من الجدير بالذكر أن الألعاب من أكثر الوسائل جذبا لانتباه الأفراد، وأكثر وسائل التعلم التي يتفاعل من خلالها الأفراد فيما بينهم، كما أنها تقوى العلاقات الاجتماعية بين أفراد الجماعة، وتزيد وتعزز ثقة الفرد بنفسه.

ونلاحظ أن الألعاب في المنهج الأمريكي تبدأ من اليوم الأول من المدرسة، وهي ما تسمى بـ "الآيس بريكر "، وتلعب أدوارا مختلفة مثل تلك التي تقدم للدرس أو تقرب فكرة معينة، أو تستخدم لمراجعة الدرس أو لاستغلال وقت الحصة الباقي بما ينفع، أو لتدخل شيئا من الاسترخاء على جو الحصة. ويعد قانون "لا طفل يخفق دراسيا" الذي أطلقته الإدارة الأمريكية، أصبح التركيز على تعلم الرياضيات والعلوم والقراءة والكتابة كبيرا، وتظهر في الوقت الحالي محاولات جادة للدمج بين كل هذه المهارات، وذلك عن طريق الأنشطة العلمية والتجارب.

وهذا يحقق المعلمون أكثر من هدف تعليمي إضافة إلى المرح والتسلية، فإحدى معلمات العلوم في الصف السابع لم ترض بتدريس طلابها الحقائق العلمية الجافة فقط، فمثلا عندما بدأت تدرس طلابها عن الحمض النووي أرادت أن يفهم طلابها آثاره على المجتمع، فبدأت بعرض أحد أفلام الخيال العلمي عن رجل مصاب بخلل في الجينات الوراثية، ثم بعد ذلك قرأ الطلاب قصة عن صبي تطوع لمحاربة الأخطار من أجل حماية الجنس البشري، ثم ناقش طلابها مقالات عن الاستنساخ، وبحوث الخلايا الجذعية، وقاموا بإجراء خمس عشرة تجربة في المعمل، وقاموا بعمل خلية من الجيلاتين والحلوى، وفحصوا خلاياها تحت المجهر، وحقنوا DNA بكتيري في إحدى الخلايا وجعلوها تتلألأ، ثم بعد ذلك انغمس الطلاب في كتابة قصصهم الخيالية العلمية.. وهكذا استطاعت المعلمة أن تدمج أكثر من مهارة في تدريسها.

ومما لا شك فيه أننا وبعد انتشار أجهزة الكمبيوتر وألعابه في كل مكان، لو استطعنا تطويع ألعابه بحيث تخدم أهداف التعليم، فسيرتقي التعلم كثيرا، فأطفالنا اليوم يقضون الساعات الطوال أمام شاشات الكمبيوتر بلا كلل ولا ملل، أفلا يمكن استغلال الجاذبية التي يفرضها عليهم الكمبيوتر في التعليم؟

وما أكثر الألعاب التي يستطيع المعلم أن يدخلها في المنهج الدراسي، خاصة أنها لا تعتمد على نوع واحد من الألعاب، فمن تجارب وتمثيل وألعاب حركية إلى إنترنت وألعاب كمبيوتر، وكل المطلوب أن يعمل المعلم خياله، وينظر في الخيارات الكثيرة المطروحة أمامه ليختار من بينها ما يناسبه ويناسب المنهج الذي يدرسه.