إن الترويح الذي يأتي ثمرة لأوقات الفراغ يشير إلى أهمية الوقت وقيمته في حياة المسلم، وكيف أن الإسلام أنقذه من العبث والضياع، فجاء الإسلام ليقرر أن الإنسان المسلم، هو الذي يغتنم ويوظف الزمن، ويملكه.
وفى دراسة بها بعنوان: «فلسفة الترويح الرياضي المعاصر من منظور الشريعة الإسلامية»، تؤكد الباحثة هديل داهي عبداللّه، كلية التربية الرياضية فى جامعة الموصل بالعراق، على أهمية البحث في غرس مفاهيم الوسطية والاعتدال، والتأكيد على الارتباط الوثيق بقيم الأمة وثوابتها بعيدًا عن التشدد والإفراط، مما يحتم على أهل العلم والفكر القيام بواجبهم في التصحيح والمناصحة والبناء، والتعرف إلى ضوابط الشريعة الإسلامية وحكمها من ممارسة الترويح الرياضي المعاصر للإنسان المسلم البالغ.
مقاصد الترويح في الاسلام
- تجديد النشاط وتقوية الإرادة.
- إظهار سماحة الإسلام.
- التهيئة النفسية وإزالة التوتر أو التكيف النفسي السليم.
- تنمية الروح الابتكارية والتحليلية.
مميزات النشاط الترويحي الرياضي
للنشاط الترويحي فعل السحر على الانسان مهما كان عمره، فخبراته ممتعة، ومن الصعب حصر جميع الفوائد المستفادة من ممارسته، لكن يمكن القول إنه يشكل الإنسان ويعيد تكيفه مع المجتمع ويساعده في قيامه بأدواره بنجاح:
- يعمل النشاط الترويحي الرياضي على تنمية وتناسق ومرونة عضلات الجسم، والتوافق العضلي العصبي.
- يعمل على رفع مستوى الحيوية والجَلَد ومقاومة التعب.
- يعمل على التخلص من الضغط العصبي ومن ثم يعمل على الإحساس الراحة.
- يعمل على رفع كفاءة الأجهزة المختلفة كالجهاز الدوري والتنفسي.
- يعمل على التخلص من الطاقة الزائدة.
الضوابط الشرعية للترويح الرياضي
- أن يكون الترويح بنية صادقة وخالصة للتقوية والتنشيط على الأعمال والعبادات والتقرب إلى اللّه سبحانه وتعالى.
- ألا يلهي الترويح عن القيام بالفرائض والواجبات من العبادات والأعمال.
- ألا يؤدي الترويح إلى المفاسد وارتكاب الذنوب.
- ألا يكون الترويح مضيعة للوقت بدون نفع أو جدوى.
- عدم الإسراف في الترويح حتى لا يصل إلى درجة الإدمان.
- أن تكون وسائل وأدوات اللهو والترويح الرياضية مشروعة.
أحاديث الرسول ﷺ بشأن ممارسة الترويح الرياضي
- قال رسول اللّه ﷺ: «المؤمن القوي خير وأحب إلى اللّه من المؤمن الضعيف، وفي كُلٍّ خير».
- وعن عبد اللّه بن عمر: «أن النبي ﷺ سبق بين الخيل وراهن».
- وعن جابر أنه قال: شكا ناس إلى الرسول ﷺ من التعب، فدعا لهم، وقال: «عليكم بالنسلان»، أي الإسراع في المشي.
- وقال رسول اللّه ﷺ: «كل شيء ليس من ذكر اللّه فهو لهو إلا أربع خصال: مشى الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلمه السباحة» والمشي بين الغرضين يقصد به التحرك ما بين هدفي الرمي بالقوس، وتأديب الفرس بمعنى تدريبه وتعليمه.
- وقال الرسول ﷺ: «الأرض ستفتح عليكم وتكفون المؤنة فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه». هذا الحديث يؤكد المعنى نفسه في الحديث السابق في أهمية مزاولة الرياضة على سبيل الترويح.
من وقائع ممارسة الرسول ﷺ للرياضة بنفسه
- جاء في صحيح البخاري عن سلمة بن الأكوع قال: مر النبي ﷺ على نفر من أسلم ينتضلون بالسوق، فقال: «ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا، ارموا وأنا مع بني فلان».
- وذكر السيوطي في رسالته (المسارعة إلى المصارعة) ما ذكره ركانة بن عبد يزيد وكان أشد الناس، قال: كنت أنا والنبي ﷺ في غنيمة لأبي طالب نرعاها في أول ما رأى إذ قال لي ذات يوم: هل لك أن تصارعني؟ قلت له أنت؟ قال: أنا، فقلت على ماذا؟ قال: على شاة من الغنم. فصارعته فصرعني، فأخذ مني شاة، ثم قال: هل لك في الثانية؟ قلت: نعم، فصارعته فصرعني، وأخذ مني شاة، فجعلت أتلفت هل يراني إنسان، فقال: مالك؟ قلت: لا يراني بعض الرعاة فيجترئون علي، قال: هل لك في الصراع الثالثة ولك شاة؟، قلت: نعم، فصارعته فصرعني، فأخذ شاة، فقعدت كئيبًا حزينًا، فقال: مالك؟ قلت: إني راجع إلى عبد يزيد وقد أعطيت ثلاثًا من نعاجه، والثاني: أني كنت أظن أني أشد قريش، فقال: هل لك في الرابعة؟، فقلت: لا، بعد ثلاث!، فقال: أما قولك في الغنم فإني أردها عليك، فردها علي، فلم يلبث أن ظهر أمره، فأتيته فأسلمت، فكان مما هداني اللّه أني علمت أنه لم يصرعني يومئذ بقوته، ولم يصرعني يومئذ إلا بقوة غيره.
.