الأطفال يحبون اللعب واللهو ولا يعرفون المسئولية، ولذا فحياتهم تسير وفق التوجيهات التي يتلقونها من الغير، وإذا كان المصدر المتلقى عنه غير جدير بالنظام فلن يستجيب الطفل لمظاهر الإصلاح التي يغرسها فيه الأب والأم.
فمن الأمهات من لا تبدي لطفلها أي ضيق من عدم ترتيبه لأشيائه في غرفته وخزانته، وتقوم هي بترتيب كلِّ شيء، ومنهن من تثور ثائرتها؛ فتصرخ في طفلها بكلمات تزيد من سلوكه السيئ وتضعه في دائرة الكسالى، وكلا الحالتين خطأ.. فالأمُّ الأولى تنشئ طفلًا اتكاليًا، والثانية تقهر طفلها دون أن تسلك به مسلك التعليم، ولذا يجب مع الطفل اتباع ما يلي:
- تبسيط عملية الترتيب والنظام لطفلك بتقسيمها إلى مراحل حتى يستطيع استيعابها وإجادتها.
- تعويده مرة تلو الأُخرى حتى يتقنها وتصبح جزءًا من نمطه اليومي مع الصبر عليه إذا نسي أو أخطأ.
- لابد من تشجيعه إذا نظم يومه وغرفته وأدواته كقول: [هيا يا بطل.. أنت تستطيع أن ترتِّب غرفتك كما فعلت المرّة الماضية بنجاح] أو [إذا استيقظت وجهَّزت نفسك باكرًا للمدرسة، ورتبت غرفتك.. تستطيع اللعب قليلًا قبل الذهاب إلى المدرسة أو بعد العودة].
- يجب على كلا الوالدين أن يتفقا على نفس النظام والقوانين البيتية، فلا يجوز أن تتسامح الأم بموضوع معين ثم يأتي الأب ويناقضها كليا في نفس الموضوع.
- تركه لترتيب أغراضه وحده دون توجيه مع مراقبته، ومن الممكن أن يتشارك جميع أفراد الأسرة في الترتيب لبث روح التعاون وقيمته في إنجاز الأعمال وترتيب الأشياء.
- تدريبه على حسن استخدام الأدوات والمرافق ورعاية الأثاث والاهتمام بنظافته، والمساهمة في تزيين المائدة والتزام النظام في جميع شؤونه.
الغريب أن كثيرًا من النفسيين ربط فوضوية الطفل إذا لم تعالج ويتحسن سلوكه فلربما نتج عنها صفات أخرى سيئة كالأنانية، وكره الالتزام، والضيق من كل ما يشير إلى النظامية، وانتزاع مصلحته وغرضه بالقوة، والتملق الشديد لكل من هم أقوى منه، وعدم تحمل المسئولية.
.