Business

سنة أولى حضانة

يعتبر ذهاب الطفل إلى الحضانة بمثابة حدث عظيم عند الوالدين خاصة الأم؛ حيث إنها تشعر بالقلق والترقب لردة فعل الطفل إزاء ابتعاده عنها بعض الوقت للمرة الأولى منذ ولادته، ويتمثل ذلك في شعورها بالحزن جراء بكاء وصراخ الطفل. أما الطفل فيشعر بالخوف من المجهول والرعب من البشر حوله، فقد ولد وليس له في الكون إلا صدر أمه الحنون؛ ولذلك تمتلئ الحضانات ورياض الأطفال بالصراخ والبكاء خاصة في الأسبوع الأول.

عالم جديد من التيه والخوف والقلق يعيشه الطفل في اللحظات التي تغادر أمه الحضانة تاركة إياه للمجهول الذي لا يعرف عنه شيئًا، فيظل في خوف ورعب وفزع حتى يتراءى أمامه وجه أمه قادمة لتأخذه بعد يوم مر عليه كالدهر.

ولذا، لابد للأم من وضع خريطة حتى تعبر بطفلها هذه الصدمة فيحرص بعدها هو على المسارعة للذهاب للحضانة، ويحسن إثبات ذاته ويتميز بروح اجتماعية ومنها بعض الأمور التي حصرتها الدكتورة إلهام محمد الفايز أستاذة التربية بجامعة عين شمس:

  • يمثل قلق الأم عاملا سلبيا مؤثرا في نفسية الطفل خاصة إذا رآها تبكي أو متعلقة به، فيعتقد كلما كانت سنه أقل أنه فراق أبدي بينهما، مما يزيد من خوفه ورعبه، ولا يستطيع التأقلم على جو الحضانة ويرفض التعامل مع المعلمات أو زملائه، ولذا لابد للأم عدم إظهار قلقها بل تشجعه على المكان.

  • تستطيع الأم أن تتواجد مع الطفل فترة في الحضانة في الأيام الأولى فقط، وأن ترحل دون أن يشعر عندما تجده قد اندمج قليلاً مع الأطفال في اللعب، ثم تقلل مدة تواجدها يوم عن يوم إلى أن يشعر الطفل بالأمان ويألف المكان، بل يجب أن تدفعه للعب ولا تبقيه بجانبها حتى يألف المكان والأطفال أقرانه.

  • يجب على الوالدين تحبيب الطفل في الحضانة، وأن يتجنب الوالدان ذكر الذهاب إلى الحضانة كتهديد للطفل أو عقابه؛ لأن هذا ينشئ طفلاً يكره التعليم منذ الصغر، ولن تجدي أي وسيلة نفعا بعد ذلك لترغيبه في المدرسة أو الحضانة.

وتضيف ديانا حداره بعض الأمور التي تجب على الوالدين ومعلمي الحضانة حتى يشعر الطفل بالأمان ويقبل على الذهب إليها، مثل:

  • التحدث مع الأطفال قبل بدأ الحضانة بفترة طويلة وإطلاعهم على الأمور المثيرة التي سوف تكون في انتظارهم وتحصل معهم، مثل: ممارستهم الأنشطة الفنية المختلفة وتكوين الصداقات. وهذا يساعد على الحدّ من مشاعر القلق التي قد تنتاب الأطفال أو أولياء الأمور، كما يمنح الأطفال شيئًا يُشعرهم بالحماسة تجاهه.

  • على الأم الاستعداد قبل بضعة أيام من بداية الحضانة بوضع برنامج جديد للنوم يضمن حصول طفلها على قسط وافٍ من الراحة كل ليلة.

  • على الأم الانتباه إلى طعام طفلها. فالأطفال بحاجة إلى نظام غذائي صحي ومتوازن خاصة وجبة الإفطار يتضمّن تناول الكثير من الفواكه والخضر وشرب كميات كافية من المياه، وسيكون من الصعب عليهم أن يفكروا أو يتعلّموا أو يلعبوا إذا كانوا يشعرون بالجوع.

  • يمكن للأم زيارة الحضانة مع طفلها قبل بدء الفصل الدراسي وتمضية بعض الوقت فيها للتعرف إلى المعلمين والأطفال الآخرين هناك، من شأنه أن يخلق بعض الألفة لدى الطفل عند الذهاب إليها في يوم دوامه الأول.

  • على الأم أن تحاول القيام بأمور يومية روتينية كل صباح، ومن أهمها أن تودّع طفلها عند توصيله إلى الحضانة، فلا تغادر الصف خلسةً من دون أن ينتبه لها الصغير، لأن ذلك من شأنه أن يزيد شعوره بالقلق ويدفعه للبكاء أكثر، بل وقد يُضعف الثقة بينه وبين أمه.

وأخيرا: من الضروري ألا ينسى أولياء الأمور قاعدة ذهبية مهمة عند اختيار حضانة الطفل، وهي أن الأطفال قادرون على التعلّم بطريقة طبيعية، لكنهم يحتاجون إلى البيئة المناسبة لكي ينجحوا ويتفوّقوا. فمكان مشرق وزاهٍ بمساحات داخلية وخارجية فسيحة كفيلٌ بتشجيعهم على الاستكشاف والاستفسار عما حولهم، ويُعدّ أفضل منطلق نحو الحياة المدرسية.

كذلك فإن طبيعة المرافق والتجهيزات داخل الحضانة مهمة. إذ يجب أن تكون مناسبة لسنّ الأطفال وآمنة لهم، فالمواد الطبيعية، كالخشب على سبيل المثال، أفضل بكثير وأكثر إثراءً للطفل من المواد البلاستيكية.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم