من مقاصد الإسلام تدريب الأطفال على الطاعات والفروض لأن التدريب ترويض للنفس وتعويد للنشء على تحمل المسؤولية واحترامها فلنغتنم رمضان فإنه فرصة تربوية لأبنائنا، لأن الخلق والتدين غرس وعمل أكثر منهما موعظة وكلامًا.
وفى أجواء الحظر التي يعيشها العالم كله والعالم الإسلامي كجزء من العالم تفاديا للعدوي بفيروس كورونا كوفيد 19، يأتي رمضان في هذه الأجواء مما يجعل من رمضان فرصة ليجلس الآباء مع الأبناء ويتحدثوا معهم.
وللترويح في هذا الشهر دور مهم في التربية الخلقية والروحية، فشهر رمضان المبارك شهر الخيرات والبركات قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى والْفُرْقَان} (البقرة: 185) والأسرة محتاجة إلى الترويح عن النفس كحاجة أساسية مثل الطعام والشراب، إلا أن الترويح المطلوب يبقى غامضا في أحيان كثيرة، ولذا لا بد من تحديد هذا الترويح المطلوب منعًا لما قد يحصل من لبس.
وفى هذه الدراسة، يرى الباحث سليمان الروحي، أنه لا بد أن يضع رب الأسرة أهدافًا للمساهمة في تهيئة جو مناسب في هذا الشهر، لتعليم أفراد الأسرة الواجبات والتوجهات الشرعية وتربيتهم على التطبيق العلمي لها، وتهيئة الجو المناسب لإكساب الأطفال الأخلاق الحميدة والسلوك الجيد وإعطائهم القيم الاجتماعية والعقائدية الضرورية لتنشئتهم تنشئة دينية، وضرورة الاهتمام بقراءة القرآن الكريم وختمه في هذا الشهر، واستغلال أوقات الفراغ المنزلية بشكل مثمر وبناء، وتحويله إلى قنوات تربوية مهمة.
مجالات الترويح
وفى أجواء الحظر التي يعيشها العالم كله والعالم الإسلامي كجزء من العالم ، ويأتي رمضان في هذه الأجواء مما يجعل من رمضان فرصة ليجلس الآباء مع الأبناء ويتحدثوا معهم، خاصة أثناء الطعام معًا، حيث لا يتكرر ذلك طوال العام، لانشغال الأب، مما يؤدي إلى افتقاد القدوة والنصيحة، فاجتماع الأسرة واستعادة الروابط المفقودة يؤديان إلى ممارسة الوالدين دورهما في دعم العلاقات الأسرية مما يكون فرصة للتقارب والمصارحة بين الآباء والأبناء.
إن المداعبة والمزاح يؤديان دورًا مهمًا في الترويح الأسري، فهما يبعثان الارتياح ويثيران النشاط والمرح ويكونان مقبولين إذا جاءا من غير تكلف، وإذا كانا متنوعين متجددين، وإذا روعي فيهما الأدب والاحترام الضروري، والمزاح مع الأب يكون بلطف الكلام دون الفعل، حفظًا لمكانته من الابتذال.
البرامج العائلية في رمضان
يفضل قضاء يوم العائلة فيما يفيد وإقامة جلسات يومية للأب مع أبنائه وفق برنامج يومي، ويوضع لكل يوم شعار مناسب، ويتكلم الأب عن معنى الصيام وفائدته ومدفع الإفطار ومعناه، ويحاول أن يسمع أطفاله مدفع الإفطار خارج البيت أو في المذياع، فإذا كان عند رب الأسرة صغار يشجعهم على الصيام حتى لو نصف يوم، ويحدث أبناءه عن فضل قراءة القرآن في رمضان، ويجعل الابن يسمع قراءة الأب للقرآن ويصلي معه في المسجد صلاة التراويح ويعرفها له، ويعرف للابن معنى الاعتكاف ووقت الإمساك والأذان، وكذلك الدعاء عند الإفطار.
ويشرح الأب لأبنائه فائدة الإفطار على التمر أسوة برسولنا الكريم، ويحكي لهم طفولته (الأب) في رمضان وعن الألعاب الشعبية، ويشرح لهم المناسبات المتعددة والانتصارات التي حدثت في هذا الشهر الكريم، مثل: غزوة بدر وأسبابها وكيف سارت المعركة بين المسلمين والكفار، ويبين لهم فضل ليلة القدر، ونزول القرآن الكريم فيها، وما الزكاة وما الصدقة، وغير ذلك، ويشكر الله على نعمه الكثيرة، وهذا يساعد في تعويد أبنائنا على عمل الخير و فعل الطاعات ومعرفة فضل شهر رمضان، لينشأ الصغار نشأة صالحة من غير إفراط ولا تفريط.
.