مرحلة عمرية تجعلنا نتعامل معها تعاملا صحيحاً.
رابعاً: الهروب الدائم من المشكلات يؤدي إلي تفاقمها لاسيما مشكلات الأبناء، لذا أنصحكما بالتعجيل باستيعاب الأبناء، وإذا لم يكن عندكم من المعلومات ما يروي ظمأهم فاستعينوا بأصحاب الخبرة في هذا الموضوع من الأقارب والمتخصصين وما أكثرهم في هذه الأيام.
وأخيرا لا تسرفوا معهم في التنفيس عنهم بدراما ساقطة تهدم أكثر مما تبني، وتدس السم في العسل، كما أن العبرة فقط ليس في كثرة المشاهد الساقطة بقدر ما هي بكثرة الأفكار المضيعة التي تلتقطها عقول الأبناء من وراء الأحداث، فليتنا نفهم.
.