دروس عاشوراء

نشأنا منذ نعومة أظافرنا ووجدنا أهلنا يحتفلون بعاشوراء وكأنه عيد ثالث من أعياد المسلمين، إلى درجة أن البعض كان يذبح به كبشا مثل يوم الأضحى، البعض قد يسمى تلك الأفعال بدعا، والبعض يرى فيها حبا لما أحب النبي ﷺ، واستغراقا عاطفيا ليس مستهجنا في اتباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم في الفرحة بنجاة الحق وأهله، ليظل ذلك مبدأ إسلاميا ومنهجا يستوجب الاهتداء به في كل وقت وزمان في حياة أمة الاسلام، قياسا على قوله صلى الله عليه وسلم: «نحن أولى بموسى منهم».

«نحن أولى بموسى»، وكل موسى في كل وقت وأوان، نحن أولى بالحق مهما كان مسماه ومهما كان مكانه أو زمانه من أي أحد، أولى به تعاطفا وتضامنا ونصره وفرحه حين يفرح وحين ينجو من قبضة الباطل ومطارداته.

هكذا يعلمنا نبي الحب كيف تكون العلاقة بين أهل الحق مهما تباعدت بينهم المسافات الزمنية والمكانية، وهو ما يجب أن تتوارثه الأجيال بالتربية والتذكير والعظة ليظل منهجا يربط أهل الحق قولا وفعلا وإحساسا وتفكيرا وسلوكا وطقوسا.

يعلمنا نبي الحب أننا كنا مع بني يهود عندما كانوا على الحق ومع الحق، وأننا ما تنازعنا إلا مع شائن الأفعال وانحراف الأفكار وتعمد الإفساد منهم وتخليهم عن اتباع المنهج الصحيح الذى جاء به نبي الله موسى عليه السلام.

{... وَإِنْ عُدتُمْ عُدْنَا ...}، هذا مبدأنا، إذا عدتم إلى نقاء رسالتكم وصفاء ما أنزل الله عليكم من رسالة ومنهج وشريعة ونصرة واتباع للحق وأهله دون التعصب لطائفة أو عرق أو مذهب أو عصبية؛ لعدنا إلى حبكم وفاء بعهدنا مع نبينا بأن نكون نصرة للحق ولحمة معه مهما كان بيننا وبينه من مسافات مكانية وزمانيه، لقد عاهدنا نبينا على ذلك ونحن على عهدنا ما بقينا متبعين لنبينا حبا وفهما وإيمانا وسلوكا وعملا واعتقادا.

في هذا الملف نلتقى مع دروس عاشوراء التي علمنا إياها نبينا وحبيبنا المصطفى صلوات الله عليه وسلامه.

تقرأون في الملف:

 

 
.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم