في عصر العولمة الذي نعيشه الآن، والمليء بالتحديات، حيث تظهر كل يوم على مسرح الحياة معطيات جديدة تحتاج إلى خبرات جديدة وفكر متجدد وأساليب حديثة، ومهارات جديدة وآليات جديدة للتعامل معها بنجاح. أي تحتاج إلى إنسان مبدع ومبتكر، ذي بصيرة نافذة، ووجدان سليم، وإرادة قوية، قادر على تكييف البيئة وفق القيم والأخلاق والأهداف المرغوبة، وليس مجرد التكيف معها.
وفى بحث مشتق من رسالة دكتوراه الفلسفة في التربية للباحثة ليلى محمد توفيق السيد، كلية التربية جامعة عين شمس، ترى أن هذا لا يتحقق دون تربية تواكب متطلبات العصر، وتستشرف آفاقه المستقبلية، ومن ثم يحتاج المجتمع الإسلامي إلى تربية غير التربية التقليدية التي عهدناها حتى الأمس القريب، ومدارس ومناهج ومعلمين غير تقليديين، قادرين على تحقيق التربية الوجدانية السليمة.
الأهداف التربوية
- تنمية الجسم والوجدان.
- غرس الإيمان بالله ورسوله والقيم الروحية والإنسانية.
- غرس الاعتزاز بالعروبة والأمة العربية.
- تدريب الفرد على واجبات المواطنة والمشاركة المجتمعية والسياسية.
- غرس قيم وممارسات العمل والإنتاج.
- إعداد الإنسان للمستقبل وسرعة الاستجابة للتغير.
- إعداد الإنسان القادر على صنع المستقبل.
- الإسهام في تحقيق التنمية الشاملة وسد فجوة التكنولوجيا.
- تنمية التفكير المنهجي النقدي العقلاني.
المناهج
ينبغي مراعاة ما يلي عند التخطيط لمحتوى المناهج لتحقق النمو الوجداني السوي للمتعلم:
- مراعاة مقومات التربية الوجدانية الإسلامية العقدية والتعبدية والفكرية والقيمية.
- مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
- أن يكون اختيار النصوص على أساس سهولة المعنى والتصورات والمفاهيم وقربها من لغة المتعلم ووجدانه.
- ربط المحتوى بالبيئة المحيطة بالمتعلم، مما يشعره بالتكيف والانتماء لهذه البيئة.
- مواءمة المحتوى للأهداف الوجدانية واشتماله على أنشطة صفية، ولاصفية.
- الاستفادة من نظرية الذكاءات المتعددة المتضمنة (الذكاء الوجداني) كأحد الذكاءات السبع التي حددها (جاردنر) وأشار فيها إلى أن كل فرد يولد ولديه هذه الذكاءات ولكن بدرجات متفاوته.
- إيجاد ترابط وتكامل بين النصوص في المقررات المختلفة والأخذ بمفهوم الوحدة في المحتوى، والتأكيد على مبدأ التكامل والتنسيق في تنظيم خبرات المحتوى بما يحقق المستويات الخمس الرئيسية للأهداف الوجدانية، بدءًا بمستوى الانتباه، وانتهاء بمستوى السلوك القيمي.
- يتضمن محتوى المنهج المشكلات والظواهر الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع، وتتطلب التفكير الإبداعي، والمبادرة في حلها من قبل المتعلم.
- أن ترتبط أساليب التقويم للطلاب بالأهداف التربوية للمنهج الدراسي وفق خصائص كل مرحلة دراسية، وتتمكن من قياس مختلف الجوانب: المعرفية، والمهارية، والوجدانية، ويكون فيها نصيب مفروض للتفكير والتطبيق والابتكار.
الأنشطة المدرسية
يمكن تلخيص الدور التربوي الذي تقوم به الأنشطة في تحقيق التربية الوجدانية السليمة في النقاط الآتية:
- تمكن الطلاب من التعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم وميولهم، وإشباع حاجاتهم الوجدانية.
- تهيء للطلاب مواقف تعليمية وجدانية شبيهة بمواقف الحياة، مما يترتب عليه سهولة استثمار الطلاب ما يتعلمون داخل الفصل في المجتمع الخارجي.
- تزود الطلاب بالمهارات والخبرات الوجدانية، والخلقية، كالتعاون وتحمل المسئوليه.
- تشجع بعض نواح النشاط التطوعي للخدمات العامة والتضحية في سبيل الجماعة.
- تبث روح المنافسة الشريفة بين أفراد المجتمع المدرسي.
- تساعد على ترسيخ قيم التربية الوجدانية التي توجه سلوك الطلاب، وتدربهم على الاستقلالية.
- تسهم في تنمية مهارات الذكاء الوجداني التي تساعد الفرد على تحقيق التكيف الاجتماعي مستقبلًا.
- تغرس الوعي الديني في نفوس الطلاب، وتركز على خطورة التطرف ونزعات الانحراف الفكري التي تخالف العقيدة.
- المكتبة هي مجال النشاط الثقافي الشخصي لكسب المعرفة، والاستفادة منها في الحياة الوجدانية للفرد.
- تساعد الأنشطة على توطيد الارتباط بتاريخ الأمة الإسلامية، والاقتداء بسيرة السلف الصالح.
معوقات التعلم الوجداني الاجتماعي داخل المدرسة
- غياب التسامح بين المعلم والطلاب في المدرسة، وانحصارها فقط في أماكن الدروس الخصوصية.
- إهمال الأنشطة الفنية، مثل: الشعر، والموسيقى، والرسم، وهذا يقلل من النمو الوجداني السليم.
- سعي بعض المعلمين لتحقيق مكاسب مادية على حساب الطلاب، دون مراعاة ظروفهم المادية، ودون احترامهم لأخلاقيات المهنة.
- ضعف الروح المعنوية والتفكير الجماعي، والمسئولية الجماعية، لدى بعض المديرين والمعلمين تجاه تحسين العملية التعليمية.
- إهمال الأنشطة الرياضية يقلل من بناء الجسم السليم، وما يترتب عليها من مشكلات تؤثر سلبيًا على التعلم الوجداني الاجتماعي.
- انتشار لغة خاصة عند التواصل بين الطلاب بعضهم البعض، وبين الطلاب وبعض المعلمين مثل: نفض، كبر دماغك، و....الخ
- انتشار فوضى الذوق العام بين الطلاب، بدءًا من الملابس، ونظافة المكان داخل الفصل وخارجه، ونظافة الجسم والألفاظ غير الأخلاقية.
.