قد يعتقد بعض الآباء أن ممارسة الابن الأكبر تنمرًا على إخوته الأصغر هو أمر عابر عادي ولا يستدعي القلق أو الاهتمام. لكن عددًا من أطباء الأطفال يرون أن هذه الممارسات غير حميدة بالمرة، ويدعون إلى مواجهتها من قبل الآباء، وإلا فإنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على شخصية الأخ الضحية.
إن تنمر الأخوة والأخوات يعكس شكلا غير صحي للمنافسة، ولا يحدث على فترات بعيدة؛ فهو نمط مستمر من الأذى النفسي والجسدي؛ كتشويه صورته أمام الأهل والأقارب والأصدقاء، وإحراجه.
لكن – ومع تقدير الظروف التي يعيشها الآباء والامهات لتوفير متطلبات الأسرة – يجب عليهم الانتباه لمثل هذه التصرفات فلا يعدونها طبيعية، لكن لابد لهم من وقفة من الطفل المتنمر، حيث تقول زهراء مجدي:
نحتاج بعض المهارات لمنع أو علاج الأذى داخل الأسرة لا يلزمها سوى بعض الانتباه والتعاطف، وهنا بعض ما قد يساعد في الحد من التنمر:
- عليك أولًا عدم التقليل من قدر مشاعرهم وإنكارها فيما يتعلق بتجاربهم الخاصة مع الإساءات القديمة داخل الأسرة، مما يساعدهم في تصديق معاناة طفلهم، وتقدير العواقب.
- الانتباه لأي تناقض بين ما سيقوله الأب والأم عن التنمر وسلوكياتهما معًا، التي قد تقدم رسائل مختلفة للأطفال، والانتباه أيضًا لتصرفاتهما مع الأخ الأكبر؛ لأنه في العلاقات الصارمة والمسيئة عادة يفرغ المجني عليه غضبه في شخص أصغر وأضعف منه.
- يجب على الوالدين الانتباه لكيفية تفاعل الأشقاء مع بعضهم بعضًا، ومراقبتهم إذا كان هناك شك في حدوث تنمر أو تهديد.
- التعامل بشكل خاص مع أي مخاوف لدى الوالدين تحيط بالطفل، سواء فيما يتعلق بمشاعره الغاضبة أو الخائفة أو سلوكياته الغريبة، أو تراجع أدائه المدرسي.
- تحديد مكافأة للأبناء على تفاعلهم الإيجابي سويا سيدفعهم لتحسين سلوكهم، كأن يشتركوا في تنفيذ مشروع أو يشاركوا اهتماماتهم معًا.
- تزويد الأبناء بإرشادات محددة لحل خلافاتهم، كالتواصل ومناقشة مشاعرهم والتفاوض والتسوية، بدل كبت المشاعر والخصام والانعزال، وتشجيع المسامحة من دون فرضها عليهم.
- تخصيص وقت كاف للتحدث وجها لوجه مع كل طفل أو معهما سويًا، ومساعدتهما على التعبير عن مشاعرهما.
- تجنب إجراء مقارنات بين الأشقاء، وفهم أن جنسهم ودرجة ذكائهم أو صفاتهم البدنية أو سماتهم الشخصية قد تدفع الآباء إلى التغاضي عن سلوكيات وتضخيم أخرى، ومعاقبة الضحية في النهاية.
.