يحل بوادينا هذه الأيام عيد الأضحى، ولكنه هذا العام ليس كأي عيد أضحى سابق، إذ يأتي هذا العام في أجواء الإغلاق التي ضربت العالم بسبب جائحة كورونا، الذي دفع العالم إلى التنازل عن كثير من ممارساته، التي اعتاد على ممارستها بطريقة جماعية، مثل: حفلات الزواج والأعياد والصلوات وغير ذلك!
لقد عم الحزن بلاد المسلمين على الحرمان من أداء الصلوات في المساجد خاصة في شهر رمضان، وازداد الحزن بمنع صلوات الجمعة في المساجد ومن بعدها صلاة عيد الفطر.
لكن شدة الألم بلغت ذروتها بالحرمان من أداء فريضة الحج إلا لمن داخل المملكة، وهذا أضاف أجواء حزينة جدا على عيد استمد فرحته وقدسيته من مناسك الحج، حتى إننا كإعلاميين كنا في حيرة هل نتناول موضوعات عن الحج في عيد بلا حج! أم نبحث عن بدائل؟!
الحج ركيزة أساسية في بهجة عيد الأضحى، وهو احتفال إسلامي عالمي له ترتيبات خاصة ومذاق خاص لدى المسلمين لارتباطه بفريضة خاصة تعتبر من أعز أمنيات المسلم التي يلح على الله في تحقيقها!
لكننا لا بد أن نتوجه لمسلمي العالم بالتهنئة بعيد الأضحى، موضحين لهم أن هذا الإغلاق والحرمان من أداء النسك بشكل ليس الأول من نوعه، إذ مرت على الأمة وعلى بيت الله الحرام أوقات إغلاق، وأوقفت فيها المناسك، كان معظمها بسبب الصراعات السياسية!
هذا العام سيقام النسك بشكل رمزي بما تيسر من الحجيج داخل المملكة، فعلينا أن نشاركهم فرحة الوقوف بعرفات وفرحة الفوز بأداء النسك في زمن عز فيه ذلك على كثير من المسلمين، وعلينا أن نستثمر وقت يوم عرفة في الدعاء بما نحب وبما ندخر لله من أدعية لهذا اليوم المبارك التي يجيب الله لكل داع دعوته ولكل سائل مسألته، داعين المولى تبارك وتعالى أن يرفع البلاء ويزيل الوباء وينشر السلام في أوديتنا وربوعنا.
عيد الأضحى أيضا فيه الصلوات والتكبيرات والأضحية وتبادل التهاني مع المسلمين، فلنبدد فيه الأحزان ونتهادى التهاني والأمنيات.. وكل عام وأنتم بخير، ونلقاكم العام القادم على جبل عرفات!
تقرأون في الملف:
.