هناك آيتان امتازتا بأنهما تناولتا بصورة مباشرة أوصاف صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجزاءهم ومكانتهم عند الله سبحانه وتعالى، وعلى هاتين الآيتين وما آزرهما من أحاديث شريفة بنى العلماء أحكامهم الخاصة بالتعامل مع الصحابة، وما ينبغي لهم من التأدب عند ذكرهم.
أما أولاهما فهي قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة: 100).
والثانية قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الفتح: 29).
ويرى الدكتور مصطفى رجب فى دراسته التي تناولت مدرسة الصحابي فضالة بن عبيد الله التربوية، أن هاتين الآيتين هما الأصل فيما يجب على المسلم من التأدب مع جميع الصحابة، فإن الله سبحانه وتعالى اختارهم لصحبة نبيه، ونقل رسالته لمن بعدهم من الأجيال المسلمة. وإلحاق العيب أو النقص بهم، فيه غمز في الشريعة عموما، لأنهم كانوا أوعية نقلها..
تقرأون في ملف الصحابي الجليل:
.