Business

كن سفيرا للإسلام في بلاد الغربة

كثيرٌ من المسلمين تركوا ديارهم وبلادهم – مخيرين أو مجبرين - مهاجرين إلى دول أخرى وثقافات جديدة وتقاليد وعادات غير التي تربوا عليها، وربما تصطدم في كثير مع تعاليم الدين الحنيف، غير أنهم مطالبين باحترام وعادات وقوانين البلاد التي نزلوا عليها مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية وأخلاقهم الدينية، وليس ذلك فحسب بل مطالبين أن يكونوا نماذج صالحة ورسلا لإسلامهم وسماحة دينهم.

ففي ظل ارتفاع ما يسمى بالإسلاموفوبيا، ومع الهالة الكبيرة في دول الغرب التي يحركها الإعلام وبعض الساسة ضد الإسلام والمسلمين، وفي وجود بعض النماذج التي تسيء للإسلام وسماحته بضيق فهم أو تشدد، فإن من الواجبات المهمة على المسلمين الذين يعيشون بين غير المسلمين، وبقرب غير المسلمين، ويخالطون غير المسلمين، عليهم مسؤولية استثنائية؛ أن يكونوا قدوة حسنة لهؤلاء، أن يمثلوا الدين حقيقة، أن يكونوا سفراء للإسلام، وكثير من غير المسلمين لا يقرؤون عن الإسلام من مصادره الأصلية، ولذا كان من واجبات المسلمين العمل على تصوير الإسلام بصورة بصورته السمحة الحقيقية.

الأمر لا يقتصر على الرجال فحسب، بل للنساء دور عظيم في إظهار شعائر الإسلام وواجباته بصورة طيبة غير منفرة أو متساهلة، وليكن ملبسها وكلامها وتفاعلها مع المجتمع الذي تعيش فيه وفق شرائع الإسلام الحنيف دون تجاوز أو تساهل.

ولنا في قصة إمام مسجد عين حديثا في مدينة ببلاد الغرب العبرة والقدوة حينما ركب حافلة، ودفع الأجرة، ثم جلس على الكرسي، فاكتشف أن السائق أعاد له مبلغا زائدًا، ففكر قليلًا، ثم قال: يجب أن أعيد إليه الزائد من باب الأمانة، ثم حدثه الشيطان: الخطأ منه!، ولكنه في آخر لحظة أعطاه إياه قبل أن ينزل، فقال السائق: ألستَ الإمام الجديد في هذه المنطقة؟

قال: بلى، قال: إنني أفكر منذ مدة بالذهاب إلى مسجدكم، والدخول في الإسلام، ولكن أردتُ أن أختبرك، أن أختبر هذا الدين، أختبر أثر الدين على أتباعه، أعطيتك الزائد عمداً؛ لأرى كيف ستتصرف؟ فقال ذلك الإمام في نفسه: كدتُ أن أبيع الإسلام بمبلغ تافه!

 

كيف تكون سفيرا صالحا للإسلام؟

  1. عليك أن تعتز بالإسلام، جملة، وتفصيلاً، عقيدة، وعبادة، وأخلاقًا، فلا يوجد في الإسلام -والحمد لله- شيء مخجل، أو مؤسف، وليس به أسرار، يقول الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}[سورة فاطر:10].

  2. إعلان هويتك الإسلامية دون تمييع أو ذوبان أو تشبه بغير المسلمين، فلا تتوارى بصلاتك ولا بإسلامك عن الناس، وكن وسطهم نعم الرفيق المتعاون.

  3. سارع بقضاء حاجة الناس والضعفاء خاصة، وشاركهم في أفراحهم وأحزانهم، وأعلمهم أن ذلك من تعاليم الإسلام التي حث عليها.

  4. لا تكن مهملا في مظهرك ولا ملبسك ولا بيتك ولا المكان الذي تتواجد فيها، وليكن شعارك: [اترك المكان أنظف مما كان].

  5. المحافظة على قوانين البلد التي تتواجد فيها ليحترمك الجميع لاحترام قوانينهم، وحافظ على مواعيدك فمن سماتهم المحافظة على المواعيد – وهو من سمات الإسلام الحقة التي حث عليها أتباعه – ولا تكن فوضويا سواء في المواعيد أو في إشارات المرور أو السير في الشارع أو الحديث أو حتى رمي القمامة.

  6. اجتناب المحرمات – كشرب الخمر أو ارتياد المراقص أو اللعب والمجون أو الغش والاحتيال أو النصب والنهب وترويع الآمنين وإطلاق البصر واللسان - التي حرمها دينك الحنيف سواء وأنت وحدك أو مع أهلك أو وسط الناس وكن مميزا في سلوكياتك وأخلاقياتك التي حض الإسلام عليها حتى يحب الناس سلوكيات دينك، وكم من أناس أسلموا بسبب سلوكيات ومعاملات هذا الدين، ولتتذكر كيف كانت أخلاقيات التجار الذين فتحوا شرق أسيا للإسلام بأمانتهم وصدقهم في التجارة والمعاملة، وليس هم فحسب بل كثيرا من الطلاب في بلاد الغربة كانوا بحسن أخلاقهم ونظافتهم رسلًا صادقين لهذا الدين.

يقول أحد الطلاب المغتربين: كنت مستأجرًا غرفة بحمام عند عائلة في الولاية التي كنت فيها، وذات مرة قالت لي العجوز التي أنا مستأجر من عندهم: أنا أريد أن أخبرك شيئًا، قلت: ما هو؟ قالت: أنت ما مذهبك؟ما دينك إيش منهجك، قلت: لماذا تسألين؟

قالت: كل يوم أنت تذهب، أنا آتي أتفقد الحمام، ما أجد فيه شعرة، من نظافته، وقبلك استأجر هذا المكان طلاب متعددين، تعال انظر الأوساخ، لماذا أنت؟

قال: أنا مسلم، وديني يدعوني للطهارة، والنظافة، وشرحت لها عن الإسلام، قال: فأسلمت ثم أسلم زوجها.

أخي المغترب: إنَّ حقيقة التديُّن الصادق هي المحاولة الدائمة لرسْم صورةٍ لمجتمع يضمُّ أفرادًا ملتزمين، يحاولون تطبيقَ أحكام الدِّين، حتى تكون تصرفاتُهم هي التعبيرَ الواضح عن دِينهم.. فكن سفيرا صالحا لدينك فلا يؤتى من قبلك بسوء تصرفاتك وأخلاقك.


 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم