Business

كيف كان حسن البنا في بيته؟

كان الإمام قدوة في أهل بيته كما كان قدوة لغيره من الناس، حيث حرص على إشاعة التعاليم الإسلامية بين أهله، فجاء في إحدى الرسائل التي أرسلها لوالده أثناء عمله بالإسماعيلية: [سيدي الوالد .. الآن عرفت أن الأولاد إذا شعروا بالنظام في المنزل نظموا كل أعمالهم، ولذلك أرجو أن تنظموا المنزل نظاما حسنا، فمثلا تجعلون الصالة لسفرة الأكل، وحجرة للجلوس والمذاكرة، وحجرة لنومكم، وحجرة لنوم محمد وعبد الرحمن، وتضبطوا مواعيد الطعام والنوم بقدر الإمكان].

كما كان البنا رب أسرة مثاليا فلم يقصر في رعاية أبنائه والعناية بهم والاهتمام بكل شئونهم فقد كان لكل ابن من أبنائه دوسيه خاص يكتب فيه الإمام بخطه تاريخ ميلاده ورقم قيده وتواريخ تطعيمه ويحتفظ فيه بجميع الشهادات الطبية التي تمت معالجته على أساسها وهل أكمل العلاج وكم استغرق المرض إلى آخر هذه التفاصيل، وكذلك الشهادات الدراسية ويدون عليها البنا ملاحظاته، وتروي ابنته الفاضلة ثناء: [وكان عند عودته ليلًا إذا وجدنا نائمين يطوف علينا ويطمئن على غطائنا ويقبلنا بل يصل الأمر أنه كان يوقظ أحدنا ويصطحبه إلى الحمام].

كما كان يتابع كل ما يقرأه أبناؤه رغم مشاغله الدعوية وكان أسلوبه في تربية أبنائه هو التوجيه غير المباشر؛ فعندما اشترى سيف بعض الروايات الأجنبية عن المغامرات لم ينهه عن قراءتها ولكنه أبدله خيرا منها، مثل: قصة الأميرة ذات الهمة، وسيرة عنترة بن شداد، وسيف بن ذي يزن، وبعض روايات البطولة الإسلامية، وسيرة عمر بن عبد العزيز.

وفي شهور الإجازة الصيفية – كما تقول ثناء ابنته - والتي كان يقضيها مع الإخوان في محافظات الصعيد والوجه البحري كان لا ينسانا أو يتركنا بلا رعاية بل كان يصطحبنا إلى بيت جدي وأخوالي بالإسماعيلية لنقضي إجازتنا هناك ونستمتع ونمرح حيث المزارع الخضراء والحدائق الغناء.

كما حرص على أن يتعرف على كل أهل زوجته وأقاربها وكل من له صلة رحم بها وكان يزورهم جميعا، وكثيرا ما كان يفاجئ زوجته بأنه قد زار قريبها فلان اليوم.

وكان رحمه الله يعامل خادمته كأنها من أهل البيت، حيث كان للخادمة مثل أولاده سرير مستقل ودرج مستقل.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم