تمتد هذه المرحلة من سن 12 فما فوق حتى نهاية العمر وهى تشمل مرحلة المراهقة ومراحل الرشد وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل الراقية في نظرية النمو المعرفي عند بياجيه، فهي مرحلة مهمة للنمو العقلي لدى معظم المراهقين وخاصة الذين يستكملون تعليمهم المدرسي، وهى مرحلة إعلان استقلال عقل الإنسان وتفتحه، فالمراهق يصبح قادرًا على إدراك معنى الحياة والموت ومعنى العبودية للخالق (الله) وهو قادر على أن يدرك معنى وجوده في الحياة.
وفي هذه المرحلة يستطيع المراهق التعامل مع عمليات التفكير المجرد والمصطلحات المعقدة، والدخول في المناقشات والمناظرات، ويستطيع أن يكتشف المبادئ أو القواعد العامة من خلال عدد من الوقائع والأحداث النوعية والعمليات التجريدية، ويستطيع الفرد في هذه المرحلة التخيل، والتفكير الاستدلالي الاستنباطي، والتفكير الاستقرائي، والتفكير المنطقي، والتفكير العلمي وتفكير حل المشكلات، واتخاذ القرارات، ويزداد اهتمامه المتعلق بالمشاكل الاجتماعية والمجتمعية والعالمية ويصبح فردا فاعلًا ومسؤولًا في مجتمعه وأسرته وبيئته، ويستمر في هذا النوع من القدرات العقلية حتى نهاية حياته مع تطورها أكثر بمرور الوقت، ما لم يصب بمرض يؤثر على قدراته العقلية
وأخيرًا: ومما هو جدير بالذكر أن الأطفال يختلفون في كفاءتهم العقلية تبعًا للسن ومرحلة النمو العقلي التي وصلوا إليها، وإن وصول الطفل إلى المراحل المتقدمة من النمو المعرفي يعتمد اعتمادا كبيرًا على الفرص التربوية التي أتيحت لهم خلال سنوات نموهم، وتبعًا للخلفية الثقافية التي ينتمون إليها، وتبعًا للمثيرات التي يتعرضون لها، مع تفاعل العوامل الوراثية مع كل ذلك.
.