هذه المرحلة تبدأ من سن عامين حتى سن السابعة وفي هذه المرحلة تزداد القدرات العقلية للطفل على تكوين صور ذهنية عن الواقع الخارجي وتخزين أسماء الأشياء المحسوسة أمامه، فهو يبقى مرتبطًا بالأشياء والموضوعات المحسوسة في عالمه كالصور والمجسمات أكثر من المجردة ولذلك يكون تفكيره غير منطقي في هذه المرحلة وخاصة في سنواتها الأولى لأنه غير قادر على التخيل لأشياء لم يرها. ويبدأ الطفل في هذه المرحلة معرفة الأشياء وتصنيفها وفقًا للأحجام أو الألوان أو المستويات، ولذلك يمكن للأم أن تسمح لطفلها أو طفلتها بطي الملابس معها وتصنيفها وفق أحجامها أو أنواعها لترتيبها داخل الخزانة، وكذلك تقديم ألعاب تركيب مختلفة الألوان والأحجام والأشكال للطفل مع اللعب معه من أجل تنمية قدرات التصنيف لديه.
ويواجه بعض الأطفال في هذه المرحلة صعوبة في إدراك بعض المفاهيم الكمية مثل أن صب نفس كمية الماء في أكواب مختلفة الأشكال لا يغير من كمية الماء، ولذلك على الأسرة محاولة تعليم طفلها تلك المفاهيم المنطقية والعلمية من خلال المحسوسات والتجريب أمامه، وقد أصبح دخول الطفل الروضة مهمًا في تعليم الطفل تلك المهام والمفاهيم كتصنيف الأشياء وإدراكها والمفاهيم الكمية.
وإن أهم ما يميز هذه المرحلة كما وجد بياجيه هو تمركز الطفل حول الذات حيث يعتقد الطفل أن كل ما في العالم خلق لأجله فمثلا أمه هي خلقت لأجله فقط.. فهي سمة تشبه الأنانية، ولكنها مفيدة لتطور عقله، ولذلك على الأسرة التحدث مع الطفل والإجابة عن تساؤلاته وتعريضه للمواقف الاجتماعية المثيرة حتى لا يبقى منعزلًا وتتسع مداركه وتفكيره، مع أهمية اصطحابه في رحلات جماعية، ويزداد في هذه المرحلة اللعب الإيهامي فهو يلعب بالوسادة على أنها حصان مثلًا.. وهذا شيء إيجابي لأنه ينمي لديه قدرات التخيل العقلي، ومن إيجابيات تلك المرحلة أنه يتعلم أن يستخدم اللغة بطريقة كبيرة وصحيحة وخاصة عند بلوغ سن الرابعة والخامسة ويصبح بمرور الوقت يتحدث بلغة تشبه لغة الكبار تقريبًا ولكن دون فهم التشبيهات والمجاز من القول.
.