تناولنا في المقال السابق مفهوم القيم وأنواعها وأثرها في تكوين شخصية الإنسان، وفي هذا المقال نتحدث عن بعض العوامل الأخرى ذات الأثر الكبير في توجيه سلوك الإنسان؛ فنتحدث عن الدوافع والانفعالات وأنواعها، و العواطف والقدرات والاستعدادات وكيفية تكوينها وتأثيرها على سلوك الإنسان.
الدوافع
والدافع:- حالة داخل جسم الكائن الحي، جسمية أو نفسية تثير السلوك في ظروف معينة وتواصله حتى ينتهي إلى غاية معينة أو هو حالة جسمية أو نفسية (داخلية) تؤدى إلى توجيه الكائن الحي تجاه أهداف محددة، وتقوي الاستجابة التي تحقق هذه الأهداف .
ويوجد لدى الإنسان مجموعتين من الدوافع:
1ـ الدوافع الأولية أو الفطرية:
وهي التي يولد الفرد مزودا بها، وهي التي تلزم للحفاظ على حياته، مثل الحاجة إلى: الغذاء، والأكسجين، والنوم، والراحة، والتخلص من الفضلات، والأمن، والتناسل للحفاظ على بقاء النوع.
ويشترك الإنسان مع الحيوان في هذه الحاجات، وهي توجد لدى كل أفراد الجنس البشرى.
2ـ الدوافع الثانوية أو المكتسبة أو الإنسانية:
وهي التي تضبط السلوك الاجتماعي للإنسان، وهي مكتسبة ومتعلمة وتختلف باختلاف الجماعات والثقافات، وبالتالي لا يلزم وجودها لدى كل الأفراد، وإنما يتميز البعض بوجود بعض هذه الدوافع بينما لا توجد عند البعض الآخر.
ومن هذه الدوافع: الحاجة إلى الانتماء إلى جماعة بشرية معينة، والمشاركة الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي، والتقدير، والميل إلى السيطرة وتحقيق الذات، وهذه الدوافع إنسانية وتختلف باختلاف الأفراد والمجتمعات.
ومعرفتنا بدوافع الفرد تمكننا من حسن توجيهها وإشباعها بالطريقة المناسبة، وكذلك توجيه سلوكه للسبيل القويم لإشباع هذه الحاجات وتوظيف الطاقات بطريقة جيدة.
الانفعالات
- حالة جسمية نفسية يصحبها تغيرات فسيولوجية وتعبيرات حركية مختلفة قد يكون بسيطا أو متوسطا (ولا يترتب عليه ضرر للإنسان) أما الانفعال الحاد فيمكن أن يسبب أضرارا خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
ويصنف الانفعال إلى مجموعتين أساسيتين هما:-
انفعال الرضا: ويشمل الفرح والسرور والانشراح … إلخ.
انفعال الغضب: ويشمل عدم الرضا والحزن والخوف والعبوس … إلخ.
- وهذه الانفعالات متعلمة من البيئة، حيث يتعلم ما الذي يفرحه وما الذي يحزنه، كما يتعلم كيفية التعبير عن الانفعال.
- فالبعض يعبر عن السرور بالابتسام والبعض يعبر بالضحك، وآخر بالقهقهة بصوت عال وهكذا، وكذلك التعبير عن الحزن من مجرد العبوس وعدم الابتسام إلى البكاء والصراخ والعويل، والبيئة هي التي تعلمه كل ذلك.
- ومعرفة المدرس بانفعالات الطالب وكيفية تعبيره عنها وتجاوبه معها ومشاركته وجدانيا تساعد على التآلف وزيادة الحب والثقة بين المدرس والطلاب، كما تساعده على معاونتهم على ضبط انفعالاتهم والتعبير عنها بالصورة اللائقة فيما بعد.
العواطف:- هي استعداد ثابت نسبيا مركب من عدة انفعالات تدور حول موضوع معين، مثل الحب عاطفة تنشأ من تكرار انفعالات الرضا والاستحسان من شيء أو شخص معين، والعكس عاطفة الكره تتكون من تكرار مواقف الغضب وعدم الرضا من شخص أو شيء معين.
القدرة:- هي كل ما يستطيع الفرد القيام به في اللحظة الحاضرة من نشاط عقلي أو حركي سواء كان ذلك نتيجة تدريب (حفظ جدول الضرب – ركوب دراجة) أو من غير تدريب كالذكاء الفطري، ويشير هذا التعريف إلى أنّ القدرة هي قوّة الإنسان الحالية للقيام بعمل ما إذا توافرت له الظروف الخارجية اللازمة، وهي تطلق كذلك على مجموعة من الأداءات أو الإنجازات التي ترتبط فيما بينها ارتباطاً عالياً وتتمايز إلى حدٍّ ما عن المجموعات الأُخرى من الأداءات. ومن أمثلة ذلك القدرة على حلّ المسائل الحسابية، أو تجميع أجزاء آلة من الآلات، أو القدرة على قراءة الخرائط، أو غير ذلك ممّا يقوم به الفرد في مجال الدراسة والعمل.
الاستعداد:- هو قدرة الفرد الكامنة على أن يقوم بنشاط معين في سهولة ويسر وبسرعة وعلى أن يصل إلى مستوى عال من المهارة في مجال معين إن توفر له التدريب المناسب، سواء أكان هذا التدريب مقصوداً أو غير مقصود، ولا يعني هذا بساطة الاستعداد فقد يكون معقداً، أي يمكن ردّه إلى عوامل مختلفة، ومن أمثلة الاستعدادات الاستعداد الميكانيكي، أي القدرة على تعلُّم الأعمال الميكانيكية إذا توافر التدريب اللازم، ويشير الاستعداد إلى مجموع الخصائص التي تميز سلوك الفرد في مواقف متشابهة، مثل قدرته على مواجهة بعض المواقف المعينة أو حل بعض المشكلات التي تواجهه في المستقبل، فإذا ما قلنا: إن لدى الفرد استعداداً ميكانيكياً، فإن هذا يعني أن عنده القدرة على اكتساب أساليب السلوك المختلفة التي يتطلبها النجاح في الأعمال التي يطلق عليها اسم (أعمال ميكانيكية).
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
.