يجيب عنها خالد حمدي
ابني الأكبر طالب المرحلة الثانوية، اكتشفت مؤخرا عن طريق الصدفة أنه يدخن السجائر خارج البيت مع أصحابه، علماً بأن لا أحد في بيتنا يدخن. وقد تماسكت حتي الآن عن مصارحته بالأمر حتي أستوثق وقد استوثقت، وهممت بضربه بين زملائه الذين يدخنون معه أو حتي ضربه في البيت لكنني تراجعت حتي لا أفعل شيئاً أندم عليه بعد ذلك. فكرت أنا وأمه كثيراً لكن ليس لدينا تعامل سابق مع مثل هذه المشكلات فقررنا استشارة غيرنا، فبماذا تنصحنا؟
الرد
أحسنت صنعاً في أمرين: أنك لم تضربه كما فكرت أمام أصحابه، وفي أنك استشرت غيرك فإنه لا خاب من استشار.
أما عن التدخين الذي هو آفه العصر لاسيما بين الشباب الغض الصغير، فأهم أسبابه الرغبة في التجربة وإظهار الرجولة، ويعضد من ذلك صحبة السوء مع ضعف شخصيته أمامهم.
ومن الواضح أن لابنك أصحاباً ليسوا علي ما يرام، يروم صحبتهم وتقليدهم في أمور منها التدخين، لأنهم قدوته وهو ضعيف أمام سلوكياتهم وتصرفاتهم.
لذا أري أن حل المشكلة ينبغي أن يبدأ من أساسها، وهو يتمثل فيما يلي:
- الجلوس معه في هدوء جلسة أبوية حانية تخبره فيها بما علمت، وعدم رغبتك في إحراجه امام أصدقائه حتي لا يصغر أمامهم. وتحاوره في المشكلة محاولاً استنطاقه فيما دعاه إليها، وإعطاءه فرصة لتركها برغبته لاسيما وأنه في أول طريق التدخين.
- كرر معه هذه الجلسات حتي بعد إقلاعه عن التدخين لأنه ما هرب إلي صديق إلا بعد افتقاد الاب.
- أشركه معك في تحمل المسؤولية ولو ببعض المهام التي تقوم بها حتي تقوي شخصيته فلا يضعف أمام أي إغراء من صديق أو رفيق في المستقبل.
- اجعله يتخلص برغبته من العناصر السيئة من أصدقائه قدر الإمكان حتي لا يكونوا له علي الرجوع إلي الشر بعد ذلك، وهذا لن يتأتي إلا بتوفير بيئات نظيفة وأوقات نظيفة معك تقضيانها سوياً قدر الإمكان.
- وأخيرا: أكثر الناس معرفة بالعيب من جربه، لذلك أقول لك: ليست المشكلة في أن ولدك جرب التدخين إنما المشكلة في ألا تستغل هذه التجربة القاسية في استخلاص ولدك مما هو أصعب من التدخين لا قدر الله إن لم تلتفت له. فهل عندك من الوقت ما يعينك علي ذلك؟ الجواب عندك.
.