لعل الأدلة المذكورة وضحت آثار المعصية في حياة المسلم، وقد يصعب إحصاء هذه الآثار، لذا نقوم بعرض الآثار الروحية حيث تندرج تحتها عناوين فرعية.
الآثار الروحية
نعني بها تلك الآثار التكاثرية التي تجعل القلب جاهزا لاستقبال المعاصي واستضافتها، وذلك الخسران المحتم بسبب حبوط عباداته، وتلك الآثار النفسية المؤقتة ذات القابلية للتغير بسبب التوبة والإنابة:
- تكاثرية المعاصي: حين نهي أبونا آدم عن الاقتراب من الشجرة وعصى، أثر ذلك في مضاعفة المعصية الواحدة إلى معاصي عدة تلقائية، فولدت السابقة اللاحقة، فأنتجت تلك الآثار على النحو الذي رأينا، وكيف أنه نسي التوبة أثناء المعصيتين الأوليين.
- حبوط الأعمال: هذا أخطر أثر تحدثه معصية الفرد المسلم، لأنه لا يشعر به وينسى التوبة إلا من رحم الله، وهناك ذنوب تسببه، منها:
أ - الشرك بالله: فهو معصية نتائجها وخيمة، لأنها الخسران المحتم في الآخرة، حيث لا أمل لمن مات على الشرك في النجاة من عذاب النار، لأنه يصل الآخرة بدون زاد، فإن كان طائعا فقد حبطت طاعاته: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر: 65).
ب- الردة: وهي أيضا من المعاصي المحبطة للعبادات: (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ...) (البقرة: 217).
ج – سوء الأدب تجاه النبي صلى الله عليه وسلم: وقد يكون إما برفع الصوت عند حضوره، وإنه لمعصية خافية لولا البيان القرآني الذي جعله يحبط الطاعات، سواء كان هذا الرفع في حضوره أو في غيابه، كتقديم كلام آخر على كلامه: (لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الحجرات: 2) وإما بمحاجته كما حدث في القصة السابقة مع ذي الخويصرة التميمي.
.