أولادنا

منهج الإسلام في تربية الطفل أهم النتائج والتوصيات

 تناولت هذه الدراسة التي أعدها الدكتور محمد علي طاهر، موضوع الحقوق والواجبات الأسرية في الرؤية الإسلامية ومفهوم الأسرة المسلمة وأهميتها، والفرق بين التعريف الإسلامي والغربي للأسرة ثم وضحت سبب استقرار الأسرة بقوامة الرجل.

وذكرت الدراسة منهج الإسلام في تربية الأسرة من خلال حسن اختيار الزوجين والتربية الإيمانية للأسرة والقدوة الحسنة وأداء كل فرد ما عليه من الحقوق الأسرية من غير مماطلة أو تبرم. كما ناقشت الورقة الحقوق والواجبات الأسرية من خلال حقوق الزوجين، مع التركيز على حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية، مقارنة مع التشريعات البشرية الحديثة، وانتهت بخاتمة اشتملت على أهم النتائج والتوصيات.

 

منهج الإسلام في تربية الأسرة

يتناول هذا المبحث منهج الإسلام في تربية الأسرة من خلال عدة عناصر أهمها:

  1. حسن اختيار الزوجين: تبدأ مسئولية الأسرة قبل تكوين الجنين بحسن اختيار كل من الزوجين للآخر، وأولوية المعيار الديني والخلقي، لأن خطيبة اليوم التي يقصدها الشاب هي زوجة الغد، وأم المستقبل، ومربية الأطفال والأجيال. إن مسألة حسن الاختيار أمر مهم، لا يختلف فيه اثنان، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "تنكح المرأة لأربع: لجمالها، ولمالها، ولنسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
  2. التربية الإيمانية للأسرة: فالأسرة محضن الأفراد لا برعاية أجسادهم فقط بل الأهم هو غرس القيم الدينية والأخلاقية في نفوسهم.
  3. القدوة الحسنة: فرب الأسرة هو القائد وهذا من أهم عناصر منهج الإسلام في تربية الأسرة.
  4. أداء كل فرد ما عليه من الحقوق الأسرية من غير مماطلة أو تبرم.

 

حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية

منحت الشريعة الإسلامية الأطفال حقوقًا وحماية واسعة، فلهذه الشريحة من الأسرة المسلمة قيمة عالية تتجلى في قوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}.

حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية قبل الولادة: حقوق الطفل في الإسلام تبدأ قبل زمن ولادته، بل تبدأ قبل زواج الوالدين وتتمثل هذه الحقوق فيما يلي:

  1. حق الطفل في إحسان اختيار والديه.
  2. حق الطفل في الحفاظ على حياته وصحته جنينًا.

 

 

 

حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية بعد الولادة

  1. حق الحفاظ على حياة الطفل: حافظ الإسلام على حياة الطفل بعد ولادته بصورة لافتة للنظر؛ فقد توعد سبحانه وتعالى مرتكب إثم قتل الأطفال، لأي سبب كان بأشد الحساب، كما حرم عز وجل الكثير من عادات الجاهلية منها وأد البنات تجنبًا للعار وذلك في قوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}.
  2. حق الطفل في أن يأتي من زواج شرعي: والانتساب إلى والديه الحقيقيين حفظًا لكرامته ونسبه وصلاته العائلية (حق النسب) وهو من الحقوق التي أغفلتها مواثيق الطفل الدولية.
  3. حق الطفل في السرور والفرح بولادته: لقد شن الإسلام حربًا لا هوادة فيها على العادات السيئة في الجاهلية ومنها كراهة إنجاب البنات، قال تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) وقد رغب الإسلام في تربيتها، والإحسان إليها، ورتب الأجر العظيم على ذلك، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار»، إذن فلا تفرقه بين الذكر والأنثى.
  4. حق الطفل في عدم إيذائه بالضرب: إن الإسلام دين قائم على الرفق في كل تشريعاته؛ وهو وسط بين الإفراط والتفريط في وسيلة الضرب في إصلاح الأسرة، وقيد الضرب بأن يكون غير مؤثر في الأعضاء، وألا يكسر العظم، وأن يتجنب الوجه.
  5. حق الطفل في عدم استغلاله جنسيًا: لقد وقف الإسلام ضد الممارسات الجنسية المنحرفة وقفة صارمة أراد من خلالها أن يحفظ للطفولة كرامتها وبراءتها التي يسلبهما الاستغلال الجنسي حيث يصبح الطفل بفعل هذا الاستغلال آلةً أو لعبةً يلعب بها أناس نزعت من قلوبهم الرحمة والعفة والحياء. وإن مما يحزن حقًا استغلال بعض المجرمين ضعف الطفولة وعدم إمكانية الدفاع عن نفسها، فكثرت حالات اغتصاب الأطفال التي غدت هاجسًا للجهات الأمنية فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وبهذا نلاحظ تفوق التشريع الإسلامي للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وذلك في مادتها رقم (34) التي تنص على منع استغلال الطفل في جميع أشكال الاستغلال الجنسي والانتهاك الجسمي.
  6. حق الطفل في التربية البدنية والعقلية: من المسؤوليات الكبرى التي أوجبها الإسلام على الوالدين والمربين مسئولية التربية البدنية لينشأ الأولاد على خير ما ينشئون عليه من قوة الجسم، وسلامة البدن ومظاهر الصحة والحيوية، ويمكن أن نوجز وسائل تحقيق ذلك فيما يلي:
  • وجوب النفقة على الأولاد: قد أوجب الشرع الشريف النفقة على الأولاد على رب الأسرة وذلك في قوله سبحانه وتعالى: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) ويؤكد هذا المعنى حديث: (كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملك قوته)، فمن تمام النفقة المأمور بها الوالد تهيئة الغذاء الصالح لأولاده، والمسكن الصالح والكساء الصالح حتى لا تتعرض أجسامهم للأسقام وتنهك أبدانهم الأوبئة والأمراض.
  • اتباع قواعد الصحة العامة في المأكل والمشرب.
  • التحرز والوقاية من الأمراض المعدية.
  • معالجة المرض بالتداوي.
  • تعويد الأولاد على ممارسة الرياضة وألعاب الفروسية.

 

الخاتمة

في ختام البحث أورد أهم ما توصلت إليه من نتائج:

  1. يشمل مفهوم الأسرة الزواج والتناسل وتربية الأولاد وأن يكون الزواج بين رجل وامرأة برباط شرعي لا أن يتم بين أي شخصين كما يرد في مضامين الوثائق الدولية.
  2. إن بناء الأسرة المسلمة من مقاصد الشريعة الكلية الخمس، إذ من خلالها تحفظ الأعراض.
  3. تؤكد الشريعة على مفهوم قيادة الأسرة والتي تتمثل في قيادة الرجل وهي خاضعة للضوابط والأحكام الشرعية.
  4. منهج الإسلام في تربية الأسرة يكون من خلال حسن اختيار الزوجين والتربية الإيمانية للأسرة والقدوة الحسنة وأداء كل فرد ما عليه من الحقوق الأسرية من غير مماطلة أو تبرم.
  5. حقوق الزوج على الزوجة يكون بطاعة الزوجة لزوجها وألا تأذن لأحد في بيت الزوج إلا بإذنه وألا تصوم تطوعًا والزوج حاضر إلا بإذنه وأن تحافظ على نفسها ومال الزوج وأولاده.
  6. تجب خدمة الزوجة لزوجها بالمعروف من مثلها لمثله، وما زاد على ذلك فليس بواجب، وإنما هو من حسن المعاشرة، والمراعاة لحال الزوج، ومن مكارم الأخلاق.
  7. من حقوق الزوجة على الزوج: المهر والنفقة والسكن والمعاشرة بالمعروف وحسن الخلق وحق المبيت والمعاشرة وتعليم الزوجة أمور دينها والغيرة عليها.
  8. الغيرة المحمودة هي التي تكون عند الريبة، أما الغيرة من غير ريبة فظن فاسد وهي مذمومة.
  9. حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية قبل الولادة تكون بحسن اختيار والديه وحقه في الحفاظ على حياته جنينًا بتحريم إجهاضه وتجريم من يقوم بذلك إلا في حالة الخوف على حياة الأم.
  10. من تمام الحفاظ على حقوق الطفل قبل ولادته الحفاظ على حقوقه المالية وهو ما يزال جنينًا في بطن أمه، بأن جعل الحمل من جملة الورثة.
  11. حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية بعد الولادة تكون بالحفاظ على حياته والسرور والفرح بولادته.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم